هيكل "مجد إسرائيل".. حلم ماسوني ينتظر "انهيار الأقصى"

الأقصى

تعمل الماسونية على بناء الهيكل الذي تعتبره رمزا لعزة إسرائيل، وتؤمن الماسونية الأوروبية أن روحها هي روح اليهودية في معتقداتها الأساسية، وتتضمن دائرة المعارف الماسونية الصادرة في فيلادلفيا سنة 1906 أنه يجب أن يكون كل محفل ماسوني رمزا لهيكل اليهود، ويقرأ جميع الحاضرين من الدرجة 33 في المحافل الماسونية، سنعود إلى عهد سليمان بن داوود ونبني الهيكل الأقدس، ونقرأ فيه التلمود وننفذ كل ما جاء في الوصايا والعهود، وفي سبيل مجد إسرائيل نبذل كل مجهود.

ووصلت الأطماع اليهودية إلى أن يطلب بن جوريون مؤسس إسرائيل، في كلمة في العشرين من يونيه سنة 1967 يحدد فيها الأهداف بهدم سور القدس التاريخي لعدة أسباب أوردها فى ثلاثة نقاط، هى رغبتهم فى أن تكون قدسا واحدة ليست واحدة عربية والثانية يهودية، وأن السور غير يهودى بناه سلطان تركى في القرن السادس عشر، كما أنه سيكون لهدم السور قيمة سياسية عالمية، إذ عندها سيعرف العالم أن هناك قدسا واحدة يمكن أن تعيش فيها أقلية عربية.

إحراق المسجد الأقصى

في صباح 21 أغسطس سنة 1969 شب حريق هائل بالمسجد الأقصى، في مدينة الإسراء والمعراج التي أسسها العرب قبل ظهور اليهودية والمسيحية والإسلام، وامتدت النيران بسرعة إلى الرواق الجنوبي الشرقي والمحراب، المسمى بمحراب صلاح الدين الأيوبي، وأعمدة القبة في المسجد، ليتحول هذا التراث إلى كومة من رماد، حيث أغلق الجيش الاسرائيلى أبواب الحرم الشريف لمنع العرب من الدخول، ولكنهم أجبروا الجنود اليهود على فتح الأبواب بعد صدام عنيف استمر 45 دقيقة ظنا منهم بأن هذه النيران ستحول المسجد إلى رماد خلال هذه الفترة، ونظرا لأن خطة اليهود مكتملة الأركان كالجريمة الكاملة لمنع أية محاولات لإطفاء تلك النيران، حيث أنه عندما بدأ العرب بمحاولة ضخ المياه من آبار المسجد، وجدوا مضخات المياه معطلة، فقام الفلسطينيون بانتشال المياه بأوانى صغيرة وتسلقوا سطح المسجد لإطفاء الحريق.

وكانت النساء المسلمات والمسيحيات إلى جانب الرجال، يشاركهم رجال الدين المسيحي وعلى رأسهم بطريرك الروم الأرثوذكس يحملون الماء معهم فى محاولات الإطفاء ويبكون ويرددون بأعلى أصواتهم، إنه من بيوت الله كيف يحرقوه، وارتفعت النيران أكثر من ثلاثين مترا فوق قبة المسجد، وقلة المياه أزمة تواجه محاولات الإطفاء من جانب سكان المدينة المحتلة، ومن جانبه يقوم الجيش الإسرائيلي بعرقلة محاولات عمليات إطفاء الحرائق، حتى أنه عندما وصلت سيارات الإطفاء للمشاركة فى الإطفاء من نابلس ورام الله والبيرة وبيت لحم والخليل وجنين وطولكرم منعتها سلطات الاحتلال من المشاركة في عملية إطفاء الحريق، تحت مبرر أن عملية الإطفاء هي من اختصاص بلدية القدس المحتلة، ونجح المسلمون والمسيحيون في إخماد الحريق بعد احتراق الجزء الهام من المسجد الأقصى بما فيه محراب صلاح الدين.

وامتدادا لقرارات مجلس الأمن الدولى اتخذ المجلس قراره رقم 271 في 15 سبتمبر سنة 1969، أبدى فيه عن حزنه للأضرار الناتجة عن الإحراق اليهودى المفتعل من جانب الإحتلال العسكري للقدس، حيث تضمن قرار المجلس أن امتلاك الأراضي بـما أسماه الفتح العسكري غير مسموحٍ به، حيث طالب إسرائيل بإلغاء جميع الإجراءات والأعمال التي اتخذتها لتغيير وضع القدس.

عرض ماسوني لإعادة بناء الهيكل

جاء فى مجلة حضارة الإسلام الصادرة سنة 1969، ما نصه أن أمين القدس السيد روحي الخطيب ذكر في كلمته أمام المؤتمر الأول لمنظمة المدن العربية الذي عقد في بيروت، بعضا من المطامع الصهيونية في القدس وادعاءاتهم حولها، وفي هذا الصدد قال إن السلطات الإسلامية في القدس تلقت عرضا من الحركة الماسونية الصهيونية لشراء قطعة أرض من الحرم الشريف مقابل مبلغ كبير من أجل إعادة بناء هيكل سليمان عليها، وقال إن رد السلطات الإسلامية كان رفضا قاطعا، وقد ورد العرض الماسوني في هذه الرسالة، مسجد عمر، مجلس الإدارة، مدينة القدس، إسرائيل.

"جدتي من مواليد عمان بالأردن، وأنا مواطن أميركي من أصل أيرلندي-أردني، وفخور جدا بكوني عربيا، وأنا أيضا مسيحي، سأسافر إلى تل أبيب في 7 يونيه المقبل، أو حوالي 9 يونيه، سأصل إلى المدينة المقدسة، القدس، وآمل أن أتشرف بالاجتماع بكم سادتي في المعبد المقدس لمسجد عمر، وكنت كتبت منذ مدة رسالة إلى مسجد عمر، لكن يبدو أنها لم تصل إلى الأشخاص المعنيين.

سأحاول الآن أن أشرح لكم الخطوط العريضة لزيارتي أولا، زميلي أودي مورفي وأنا عضوان في المحفل الماسوني وقديمان ومعترف بنا ماسونيا، وأنتم تدركون أن هيكل سليمان كان المحفل الماسوني الأصلي والملك سليمان كان رئيس هذا المحفل، لكن الهيكل دمر سنة 70 بعد المسيح، إنني أعرف أن مسجدكم هو صاحب الهيكل ومالكه القانوني، وأنه أقيم في المكان ذاته، إلى جانب الصخرة التي قدم عليها أبونا إبراهيم ابنه إسحق قربانا للرب وإنني أعرف أيضا أنكم أنتم العرب أبناء إسماعيل، قد حميتم هذه الصخرة عبر القرون، فلنقدم الشكر إلى الرب.

وإنني كمسيحي وكعضو في الحركة الماسونية، أرأس جماعة في أمريكا يحبون أن يعيدوا بناء هيكل سليمان من جديد، هذا هو اقتراحنا، إذا أعطى جامع عمر الإذن لمؤسستي، فسوف نجمع 100 مليون دولار في أمريكا لهذه الغاية، أو المبلغ اللازم لإعادة بناء الهيكل، إن مسجدكم لن يفقد السيطرة على الهيكل أبدا، وعندما ينتهي بناء الهيكل، سيكرس للرب، للملك سليمان وللحركة الماسونية في العالم، وسيعطى لكم مجانا، وإلى ذلك، وبإذن من مؤسستكم، سيمنح كل أخ ماسوني أسهم في إعادة البناء عضوية في المحفل الماسوني الأول لهيكل الملك سليمان في مدينة القدس، ومن المقدر أنه لن يزور الهيكل أحد منهم في حياته، لكن العضوية ستنتقل إلى أولادهم الماسونيين، والتي ستجدد سنويا، وهذا يعني أن الهيكل سيتلقى ملايين عدة من الدولارات سنويا، مما يكفي لحراسة المعبد والاعتناء بمسجد عمر وكل المؤسسات الخيرية التابعة له، وهذا يعني أن مسجدكم لن يحتاج إلى أية حملة تبرعات في المستقبل من الأعضاء، إنني لا أعرف أية مؤسسة دينية تستطيع العيش من دون أن تطلب من أعضائها التبرع المادي، لكنني أستطيع أن أؤكد لكم أن مؤسستكم إذا تعاونت معنا في إعادة بناء الهيكل، فسوف تصبح أغنى مؤسسة دينية على الأرض.

إذا أبديتم اهتماما بهذا العرض، وليس لديكم ما تخسرونه بل كل شيء لتربحوه، فسنزودكم بالمال لتصرفوه في بناء الهيكل من قبل مقاولين من اختياركم، مع التفاهم المسبق على أن بعض أجزاء هذا الهيكل ستستعمل لأغراض ماسونية، أما بقية المبنى فستستعمل في الأوجه التي يراها مسجدكم مناسبة، لأن الهيكل سيكون ملكا لكم، فإنه لكم ونحن سنعيد بناءه لكم مجانا، على كل حال، أقترح أن يستعمل جزء من الهيكل كمستشفى لأطفال القدس سواء عرب أو يهود، ومجانا للفقراء منهم، وسيأتيكم من الأموال عند انتهاء بناء الهيكل عن طريق تجديد عضوية الأخوة الماسونيين سنة بعد أخرى، أكثر مما تستطيعون استعماله.

وعليكم أن تفهموا أنني سأكون ضيفا على شعب إسرائيل، وكمواطن أمريكى لا أستطيع أن أتورط في سياستكم المحلية، وسأقوم بتصوير فيلم سينمائي خلال إقامتي في الأرض المقدسة، ليعرض في المحافل الماسونية فيلم ديني عن الأب إبراهيم وإسماعيل ويعقوب يصل حتى بناء المعبد مع قصة ولادة المسيح حتى موته على الصليب.

سادتي، آمل أن تأخذوا هذه القضية بعين الاعتبار، وتبحثوها مع أعضاء مجلس إدارتكم قبل أن أصل إلى المدينة المقدسة، وآمل أن يمنحني أعضاء مجلس إدارة مسجد عمر الشرف العظيم لأخاطبهم شخصيا أثناء إقامتي القصيرة في المدينة.

وليباركم الله جميعا أيها الأخوة، بإخلاص، فرايدي تيري، 514، إيست هارفارد رود، بيدبانك، كاليفورنيا، القطاع 91501".

والغريب أنه اعترف فى نهاية الرسالة من خلال ملحوظة، بأنه كتب على وجهي الورقة ليوفر ثمن طوابع.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الأهلي واستاد أبيدجان (4-2) في دوري أبطال إفريقيا (لحظة بلحظة) | 3 تبديلات من الأهلي