أكدت مصادر سياسية، أن التوترات بين مصر والسعودية في طريقها للزوال، بعد أن دخلت كل من الكويت والإمارات، كوسيطتان بين البلدين، إلا أنه لم يتم الإعلان عن أي مصالحة، كما أنها لم تخرج من وزارة الخارجية المصرية أي تصريحات تصعيدية بعد الأزمة مع المملكة.
التصعيد ضد التصريحات والازمات مع مصر، أظهر فارقًا كبيرًا في تعامل الخارجية مع السعودية وقطر، فحالة الهدوء والدبلوماسية التي سادت أجواء الخلافات مع السعودية، لم تحظ بها قطر، وهو ما ظهر في تصريحات متبادلة بين الجانبين المصري والقطري.
الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية، قالت إنه بالطبع الوضع مختلف بين السعودية وقطر، وعلاقة مصر بهما، فالسعودية ورغم اختلاف وجهات النظر بينها وبين مصر في بعض الملفات مؤخرًا - وهذا طبيعي- إلا ان المملكة لها مواقف مشرفة وداعمة لمصر في أوقات حرجة ومنها بعد ثورة 30 يونيو.
وأضافت "الشيخ" في تصريحات خاصة، أنه على الجانب الآخر فإن قطر تناصب مصر العداء، وتأوي قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وتدعمهم وبينهم متهمين ومتوةرطين في قضايا إرهاب في مصر، فقطر كحكومة بالإضافة إلى قناة الجزيرة، لها مواقف سلبية كثيرة تجاه مصر، زادت منذ 30 يونيو، لذلك يوجد فرق كبير في تعامل الدبلوماسية المصرية معها، سواء على الشكل الرسمي أو الشعبي.
وأكدت أستاذ العلوم السياسية، أن الوساطة الكويتية والإماراتية من شأنها أن تساعد في إنهاء الأزمة بين مصر والسعودية، لكن هناك عامل آخر غير ذلك، يتمثل في التطورات التي يشهدها العالم خلال الفترة الخالية خاصة بعد تولي دونالد ترامب رسميًا الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، ستجعل بعض الدول تغير نظرتها نحو عدد من القضايا، مضيفة أنه ربما تغير السعودية نفسها موقفها من عدد من الملفات بينها الوضع في سوريا -أحد أسباب الخلاف مع مصر- بعد التطورات الأخيرة على الأرض.
وأكد عدد من المحللين السياسيين، أنه على الجانب الآخر من العلاقة بالسعودية، فإن تحسن العلاقة بين مصر وقطر ليست سهلة إلا إذا غيرت الدوحة موقفها من الإخوان ودعمهم، وهو ما يتغير وفقًا للمعطيات المستقبلية.
وعن إمكانية تغير دعم قطر للإخوان، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، إن قطر ربما تعيد نظرها في ملف الإخوان بعد تولي ترامب، خاصة بعد إعلانه الحرب على جماعة الإخوان، فربما يفرض التعامل مع أمركيا على قطر تقليل دعمها للإخوان وتمويلهم، وعندها أيضًا تتوقف طبيعة علاقاتها مع مصر على موقف الدوحة من النظام المصري.
يذكر أن الخارجية المصرية أظهرت فارقًا في التعامل مع الأزمتين "قطر والسعودية"، فرغم وقف شركة أرامكو السعودية تصدير الغاز، التي كانت بداية ظهور توترات العلاقة وبعدها زيارة ولي العهد السعودي لإثيوبيا وسد النهضة، لم تصعد الخارجية المصرية الرد، وهو عكس ما تم مع قطر، والتي اتهمتها وزارة الداخلية المصرية بشكل مباشر بالتورط في تفجير الكنيسة البطرسية أواخر عام 2016.