لم تنشأ الفكرة عن إنتاج فيلم يعرض قصة حياة مؤسس موقع التواصل الاجتماعي الأشهر "فيسبوك" بغرض تنصيبه بطلا ومثلًا أعلى يحتذي به بين جيله والأجيال التالية، وهو ما كان ينتظره مارك نفسه من صناع الفيلم، وحاول مارك مرارا الحصول على نسخة من السيناريو الخاص بالفيلم ولكنه لم يشك لحظة في نوايا صناعه فترك لهم الأمر حتى ظهر الفيلم في دور العرض وكانت الصدمة من نصيب مارك ومحبيه.
الفيلم يحمل اسم the social network
ويعرض هذا الفيلم الجانب السيئ في حياة مارك زوكربيرج منذ نشأته، وأدى الاختيار المناسب للبطل والشبه الكبير بينه وبين الشخصية الأصلية في مزيد من المصداقية للأحداث، حيث عرضت الأحداث كيف تحايل مارك على شريكه في تصميم موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ليحصل على حقوق التعامل فيه وحده، وظهر الجانب الشرير الذي كان يخفيه مارك وراء قناع المثالية والسلام الذي يرتديه في كل لقاء يجريه سواء مع البرامج الشهيرة، أو عبر الانترنت، كما يعرض الفيلم كيف استطاع زوكربيرج اقتناص كل المواقع المشابهة لموقعه حتى لا يكون هناك منافس له، كما أكد على معتقداته الدينية المريبة ومساعداته للمثليين.
العرض الأول للفيلم تم دعوة مارك رسميا من قبل أسرة الفيلم وقام بالفعل باصطحاب أكبر موظفيه وأقرب أصدقائه في الشركة الخاصة به، ليفاجأ الجميع بمحتوى الفيلم ويغادر مارك دار العرض قائلا:أنه لا يحب رؤية قصة حياته ولا يفكر في وجودها في فيلم سينمائي ولذلك جاء لدقائق قليلة ثم غادر ولا يعرف ما يحتويه الفيلم، وفي الوقت نفسه حاول مارك محاربة الفيلم برفع اللينكات الخاصة به من مواقع التحميل المختلفة، كما تلاعب بأرقام الايرادات في دور العرض بغرض رصف الفيلم بالفشل، ولكن الحقيقة أن الفيلم كان صادما حتى لمتابعيه عبر موقع "فيسبوك" وكانت العبارات والتعليقات قوية تعبر عن حزن من أمنوا به وبقدراته الفائقة، لأن الفيلم أظهر مارك ليس ذكيا بل يستغل ذكاء من حوله لتصميم مواقع شهيرة، وهو ما نجح فيه بإنشاء أكثر المواقع شعبية في العالم.
حاول مارك بعد نجاح الفيلم تغيير الصورة التي تم نقلها عن وجهه القبيح للعالم فأعلن التبرع بنصف ثروته التي تبلغ مليارات للمشردين ومرضى السرطان في أنحاء العالم، ولكن الكذبة لم تستمر طويلًا حيث صدر بيانا عن مصلحة الضرائب يفيد بأن مارك لم يتبرع بدولار واحد لأي جهة خيرية وهو ما أثبتته التقارير المالية، والأمر مجرد محاولة منه لتهرب من الضرائب.