نصحنا الأجداد بعدم دخول المنازل ونحن نرتدي الأحذية ذهابًا أو إيابا، وكنا نرفض هذه النصائح ونعتبرها عادات بالية لا نلتفت لها حين نتزوج ولا نربي أولادنا على نفس النصائح، ولكن أثبتت الدراسات أن هذه النصيحة التخلي عنها يؤدي للإصابة بالسرطان وأمراض أخرى وينقل السموم الخطرة إلى منزلك دون أن تدري.
أجرت جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية دراسة حول التلوث الذي يتسبب فيه دخول الحذاء للمنزل بعد ارتدائه بالخارج لساعات طويلة، وثبت أن الحذاء يحمل أكثر من 420 ألف من أنواع البكتريا من بينها القولونيات التي توجد عادة في البراز، كما تم اكتشاف بكتيريا إي كولاي بالاضافة إلى 7 أنواع أخرى منها البكتيريا الكلبسيلا الرئوية التي يمكن أن تسبب التهاب المسالك البولية، وجرثومة السراتية التي تسبب عدوى الجهاز التنفسي والاختناق.
وأكدت البروفسيرة كيلي رينولدز متخصص الميكروبولوجي أن جميع الأشخاص بلا إستثناء تسير على فضلات الطيور والكلاب والجراثيم التي توجد في أرضيات المراحيض العامة، وكلها مصادر لأنواع خطيرة من البكتيريا، ونسبة البكتيريا التي تنتقل في أحذيتنا إلى المنزل تشكل 99 بالمائة من مجموع البكتيريا الموجودة ككل.
وفي بحث متخصص أجراه تشارلز جيربا أستاذ الميكروبولوجي بجامعة أريزونا ثبت تواجد البكتيريا القولونية وإي كولاي على الجهة الخارجية بسبب التلامس المتكرر مع المواد الموجودة في البراز، حيث أكد أن أرضيات المراحيض العامة تحتوي على نحو مليونين من البكتيريا في كل إنش مربع بينما عدد البكتيريا على مقعد المرحاض نفسه لا يزيد عن 50 لنفس المساحة.
الأمر أثار فضول الدارسين في جامعة هيوستن الأمريكية فقام عدد من الباحثين بعمل دراسة حول الأمر ليجدوا أن الأحذية تشكل تهديدا حقيقيا للانسان ومنزله وعائلته أيضا حيث تحتوي على جرثومة المطثية العسيرة التي تقاوم عمل العديد من المضادات الحيوية وتسبب كثيرا من المشاكل الصحية من بينها الإسهال والقئ الشديد.
وعلى نفس النهج أشارت دراسة في جامعة بيلور إلى أن الطرق الإسفلتية المغطاة بقطران الفحم تكون لدى سكانها احتمالية أكبر للإصابة بالسرطان جراء السموم التي يتعرضون لها وينقلونها في أحذيتهم لمنازلهم، وتؤكد الدراسة أن غسيل الأحذية في الغسالة مع استخدام مادة منظفة يعمل على تقليل البكتيريا بنسبة 90 بالمائة، والأفضل تنظيف الأرضيات والسجاد باستخدام مادة معقمة وتنظيفها بالبخار.
والحل هنا يكمن في نصيحة الأجداد بترك الأحذية خارج المنزل لحين تنظيفها، وإلا أصبح المرض قريبًا من كل أفراد الأسرة طوال الوقت.