حين تنتهي حياة المرء، يكون دفنه في قبور خاصة بالعائلة أو الديانة التابع لها هي المحطة الأخيرة لجسده، ولكن في بلاد لا تعترف بهذا الأمر تضطر الزوجات لالتهام أجساد أزواجهن مع أطفالهن بعد رحيله، وإن كانت غير متزوجة تشارك في التهام لحوم أجساد من يرحل من رجال العائلة الخال أو العم أو الشقيق أو زوج الشقيقة، وهي العادة التي لم تختف في العصر الحديث، ولن تنتهي أيضا من هذه البلاد مهما بلغت درجة التقدم في العالم.
غينياتعاني الزوجات من شعب بور، في عاصمة دولة غينيا من الموت ضحكا، وهو مرض نادر عبارة عن الضحك والاهتزاز حتى الموت، وهذا المرض يسببه التهام أجساد الراحلين من الأزواج فيها، بعد تقطيعها وتنظيفها ثم طهوها ووضع بهارات خاصة عليها لتصبح ملائمة للالتهام.
وحين يرحل أحد الأزواج تأتي النساء صديقات الزوجة ليس لتقديم واجب العزاء، ولكن للمشاركة في التهام المتوفي، وعلى الأطفال المشاركة في التهام والدهم في الفترة المسائية لذلك يتعرض كثير من الأطفال للموت بنفس الطريقة في عمر صغير.
المكسيكاكتشف عالمان من أصل أسترالي، وجود قرية الأرتنينال في جنوب المكسيك، وهي لا تنتمي لأي ديانة، وتواظب على أكل أجساد الموتى، لذلك يعاني شعبها من خلل في البروتينات في الجسم، وهذه القرية تقوم بدفن المتوفى لعدة أيام لتنتشر اليرقات في جسده ثم تقوم باستخراج الجثة وتقدم مع الديدان كطبق جانبي مع الوجبة الرئيسية.
وأكل أجساد الموتى في معتقداتهم يساهم في تحرير الأرواح ودخولها الجنة مباشرة دون تعذيب، وتشارك فيه أيضا النساء الأخريات كنوع من تقديم الخير لرجال العائلات الصديقة، أما الرجال فلا يتناولون هذا الطبق؛ لأنه يجعل قوتهم البدنية أضعف وبالتالي لا يناسبهم الأمر.
الهندفي الشمال الغربي بالهند، توجد قبيلة عدد نسائها قليل مقارنة بالرجال لنفس الأسباب، حيث تفقد النساء اللاتي يأكلن أجساد أزواجهن حياتهن بالموت ضحكا في خلال عام واحد على الأكثر، وتجبر المرأة فيها على الرقص أثناء التهام جسد زوجها بالدق على طبول معينة لتحرير روح الزوج الراحل.
كما يجب أن تتذكر مواقف جميلة لزوجها الراحل أثناء الأكل أو الاهتزاز بغرض الرقص لتساعد روحه على العبور في سلام للعالم الآخر.