يمثل الغاز الطبيعي، أحد أهم منتجات البترول التي يعتمد عليها الإنسان في حياته اليومية، ورغم أن حوادث انفجار أنبيب الغاز المسال والحرائق الناتجة عنها، والخسائر الفادحة التي التي يتكبدها الضحايا سواء بشرية أو مادية، إلا أن هناك نوع آخر من الخطر يحيط بالمتعاملين مع الغاز الطبيعي وهو ليس من النار ولكنه من الماء.
"الانفجار البارد" هي عملية انفجار تحدث في حالة خلط الغاز الطبيعي المسال بالماء، وهي ظاهرة لوحظت في بعض كوارث السفن الناقلة للغاز الطبيعي المسال عند تسربه إلى البحر فينجم عن ذلك انفجارات فيزيائية تدعى بالانفجارات الباردة، وفي هذا النوع من الانفجارات لايوجد احتراق أو اشتعال.
وبحسب التفسيرات العلمية، فإن سبب الانفجارات تأتي نتيجة لفرق درجة الحرارة الشاسع بين مياه البحر والتي تكون بحدود 15 درجة مئوية وبين درجات حرارة الغاز المسال والتي تبلغ حوالي 160 درجة مئوية تحت الصفر، أنه عند ملامسة الغاز المسال للماء تنتقل الحرارة من الماء إلى الغاز المسال وتعمل على تبخيره بشكل سريع ومفاجئ ليتمدد حوالي 600 ضعف متسببًا في إزاحة كميات هائلة من الماء والأجسام المحيطة تماما كانفجار الألغام والقنابل، من ناحية أخرى يمكن أن تتجمد كميات من المياه أثناء التبادل الحراري وتنطلق بشكل شظايا قاتلة.
والغاز الطبيعي المسال، هو غاز طبيعي تمت معالجته وإسالته بالتبريد، بعدما يتم استخراج الغاز من حقول النفط والغاز، ثم ينقل عبر أنابيب خاصة إلى منشأة المعالجة حيث تتم عمليات معالجة إضافية، تبريد، وإسالة الغاز تحت الظروف الجوية.
وإسالة الغاز، تأتي من باب تسهيل عملية نقله فقط، حيث أثبتت الدراسات والأبحاث الاقتصادية أن تكاليف نقل الغاز في الحالة السائلة عبر البحار والمحيطات أقل كلفة بكثير منها عن نقله في الحالة الغازية، وهذا يعود إلى أن الغاز المسال يأخذ حيزا أقل بحوالى 600 مرة منه في الحالة الغازية، وفي حالة التفكير بضغط الغاز في الحاويات البحرية بهدف تقليل الحجم فسيتوجب تصميم الجدران الحاوية بسماكة كبيرة كافية لتحمل ضغط الغاز وبالتالي تشكل عبئا ثقيلا على السفن، أما الغاز المسال ومع أن كثافته أكثر من كثافة الغاز الطبيعي بكثير إلا أنها تظل أقل بكثير من كثافة الفولاذ مثلا والذي يستخدم في تصميم الحاوية عند الضعط الجوي.
وبدأت فكرة إسالة الغاز عام 1914 في الولايات المتحدة الأمريكية، كبراءة اختراع، وفي عام 1917 قامت بريطانيا بأول عملية تجارية غرب فيرجينيا، ووقعت بريطانيا عقدًا مدته خمسة عشر عامًا مع الجزائر عام 1961 لتزويد المملكة المتحدة بأقل من حوالي مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، ثم انتشرت عمليات الغاز المسال في أنحاء العالم تدريجيا حتى وصلت إلى مايقارب 40 ميناء للغاز المسال حاليا وشملت بلدانا عربية مثل مصر، و قطر، واليمن.