6 أعوام مرت على اندلاع الشرارة الأولى لثورة 25 يناير، ولكن سبقتها مقدمات عدة أشعلت فتيلها في 2011.
كان لـ"الفن السابع" دور كبير وبارز في تحريك المياه الراكدة في الحياة السياسية المصرية قبل 6 أعوام، ولكن هل تمكنت السينما لمصرية من تجسيد ثورة يناير بالشكل الصحيح؟ وهل نقلت روح الثورة وكيانها عبر شاشتها الكبيرة؟.
بداية.. قال المخرج السينمائي خالد يوسف، إنه بالرغم من الأعمال السينمائية التي حاولت أن تؤرخ لثورة يناير، إلا أنها ناقشت الثورة بسطحية شديدة ولم تستطيع أن تغوص في كيان الثورة وروحها، فمثلا فيلم "بعد الموقعة"، والذي ناقش موقعة الجمل، لكنه لم يستطيع إبراز جماليات الثورة وروحها.
وأضاف يوسف، أن فيلم "هي فوضى" والذي أخرجه مع المخرج الراحل يوسف شاهين، يعتبر نبوءة السينما لثورة يناير، وتم تصنيفه على أنه أهم فيلم تم تقديمه عن ثورة يناير بالرغم من إنتاجه قبل الثورة بعدة سنوات، موضحًأ أن صناعة فيلم عن ثورة يناير، يحتاج إلي تكاتل عدد كبير من القوي الفنية والسياسية والشعبية لكتابة سيناريو يليق بالثورة وصناعة فيلم مبهر عن الثورة.
وأشار المخرج المخضرم، إلى أن ثورة 23 يوليو، تم تأريخها سينمائيا في أفلام كثيرة صنعت في النهاية رؤية من عاصروها وواكبوها، لدرجة أن من شاهد هذه الأفلام استطاع أن يعيش روح هذه الثورة التي أطلقوا عليها "الثورة البيضاء"، ولكن فيلم ثورة يناير لم يكتب بعد، وجميع الأفلام التي تحدثت عن الثورة، مجردمحاولات من أصحابها ليذكرهم التاريخ السينمائي فقط بأنهم أرخوا لثورة يناير.
أما الناقدة الفنية، ماجدة خير الله، فقالت: "ثورة يناير لم يتم كتابة تاريخها سينمائيا حتى الآن، والمحاولات الفنية التي تحدثت عن الثورة هي محاولات تحسب لأصحابها وسيتم أرشفتها سينمائيا"، مضيفة أن أكثر ما أعجبها فيلم "بعد الموقعة" للمخرج يسري نصر الله، و"الشتا اللي فات" لإبراهيم البطوط، لأن الفيلمان يعكسان روح الثورة وجانب منها، ولكنهما لم يمزجا بين الشعب المصري وروحه بجميع طبقاته.
وأضافت خيرالله، أنه لابد من تجميع شهادات ممن عاشوا هذه اللحظة في ميادين مصر، لكتابة فيلم جيد عن الثورة، كما يجب أن يتم كتابته علي أكثر من جزء وهذه "التيمة" السينمائية موجودة في السينما العالمية، ولكنها قليلة في السينما المصرية، إلى جانب دعم عدد من الجهات وأن يعمل به الفنانين بأنصاف أجورهم، حتى يظهر فيلم يشرف الثورة والسينما المصرية.
وقال مؤلف فيلم "بعد الموقعة" الكاتب ناصر عبد الرحمن، أن السينما لم تؤرخ حتى الآن بشكل جيد لثورة يناير، لأنها مازالت مستمرة، لأن كل تطهير للفساد في مؤسسات الدولة يعد استكمالا لها.
وأَضاف عبد الرحمن، أن فيلم "بعد الموقعة" من أول الأفلام التي تحدثت عن الثورة، لأنه كان يرغب في كتابة فيلم من النفس الأول لثورة يناير، إلا إني إذا رغبت في كتابة فيلم عن الثورة الآن فسيكون مختلف عما تمت كتابته في فيلم" بعد الموقعة"، موضحًأ أن صناعة فيلم عن ثورة يناير يحتاج لوقت طويل حتى يظهر بشكل يليق بهذه الثورة التي غيرت من مسار التاريخ في مصر.