يؤكد معظم الرجال أن البكاء ليس من بين صفاتهم، وأن اللجوء له يعتبر ضعف ويضر بشخصية الرجل في حياة المرأة التي تحبه، بل يظهره في شكل العاجز قليل الحيلة، لهذا لا يعترف الرجال بإمكانية البكاء أبدا، ولكن قامت مجلة فوود ميكروبولوجي الأمريكية بنشر دراسة تؤكد بارتفاع نسبة إصابة الرجال في الشرق بالسموم والبكتيريا بسبب ابتعادهم عن البكاء.
وتؤكد الدراسة التي أطلقها البروفسير جون مايكل زاتيلدر أن الدموع ما هي إلا سائل مالح لزج يتكون من البروتينات والمياه والزيت وبعض المخاط، ويقوم الجهاز الدمعي الذي يقع بين مقلة العين والجفن بإفراز الدموع، ثم ترمش عين الشخص بعد ذلك بصورة تلقائية لتتساقط، ولكن إذا توقفنا عن البكاء وهي الصفة التي يتبناها الرجال في الشرق وبعض دول أوروبا وآسيا تحدث أضرار خطيرة ربما أهمها تطهير أجسادنا من السموم التي تحويها، فالدموع الناتجة عن الإجهاد تساعد الجسم على التخلص من المواد الكيميائية التي تؤدي لزيادة مادة الكورتيزول أو هرمون الإجهاد.
وأثبتت دراسة أجراها مركز أبحاث الطب النفسي في انجلترا أنه مثلما يفرز الجسم سموما أثناء الزفير والتبول والتعرق، فإنه أيضا يفرز سموما عند البكاء، وحين يبكي الإنسان بسبب المشاعر المختلفة ينزل مع الدموع نوع من السموم يعمل على تقليل الألم في الجسد، لهذا يشعر الجسم بالراحة بعد البكاء، كما تساعد الدموع على قتل البكتيريا، حيث ثبت أن الدموع لها قوة مضادة للجراثيم والبكتيريا، ويمكن أن تحمي الجسم حتى من الجمرة الخبيثة، كما تفرز الدموع عن طريق الغدة الدمعية فتعمل على تنقية العين من الشوائب، وتصبح بمثابة مادة مرطبة لكرة العين والجفون.
وأكدت دراسة من جامعة جنوب فلوريدا أن البكاء يمكن أن يكون مساعدا على رفع الحالة المزاجية أكثر من أي مادة مضادة للاكتئاب، ويحمي البكاء جسدك من التعرض لأمراض ناتجة عن التوتر كالشعور بالصداع الشديد وارتفاع ضغط الدم وهو بمثابة إفراغ عاطفي للمشاعر المكبوتة والإحساس السلبي.