ما بين أحداث عنف ودماء تسيل، اعتاد الشعب المصري على جرائم الجماعة الإرهابية التي أفسدت جميع احتفالاتهم بالذكرى السنوية لثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، خاصةً بعد الإطاحة بحكم الإخوان الإرهابي إبان ثورة الـ 30 من يونيو والقبض على قيادات الجماعة، حيث اتجهت الجماعة الإرهابية إلى العنف والإرهاب كوسيلة للانتقام من الشعب المصري بجميع طوائفه، وإفساد فرحتهم بأي مناسبة تمر عليهم خاصةً ذكرى ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
وفي هذا السياق يرصد "أهل مصر"، جرائم الإرهابية خلال احتفالات المصريين بذكرى ثورة 25 يناير خلال السنوات الماضية، وتوقعات بعض السياسيين حول ذكرى الثورة هذا العام.
ـ مجزرة استاد بور سعيد
بدأت الذكرى الأولى لثورة 25 يناير، بقيام الجماعة الإرهابية تدشين منصة أمام مبنى مجمع التحرير، وانطلقت الأناشيد والأغاني الوطنية احتفالًا بفوزهم في البرلمان ورددوا هتافات لنجاح الثورة، وفي نفس الوقت انطلقت المظاهرات من أمام منصة الثوار مُطالبين برحيل المجلس العسكري وأخذ حقوق الشهداء وطالبوا بالقصاص.
وبعد أيام قليلة من الاحتفال بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير، خيم الحزن على الشعب المصري أكمله عقب الأحداث الدامية التي شهدها استاد بور سعيد، حيث شهد استاد بور سعيد في 1 فبراير 2012، أحداث دموية عقب مباراة كرة قدم باستاد بورسعيد بين الفريقين "المصري البورسعيدي والأهلي" ضمن منافسات الإسبوع الـ 17 بالدوري الممتاز؛ حيث بدأت المبارة باقتحام الجماهير ونزولهم الملعب وقت الإحماء قبل المباراة، وتكرر المشهد حيث اقتحم الحماهير المباراة بعد هدف التعادل الذي أحرزه النادي المصري، وانتهت المباراة باقتحام جماهير النادي المصري لمدرجات النادي الأهلي بالأسلحة البيضاء، وبدأت الاشتبكات التي كانت حصيلتها نحو 77 شهيد وأكثر من 300 مصاب.
ـ مقتل 10 أشخاص وإصابة 476 آخرين
وفي عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، شهدت احتفالات الذكرى الثانية لثورة 25 يناير مقل 10 أشخاص وإصابة 476 آخرين، حيث شهدت عدة مدن مصرية اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين، أسفرت عن مقتل 10 أشخاص في السويس والاسماعيلية وإصابة 476 آخرين حسب ما أفادت به وزارة الصحة حينها، وتعهد المعزول حينها بالقصاص من المسؤولين عن تلك الجرائم، وكانت قوات الأمن استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في محيط قصر الاتحادية بالقاهرة، كما أغلق المحتجون الطريق المؤدية إلى مبنى التلفزيون في "ماسبيرو"، فيما طالب المحتجون في ميدان التحرير بإسقاط النظام.
ـ تفجيرات الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير
وأتت الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير مشوبةً بالتوتر والتفجيرات في أرجاء مصر، حيث سادت القاهرة ومحافظات الجمهورية يوم 25 يناير 2014 أجواء توتر، غداة أربعة تفجيرات دامية استهدفت قوات الأمن وسط دعوات أنصار المعزول مرسي - عقب أشهر من الإطاحة به - من جهة، وأنصار الجيش من جهة أخرى إلى تظاهرات حاشدة دفعت قوات الأمن إلى إغلاق مناطق في العاصمة خشية وقوع المزيد من أعمال العنف.
وكانت القاهرة قد شهدت أربعة تفجيرات استهدفت الشرطة في القاهرة عشية الذكرى الثالثة للثورة، وطلبت الجماعة الإرهابية في بيان لها حينها من المسلمين الابتعاد عن مباني الشرطة.
ومن جانبها أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس المرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها عن تفجير سيارة مخففة عن بعد أمام مديرية أمن القاهرة، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وأعقبت ذلك الهجوم بثلاثة تفجيرات أخرى في أنحاء العاصمة.
ـ مقتل شيماء الصباغ و18 شخصًا آخرين
وفي عشية الذكرى الرابعة للانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011، لقيت الناشطة السياسية شيماء الصباغ، عضو حزب التحالف الشعبي المصري، مصرعها عقب إصابتها بطلق خرطوش بوسط القاهرة.
كما قتل 14 شخصًا بينهم رجل شرطة، وأصيب 51 آخرون، بينهم 15 من رجال الشرطة برتب مختلفة، في اشتباكات وقعت بين قوات الأمن ومتظاهرين نظموا احتجاجات متفرقة في أنحاء الجمهورية.
كما لقي اثنان آخران مصرعهما أثناء محاولة زرع عبوة ناسفة في محافظة البحيرة، شمالي القاهرة، كما قتل اثنان آخران من مجندي وزارة الداخلية وأصيب ثالث في هجوم نفذه مسلحون ملثمون على تمركز أمني بالجيزة، ليرتفع بذلك قتلى الشرطة خلال اليوم إلى ثلاثة مجندين، فضلا عن إصابة أكثر من 10 من رجال الشرطة في عدة مناطق.
ـ الذكرى الخامسة للثورة بلا دماء
25 يناير،2016 ذكرى الثورة التي كتبت نهاية جماعة الإخوان الإرهابية، والتي مرت بلا دماء أو صدامات وأحداث عنف، خلت من تويتات الدكتور محمد البرادعي وأيمن نور نتيجة انتهاء الجماعة بعدما كانوا يراهنون عليها.
ـ مخطط استهداف الرأي العام
توافرت معلومات لدى قطاع الأمن الوطني حول اعتزام قيادات جماعة الإخوان الإرهابية الإعداد لمخطط يستهدف إثارة الرأي العام من خلال استغلال الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتنسيق مع الكيانات المتطرفة لمحاولة الإخلال بالنظام والأمن خلال تلك الفترة بتكليف عناصرهم بمحاولة افتعال العديد من الأزمات بمختلف القطاعات "الجماهيرية، العمالية".
ـ محلل سياسي: ستمر بدون أي مشاكل
وفي ذات السياق، أكد عمرو علي، المحلل السياسي، أن ذكرى الثورة أصبحت منذ الثلاثين من يونيو لها وضع خاص، وإصبح إحياء ذكرى ثورة يناير مختلفًا وبغير ضجيج الميادين المعتاد.
وأضاف علي، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن مخطط الإرهابية باستغلال الأزمة الاقتصادية لإثارة الرأي العام في ذكرى الثورة غير معقول، مشيرًا إلى أن تصريحات الجماعة الإرهابية دأبت على التهويل طوال الفترة الماضية.
وأوضح علي، أن "الإرهابية" ليس لها قدرة حقيقية على استغلال أي حدث اقتصادي أو سياسي في مصر لتأليب قوى الشعب على النظام الحالي، متابعًا: "كالعادة ذكرى الثورة ستمر بدون أي مشاكل".
ـ "الشهابي": أعمال عنف محدودة
ومن جانبه، أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، أن ذكرى ثورة 25 يناير هذا العام تأتي في ظل الأخطاء الواضحة للحكومة المصرية بسبب سياساتها المنحازة للقلة التي احترفت جمع المال من التجارة الداخلية والاستيراد من الخارج لحماية حكومية وهو ما انعكس على حياة الناس، قائلًا: "مع ذلك فإن الناس لن يلتفتوا لأي دعوات تحريضية ولم يستجيبوا للخروج على الدولة المصرية حمايةً لها ورفضًا للإرهاب لذلك الجماهير المصرية العريضة لن تكون إلا دعمًا للدولة والاستقرار".
وأضاف الشهابي، في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أن أعمال العنف لم تنقطع منذ ثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013، مشيرًا إلى أنه يتوقع أن ينتهز الإرهابيون وكارهو الدولة المصرية ذكرى 25 يناير لمحاولة إشعال أعمال عنف تؤدي إلى حدوث فوضى ولكنها ستكون محدودة وغير مؤثرة ولن يتجاوب معها الشعب الذي يعاني من سياسات الحكومة، بل ينصرف عنها ليعطي المثل لغيره من شعوب الأرض بأن المصري يجوع ويتألم ولكنه لا ينقلب على بلاده.