أعرب رئيس وفد المعارضة السورية المسلحة بمؤتمر أستانة محمد علوش عن عدم رضا المعارضة الكامل عن المؤتمر، نافيا بشدة ما تردد عن تقديم المعارضة تنازلات خلاله نتيجة لخسائرها الميدانية، كما نفى ما تردد عن نجاح النظام في استمالة فصائل عسكرية وإقناعها بالانضمام إليه مقابل منحها إدارات محلية وصلاحيات موسعة في المناطق التي تسيطر عليها.
وقال علوش لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) في اتصال هاتفي من أستانة "نحن غير راضيين بشكل كامل عن المؤتمر، وعدنا بأن ينفذ وقف إطلاق النار، وسلمنا ورقة تتضمن إجراءات وآليات ذلك الأمر للأطراف المعنية خاصة الجانب الروسي ووعد أنه خلال عشرة أيام سيتم التوصل لاتفاقية يتم تطبيقها بين الطرفين بهدف تحسين الظروف المعيشية والإفراج عن المعتقلين".
وتابع "لقد خرجنا بهذه الورقة.. وبلغنا رسالتنا للعالم أجمع وسمع صوتنا ولم نخش مقابلة أحد.. ولا نزال نصر على كل مواقفنا وفي مقدمتها رفض أي دور لإيران بحل الأزمة وكذلك بتشكيل مستقبل سورية، فقط عليها الخروج منها هي وأدواتها لأنهم بحكم المحتل والمعتدي".
وفي رده على تساؤل حول صحة ما تردد عن نجاح النظام في استمالة بعض الفصائل المعارضة المسلحة خاصة في ظل الخسائر الميدانية الأخيرة للمعارضة وبسبب الإغراءات المتمثلة في منحها إدارات محلية موسعة بالمناطق التي تسيطر عليها، أجاب علوش "لا هذا الكلام عارى تماما عن الصحة ولا يوجد أي اتفاق بين أي فصيل والنظام... بالأساس لم يعرض هذا الأمر على أحد من الفصائل".
وأردف قائلا "نعم حدثت مصالحات وهدن محلية ولكن الجميع رافض لهذا التوجه.. تلك المصالحات تمت بالأساس في مناطق مهادنة منذ بداية الثورة ولم يكن بها قتال، وهذه خضعت للأمر الواقع واضطرت (المعارضة) للقبول بوجود وعودة النظام بها وهي مناطق محدودة ولكن تسوق في الإعلام على أنها مناطق كبيرة ومتعددة وهذا غير صحيح."
وتابع "الهدنة أي وقف إطلاق النار هي أمر مقبول أما المصالحة فهي غير مقبولة".
وأقر علوش رئيس الوفد بصحة ما تردد عن أن المعارضة ذهبت مضطرة لمؤتمر أستانة نتيجة انعدام الأفق في الحرب الراهنة وما تعرضت له من خسائر كبيرة بالميدان، مشددا في الوقت نفسه على أن هذا لا يعني بأي حال تقديمها لتنازلات أو أن مؤتمر أستانة كان بمثابة وسيلة لفرض إملاءات روسية تحديدا على المعارضة كما ردد البعض.
وأوضح "طبعا الظلال الميدانية يكون لها تأثير على الأجواء، ولكنها لم ولن تؤثر أبدا في الثوابت والمطالب والخط الاستراتيجي الذي تسير به المعارضة.. الآن أي طرف يريد التدخل بالحل يقدم مطالب ولكن لا أحد يستطيع أن يفرض إرادته على أحد".
وتابع "وبالمناسبة لا صحة لما يتردد عن عدم تمثيل الأكراد بالمؤتمر، الأكراد ممثلين داخل الفصائل المسلحة لأننا نتحدث عن مفاوضات عسكرية لا سياسية".
كما نفى علوش ما تردد عن تعرض وفد المعارضة لضغوط لدفعهم لمقاتلة جبهة فتح الشام (النصرة سابقا)، كاشفا في المقابل عن تعرض بعض فصائل الجيش الحر لاعتداءات منها.
وأكد "لا لم نتعرض لأي ضغوط من أي طرف إقليمي أو دولي لمقاتلة فتح الشام، وهي بالأساس غير داخلة في الهدنة وللأسف هي بدأت في تنفيذ بعض الاعتداءات على بعض الفصائل كجيش المجاهدين وصقور الشام وجيش الإسلام والجبهة الشامية والآن الوضع محتدم مع الأسف، وندعو لتجاوز تلك الأمور والأحداث المؤسفة.. ندعوهم لتحكيم العقل وأن يبتعدوا عن التخوين وأن يقدموا مصلحة الشعب السوري بالاصطفاف فعليا مع ركب فصائل الثورة".
ولم يقدم علوش مزيدا من التوضيح حول موقف المعارضة من قتال جبهة فتح الشام وهل تعد من وجهة نظرهم كيان إرهابي أم لا، ورهن الأمر بتطورات المستقبل التى ستكشف عما إذا كانت الجبهة ستسمر في توجيه سلاحها للنظام فقط أم ستوجهه أيضا لفصائل المعارضة.
وقال موضحا " القتال مع الأسف موجود الآن، هي بدأت بالاعتداء على بعض المقرات وكان دورنا فقط الدفاع عن النفس.. ونحن ليس عندنا لوائح تصنيف لأحد إلا فقط من يوجه بندقيته تجاهنا أما من يوجهها تجاه النظام فليس هناك قضية بيننا وبينه.. نعم هناك خلاف فكري بيننا وبينهم، ولكن على الأرض، لم تكن هناك معارك حتى الآن، أما من أراد أن يحارب ويحول البوصلة باتجاه غير النظام وداعش فلن يتم السكوت عنه".
ولم يعلق علوش كثيرا على الخسائر التي تتعرض لها القوات التركية والفصائل الإسلامية المتحالفة معها في مدينة الباب بمحافظة حلب شمال سورية علي يد تنظيم الدولة (داعش) وما تبع ذلك من سقوط ما يقرب 180 قتيلا مدنيا من أهالي الباب جراء الضربات التركية على المدينة، مكتفيا بالقول "الأمر يحتاج لإعادة انتشار من جديد وتفكير بتغيير الخطط".