في الذكرى السادسة لثورة يناير.. أحزابها فين؟!

ثورة 25 يناير
كتب : أحمد سعد

ربما كان التغير السياسي في حياة المصريين عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير من أكثر الجوانب وضوحا، وتأثرا بالأحداث، فتعددت الحركات والأحزاب السياسية واتجه العديد من الشباب للانضمام إليها للمشاركة في الأحداث السياسية واعتبارها نافذته نحو التعبير عن الرأي وتحقيق مطالبه.

وبالفعل تأسس في مصر، نحو ما يقرب من 200 حزب وحركة ثورية، كان أبرزها الأحزاب الستة وهي "المصريين الأحرار، والمصري الديمقراطي، وحراس الثورة، والإصلاح والتنمية، والنور السلفي، والحرية والعدالة الإخواني، حيث حظيت بتمثيل في البرلمان الذي انعقدت أولى جلساته في يناير 2015، ووُصفت من مراقبين بأن أغلبها يضم كثيرين من أنصار الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي أسقطته ثورة يناير.

لكن "أحزاب يناير" تلك لم تتعد نسبة تمثيلها 35.5% من إجمالي المقاعد التي حصلت عليها الأحزاب والمقدرة بـ239 بنحو 43% من أصل المقاعد الإجمالية الموزعة على 19 حزبا، فيما حصل المستقلون على 316 مقعدًا بنحو 57% من إجمالي مقاعد البرلمان الحالي البالغة 596.

ولكن فيما تعددت الأحزاب بشكل ملحوظ، وانضم إليها طوائف متعددة من الشعب المصري، كان دورها يقتصر على المصالح الشخصية، إلى جانب النزاع على مقاعد البرمان، وعدم التعبير الأمثل عن آراء أعضائها من الشعب، مما دعا العديد من الشباب لترك تلك الأحزاب والحركات، متجهين إلى التمثيل السياسي المستقل، أما تلك الأحزاب لم تقدم 1% من أهداف تأسيسها.

ويقول المستشار عادل الشوربجي، رئيس لجنة شئون الأحزاب السياسية، إن تعدد الأحزاب السياسية عقب الثورة وتعدد أهدافها وأجنداتها، كان سببا رئيسا في اختفاء دورها وعدم تمثيلها بالشكل الأمثل لأعضائها، مشيرا إلى أن تلك الأحزاب فشلت في الحصول على أقل أهدافها وهو التمثيل السياسي في البرلمان المصري، حيث لم يحصل منهم على مقاعد بالبرلمان سوى 5 أحزاب.

وتابع الشوربجي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن عدد كبير من تلك الأحزاب ألغى نشاطه، بينما ظل آخرون تحت طائلة التمويل الأجنبي، على حد تعبيره، تحاول التقرب من السلطة، والحصول على نصيب، ولو قليل، من المشهد السياسي الآن، إلا أن محاولتها المستمرة تنتهي بالفشل الدائم. 

وقال خالد داوود رئيس حزب الدستور، إن انتهاك دور الأحزاب في التمثيل السياسي، وتهميش دورها، إلى جانب إطلاق الشائعات المتعددة عليها، أثر بالسلب على الدور الذي تقوم به، كما أن المناخ السياسي الآن لا يريد تواجد حزبي معارض كما كان في أعقاب الثورة.

وتابع داوود، في تصريحات خاصة، أن الأحزاب الآن تصارع من أجل البقاء، على حد وصفه، مشيرا إلى ضرورة دعم الكيان الحزبي في مصر، لأنه من أهم سمات الحياة الديمقراطية في أغلب البلاد، مؤكدا استمرار حزبه على الدفاع والمطالبة بحقوق الشعب والتمثل السياسي المطلوب.

كان قد أعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات الداخلية بحزب الدستور، اليوم الأربعاء، فوز الصحفي خالد داود بمنصب رئيس الحزب عن قائمة "معا نستطيع"، بالتزكية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً