كشف موقع المصدر الإسرائيلي معاناة الطائفة الأحمدية، داخل المناطق المحتلة من قوات الاحتلال الإسرائيلي يؤمنون بأنّ القرآن يحرّم العنف والإكراه، ويقيمون حياة اجتماعية في إسرائيل.
الطائفة الأحمدية ليست حركة باطنية في الإسلام، وإنما يبلغ تعداد أفرادها عشرات الملايين من المؤمنين والذين يعيشون في 170 دولة، معظمهم في جنوب شرق آسيا وغرب أفريقيا، ويقع المركز العالمي للطائفة في لندن، في إسرائيل أيضًا هناك جالية أحمدية ليست بقليلة.
ومن لا يعلم المعاناة، التي يعيشها أبناء الطائفة الأحمدية في العالم عموما وفي أراضي السلطة الفلسطينية خصوصا، سيكون كما لو أنه لم يسمع في أي وقت مضى عن اضطهاد الأقليات ولم يعرف التاريخ الدموي للاضطهاد السياسي واضطهاد الأقليات الدينية في الشرق الأوسط.
ووفقا لكتابات الطائفة، فقد انتظر الهنود كريشنا، وانتظر اليهود والمسيحيون المسيح، وانتظر البوذيون بوذا، وانتظر المسلمون المهدي والمسيح، وانتظر الأحمديون الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
كما يعتقد الأحمديون بأنّهم يمثّلون الوجه الحقيقي للإسلام، الإسلام كطريقة حياة عالمية، المتسامح، والذي يدعو إلى محبّة الناس واحترام الآخر، يرى دعاة هذا الدين أنفسهم مسلمين بكل معنى الكلمة من الناحية الدينية وبأنّ الإسلام هو دين عالمي ويهدف إلى خدمة الإنسانية.
وأوضح تقرير الموقع الإسرائيلي أنه بعد تقسيم الهند إلى دولة ذات غالبية هندية ودولة مسلمة، انتقل الأحمديون من الهند إلى باكستان وانتقل المركز الديني إلى مدينة جديدة أسسها الأحمديون وهي ربوة، تمّ اضطهاد الحركة في باكستان على مدى سنوات وانتقل نشاطها الديني إلى لندن، وتتوزّع مراكز الحركة الأحمدية اليوم في دول عديدة.
وبعد وفاة مؤسس الحركة الأحمدية 1908، بدأت سلسلة الخلفاء في الإسلام من جديد، اختار أبناء الطائفة كبير الحكماء، مولانا نور الدين، الذي تولّى هذا المنصب حتى وفاته عام 1914. وهكذا استمرّت مؤسّسة الخلافة حتى يومنا هذا، ويتولّى المنصب في هذه الأيام الخليفة الخامس في العدد وهو ميرزا مسرور أحمد.
وحرص الأحمديون خاصة في إسرائيل علي ترجمة القرآن بكامله لأكثر من سبعين لغة عالمية، وترجموا كذلك آيات مختارة من القرآن ومن الحديث النبوي لنحو 130 لغة، وهناك في العصر الحاضر أيضًا قناة تبثّ موادّ دينية 24 ساعة في الأسبوع بواسطة الأقمار الصناعية، وهي قناة "MTA International"، ولكنها منعت من البث في إسرائيل كنوع من انواع الاضطهاد الديني الذي تمارسه قوات الاحتلال،
وذكر الموقع ان بدأ مبعوثو الأحمديين بالوصول في أواخر العشرينيات من القرن الماضي بدأ إلى قرية تُدعى الكبابير، شمال إسرائيل. وصل المبشّر جلال الدين شمس، إلى حيفا عام 1928، التقى هناك ممثّلين عن القرية وبشبابها.
في تلك الفترة كان أبناء القرية ينتمون إلى تيار الشاذلية "أخوية صوفية" وبعد الزيادة بدأت الأسر في الانضمام إلى الطائفة الأحمدية رويدا رويدا.
واليوم يتركّز معظم الأحمديون في إسرائيل بالكبابير ولكن يمارس ضدهم جميع انواع الاضطهاد والعنف، وتقتحم منازلهم من قبل قوات الاحتلال علي الدوام.
و يذكر أنه تُدار شؤون الجالية الأحمدية في إسرائيل "والتي يبلغ تعدادها نحو 2000 شخص" من قبل لجنة إدارة منتخبة، بالإضافة إلى لجنة الإدارة ينظّم أبناء الطائفة تنظيمات فرعية: "تنظيم الشباب، المجلس النسائي ومجلس كبار السنّ".