شهد وزير الري والموارد المائية الدكتور محمد عبد العاطي، ووزير التموين اللواء محمد علي مصيلحي، ومحافظ الإسماعيلية اللواء ياسين طاهر، اليوم الخميس، تجربة حصاد القمح بالتبريد بمركز التل الكبير بالمحافظة، وهي إحدى التجارب التي نفذها المركز القومي لبحوث المياه من خلال معهد إدارة الموارد المائية، والتي تسمح بزراعة المحصول مرتين في العام بدلا من مرة واحدة.
وقال وزير الري - تعليقا على التجربة - إن أبحاث زراعة القمح بالتبريد قد جرت منذ 4 سنوات في المركز القومي لبحوث المياه، وإن الزراعة تمت في 5 مناطق بطبيعة مختلفة ولأول مرة في تاريخ الزراعة المصرية بعد نجاح التجربة التي نفذها المركز، والتي تسمح بزراعة المحصول مرتين في العام بدلا من مرة واحدة، موضحا أنه ابتداء من اليوم سيتم حصاد المحاصيل التي تمت زراعتها في نوفمبر الماضي، ومؤكدا أنه من الممكن زراعة القمح مرة أخرى الشهر القادم وحصاده في مايو.
وأضاف أن زراعة القمح تستغرق 6 أشهر بالشكل الطبيعي، فيما تستغرق 3 أشهر بالتقنية الجديدة مما يزيد من دخل الفلاح ويحقق الأمن الغذائي ويوفر 40 % من حجم الماء المستخدم، لافتا إلى أنه يتم تبريد البذور لفترة معينة مما يجعل معدل زراعة القمح أسرع من المعتاد.
وأوضح عبد العاطي أن الدولة تولي اهتماما بالتجربة منذ بدايتها كمشروع بحثي ووفرت الدعم الكامل لها، معتبرا العام الجاري الأخير للتجربة لجمع البيانات وإصدار التقييم النهائي وإجراء تحليل للتغيرات الفسيولوجية لحبة القمح وتأثيرات البرودة على جودتها، لافتا إلى أن التجربة ترشد استهلاك مياه الري حيث يتم الري كل شهرين و10 أيام بدلا من 6 أشهر، ووفرت كمية تتراوح ما بين 40 إلى 45 % من المياه التي كان يتم استخدامها.
من جانبه، أكد رئيس المركز القومي لبحوث المياه الدكتور محمد عبد المطلب أن المركز يتعاون مع كافة المؤسسات الدولية والمصرية، مشددًا على أن تجربة زراعة القمح مرتين في العام مصرية 100% ولم تحصل على تمويل من أية جهة خارجية.
وأعلن أن التجارب العلمية أثبتت أن التقنية الجديدة لم تؤثر على جودة المحاصيل حتى الآن، موضحا أنه جارٍ عمل دراسة حول إمكانية زراعة القمح موسمين متتاليين بنفس الأرض، مشيرا إلى أن وزارة الموارد المائية والري ابتكرت تلك التجربة من خلال فريق متخصص بالمركز كطريقة جديدة لزراعة محصول القمح مرتين بالتبريد: الأولى في سبتمبر يتم حصادها في منتصف يناير والثانية في شهر فبراير يتم حصادها خلال الموسم الشتوي في مايو، حيث تسمح التقنية البحثية الجديدة بتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، بالإضافة إلى أنها توفر 45% من استهلاك زراعة القمح من مياه الري.