اسأل مجرب ولا تسأل طبيب، لكن هل ينطبق الأمر على تجربة المخدرات، الموضوع بحاجة للمناقشة، لغط في الساحة والأوساط خاصة بين الشباب، أثارتها دبلوماسية أمريكية رفيعة الشأن تبلغ من العمر 52 حينما أعلنت أنها كانت تتناول عقاقير الهلوسة في شبابها في فترة الجامعة وساعدتها كثيرا.
تناول كميات صغيرة من عقاقير الهلوسة غير المشروعة، أشاد بها البعض كوسيلة لمكافحة المرض العقلي، المدعي العام الأمريكية والكاتبة الشهيرة إيليت وايلدمان البالغة من العمر 52 عاما، نشرت بشجاعة وفي توقيت غريب، جزءا من مذكراتها في كيف أنها اعتقدت أن علبة زرقاء صغيرة من الكوبلت من عقار الهلوسة الشهير "LSD" ساعدها في التغلب على أزمة عقلية وإنقاذ زواجها.
وبحسب موقع الاندبندنت، فإن كتاب وايلدمان "يوم جميل حقا A Really Good Day" هو أحدث الكتب التي صدرت وتحدثت عن فوائد الجرعات القليلة من عقاقير الهلوسة والإل إس دي وكيف أن تناول جزء صغير منها جدا ومن عقاقير أخرى مثل سيلوسيبين الفطر حسنت صحتهم.
وفيما يبدو أن والدمان استرسلت في وصف نجاح التجربة معها فقالت حسب الاندبندنت كيف أن عقاقير الهلوسة ساعدتها في تخطي مرض الاكتئاب وأعراض ثنائية القطبية أو "bi-polar" والاضطراب الاكتئابي ما قبل الطمث، على غرار آثار المنشطات الدوائية ولكن من دون آثار جانبية واضحة مثل القلق.
أنقذ والدمان من البحث عن تاجر مخدرات، الكاتب "لويس كارول" مؤلف كتاب "أليس في بلاد العجائب"، حيث تنازل لها عن جرعته من الLSD وأرسله لها في مظروف بني اللون ووقعه باسم "لويس كارول"، بداخل المظروف كانت زجاجة زرقاء من حمض LSD عقار الهلوسة الذي تناولته والدمان.
والدمان قالت في تصريحات للاندبندنت أنها لم تكن متأكدة ان ما وصلت إليه كانت نتيجة الحمض أو تأثيرات وهمية؛ بينما تنقص الأمر بعض البحوث.
الغريب أن والدمان كانت من المشجعين على تحسين قوانين وسياسات محاربة المخدرات لأنها ترى أنه كلفتهم الملايين من وفيات الشباب وتريليونات طائلة وأفرزت أسوأ المجرمين، تأمل والدمان ألا تدخل السجن خاصة بعدما عيّن ترامب رئيسا للوزراء من العنصريين جدا والحازمين في قرارات مكافحة المخدرات.
تأمل والدمان التي تمرنت كثيرا وأقلعت عن تعاطي العقار المهلوس وحاربت من أجل أن تصل إلى اتزانها النفسي، ألا تحاكم أو تدخل السجن بسب اعترافاتها، كما تأمل ألا تعاودها حالة الاكتئاب بعد دخولها سن اليأس.
رغم التطمنيات التي أبدتها والدمان ومحبي عقاقير الهلوسة وجرعاتها الصغيرة جدا غير المنظمة وغير المشروعة إلا أنها لا تزال محفوفة بالمخاطر، ففي الولايات المتحدة نفسها مثلا إذا ضبط شخص وبحوزته نسبة صغيرة جدا من عقار "الأسيد acid" من الممكن أن يقض 3 سنوات في السجن ويدفع غرامة من 1000 إلى 25 ألف دولار.
عقار LSD مُصنف في بريطانيا ضمن الفئة A من المخدرات جنبا إلى جنب مع الكوكايين والهيروين والتي يعاقب حاملها ومتعاطيها بعقوبة تصل إلى السجن 7 سنوات، أولئك الذين يتناولون عقاقير الهلوسة يمكنكهم أن يختبروا رحلات غير لطيفة وغير مرحب بها على الإطلاق إلى الماضي وذكرياته الأليمة والتي يمكن أن تستمر هذه الحالة معهم إلى سنوات، أولئك الذين لا ينظمون جرعاتهم أيضا معرضون لخطر هذه الرحلات.