قصة حياة "عبدالله غيث" في ذكرى ميلاده

عبدالله غيث
عبدالله غيث

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير الراحل عبد الله غيث، الذي ولد في الثامن والعشرون من شهر يناير عام 1930، ويعد عبد الله غيث علامة مميزة في تاريخ السينما المصرية والعربية، خاصة بعدما شهد له بذلك النجم العالمي أنتوني كوين عندما شاهد أداءه في النسخة العربية من فيلم "الرسالة" وقال: لو كان عبد الله غيث في أوروبا أو أمريكا لكان له شأن آخر.

وفي السطور التالية نرصد السيرة الذاتية للعملاق عبد الله غيث مع فيديوهات لأشهر أعماله في السينما والتليفزيون..

ولد عبد الله حمدى الحسينى غيث، يوم 28 يناير سنة 1930، فى كفر شلشلمون بمنيا القمح بمحافظة الشرقية، لأسرة تمتلك مئات الأفدنة، وكان والده يتحدث الإنجليزية بطلاقة، درس الطب بلندن ثم استدعاه "الجد" ليشغل منصب عمدة القرية مع بوادر الحرب العالمية الأولى، ليتزوج وينجب خمسة أبناء آخرهم عبد الله غيث.

وعرف غيث بـ"الفتى الشقى"، لأنه كان دائم الهروب من المدرسة التى التحق بها فى قريته بعد وفاة والده، والذى توفى وتركه صغيرا، ليظل عبد الله غيث سنوات مقيما فى قريته يشرف على أرضه التى ورثها عنه، ويسافر بعد ذلك إلى القاهرة ويلتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، تحت إشراف شقيقه الفنان الراحل حمدى غيث، والذى عمل أستاذا بالمعهد بعد عودته من بعثته بباريس.

بدأ عبد الله غيث مسيرته الفنية وهو طالب بالمعهد العالى للفنون المسرحية، فالتحق بالمسرح القومى، ليحصل فى سنة 1955 على دبلوم المعهد العالى للفنون المسرحية، ليتتلمذ بعدها على يد شقيقه الفنان حمدى غيث، ثم يبدأ مسيرته الفنية فى التليفزيون، ويقدم عددا من الأعمال الفنية الخالدة.

وفى سنة 1963، انطلق عبد الله غيث فى الدخول لعالم الشاشة الفضية، فقدم أولى أعماله السينمائية من خلال تقديمه لفيلم "لا وقت للحب" مع المخرج العبقرى صلاح أبو سيف، والنجوم فاتن حمامة ورشدى أباظة، ليشارك فى نفس السنة فى فيلم "رابعة العدوية" مع المخرج نيازى مصطفى، ويأتى قمة المجد سنة 1964، بتجسيد شخصية "أدهم الشرقاوى" وهو ما لاقى ردود فعل إيجابية من جانب النقاد والجمهور على السواء، ويقدم عددا من الأفلام الهامة من بينها "الحرام"، و"السمان والخريف"، "حكاية من بلدنا"، و"جفت الأمطار".

وفى سنة 1976، يقع نظر المخرج السورى مصطفى العقاد على الموهبة الفريدة لعبد الله غيث، فيسند له تجسيد دور "حمزة ابن عبد المطلب" عم النبى محمد "صلى الله عليه وسلم"، فى الفيلم الأسطورى "الرسالة"، فى نسخته العربية، ويجسد نفس الشخصية الفنان العالمى أنتونى كوين فى النسخة الإنجليزية، ليعتقد المخرج مصطفى العقاد فى بداية التصوير أن الممثلين العرب سيتعلمون الأداء من الممثلين الأجانب، ليكتشف بعد ثلاثة أشهر من التصوير، والذى كان يتعمد خلاله البدء فى كل مرة بالمجموعة الأجنبية، أن الفنان الرائع عبد الله غيث قد أعطى للدور طبيعة تمثيلية خاصة به، فأضاف له الإحساس، ليجعل بعدها المجموعة العربية هى التى تبدأ بالتصوير، فلا يعقل أن يخرج فيلم يحكى عن شخصية "أسد قريش" بصبغة أمريكية، ليقول أنتونى كوين معلقا على أداء عبد الله غيث "لو كان عبد الله غيث بأوروبا أو أمريكا لكان له شأن آخر".

وتستمر المسيرة الفنية المميزة لعبقرى التمثيل عبد الله غيث، فيقف القطار فى محطة مميزة يقدم من خلالها غيث دوره الرائع، فى تجسيده لشخصية "عباس الضو" فى الجزء الأول من مسلسل "المال والبنون"، والذى عرض على شاشة التليفزيون سنة 1993، ولقى ومازال نسب مشاهدة عالية، وإعجاب كبير من جانب الجمهور والنقاد.

ويقدم عبد الله غيث، فى نفس السنة، عملا آخر على نفس القدر من الأهمية بتجسيده لدور "علوان البكرى" من خلال أحداث مسلسل "ذئاب الجبل"، ليتوفى غيث قبل تصوير آخر مشاهده بالمسلسل، وبالتحديد يوم 31 مارس 1993، ويضطر المخرج مجدى أبو عميرة تغيير مشهد نهاية حياة "علوان البكرى"، ويكتفى بالدلالة على موته، ليفقد الفن المصرى فنانا من طراز رفيع وعلامة للإبداع فى التجسيد وصنع شخصيات مؤثرة فى وجدان جمهوره.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
انطلاق قمة مجموعة العشرين بمشاركة الرئيس السيسي.. بث مباشر