لو كان ترامب أدرى بتاريخه لما عادى الإسلام، الرئيس الأمريكي الجديد أعلن منذ اللحظات الأولى أن الأقليات المسلمة خطر كبير على الولايات المتحدة الأمريكية، فلم يقرأ يومًا في التاريخ أن الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون مؤسس الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه كان يمتلك نسخة مترجمة من القرآن الكريم في مكتبته الخاصة، أو أن جورج واشنطن حمل نفس النسخة من بعده، أو تم الإستعانة بها ليحلف البرلماني الامريكي كيث أليسون القسم عليها عام 2006، أو لم يستمع إلى قصص المسلمون الذين غيروا مجرى المسار الأمريكي، في التقرير الحالي نستعرض قصة 4 مسلمين تغيرت أمريكا على يديهم.
مالكوم إكسمالكوم إكس داعية إسلامي ومدافع عن حقوق الإنسان أمريكي من أصل إفريقي، صحَّح مسيرة الحركة الإسلامية التي انحرفت بقوَّة عن العقيدة الإسلامية في أمريكا، ودعا للعقيدة الصحيحة، وصبر على ذلك حتى اغتيل لدعوته ودفاعه عنها، كان مالكوم إكس رجلًا شجاعًا يدافع عن حقوق السود، ويوجِّه الاتهامات لأمريكا والأمريكيين البيض بأنهم قد ارتكبوا أفظعَ الجرائم بحق الأمريكيين السود وقد وُصف مالكوم إكس بأنه واحدٌ من أعظم الإفريقيين الأمريكيين وأكثرهم تأثيرًا على مر التاريخ.
وانضم إكس في بداية إسلامة إلى حركة "أمة الإسلام"، إذ كان ينشر أفكار التفرقة بين الأمريكيين البيض والسود، ويُحرض السود على البيض ويغذي أفكار العنصرية لديهم، وأما بعدما ترك الحركة عام 1964م، فإنه يقول في ذلك: "لقد قمتُ بالعديد من الأمور التي آسَفُ عليها إلى الآن، لقد كنتُ شخصًا متبلد الإحساس آنذاك، أُوجَّه نحو طريق معين وأسير فيه".
تحول مالكوم إكس، إلى المذهب السني، فابتعد عن العنصرية والتفرقة، وأعرب عن رغبته بالعمل مع دعاة الحقوق المدنية، مع أنه كان لا يزال يُشدد على ضرورة إعطاء السود حق تقرير المصير والدفاع عن النفس، ثم أقام المسجد الإسلامي والمنظمة الأمريكية الإفريقية المتحدة، وهاجم جماعة أمة الإسلام بسبب دعوتها العنفوية، حتى تم قتل من قبل أعضاء الحركة.
كلايمحمد علي كلاي ملاكم القرن، والذي اعتنق الإسلام على يد مالكوم إكس حيث انضم في البداية إلى جماعة "أمة الإسلام" تحت زعامة قائدها، إيجاه محمد، ولكن بعد ذلك انفصل عنها بسبب بعض أفكارهم النزاعية، والتي تحاول اختلاق حرب بين البيض والسود، وبدأ في تكوين جمعية خيرية، حاول من خلالها، وانضم إلى المسجد الإسلامي الذي أنشأه مالكوم، ومن بعده المنظمة الأفريقية الأمريكية المتحدة، في محاولة منه إلى نشر المفهوم الإسلامي الصحيح وليس المفهوم الذي نشرته جماعة "أمة الإسلام"، وتوفي في يوليوم عام 2017، بعد أن ترك وراءه إرث خيري وإسلامي ورياضي يهتدي به من بعده.
بنيامين فرانكلينالفيلسوف بنيامين فرانكلين، وهو أحد الآباء المؤسسين للفلسلفة في أمريكا، كان أحد هؤلاء المتقبلين للإسلام، حتى أنه أبدى رغبته في مقابلة مفتي إسطنبول ليبشر بالإسلام من على منبر في فيلادلفيا، وكان ينتقد بعض ممارسات المسيحيين التي وصفها بالوحشية في مقابل رأفة ورحمة البعض من المسلمين.
فرانكلين، لم يتوقف عند هذا الحد فقط وإنما أكد أن الأمريكيين الأصليين لو كانوا يعيشون في بلد مسلم لكانوا أكثر أمنًا فالإسلام يتعامل بإنسانية حتى مع الأسرى.
رئيس أمريكا مسلم!الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن، ضمن ما أشيع عنه أنه كان مسلمًا، حيث يُذكر أنه لجأ لينكولن إلى التفكير وراء "هدف الله" عندما سمح بوقوع الحرب، واستفاض في التفكير كثيرًا، وبدأ ماهية الله عند لينكولن تتضح أكثر، ولكن دون إعلانه اعتناق دينٍ بعينه، فبعد مرور أكثر من سنتين على الحرب وسقوط آلاف القتلى، ظن لينكون، أخيرًا أنه اكتشف حكمة الله من ورائها، فاعتبر أن الحرب كانت عقوبة لأمريكا بسبب ممارسات العبودية، وشرح ذلك السبب في خطاب تنصيبه الثاني، الذي استعمل فيه منطقًا دينيًا يتجاوز أسلوب رصد الأخطاء الذي اعتاده، فقال: "إذا أراد الله أن تستمر الحرب، حتى تزول جميع الثروات التي جُمعت بعد 250 سنة من الاستعباد، وحتى دفع ثمن كل قطرة دم سقطت نتيجة ضرب العبيد بالسوط، فلا بد من الاعتراف بأن أحكام الرب صحيحة ومنصفة"، وكان تناوله للآيات القراءنية في خطاباته مردود كبير داخل المجتمع الأمريكي.