تلجأ الدول إلى الاستيراد من الخارج، عندما يكون لديها حاجة ضرورية لسلعة أو أكثر لا تستطيع إنتاجها محليا، وبالتالي لا يكون أمامها خيارا عن الاستيراد من الخارج على أن يتم اختيار أفضل المواصفات باقل الأسعار حتى لا يؤثر الأمر على اقتصاد هذه الدولة.
الأمر يختلف في مصر تماما حيث يتم استيراد سلع ومنتجات لا يوجد لها مصانع أو نية في التصنيع، ويستغل المستوردون هذا الأمر ويأتون الينا بسلع ربما لا حاجة لنا بها لتصبح موجودة بكثرة في الأسواق بلا حاجة حقيقية لتكون هذه المنتجات بين السلع التي يتم استيرادها من الخارج وتكبد الاقتصاد المصري مشقة كبيرة ليكافح ضد كل ما هو مستفز ولا يقف في طريقه أي سلطة.
تأتي البالونات على رأس القائمة وهي المنتج الذي أشار اليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته الأخيرة أثناء لقائه بالشباب في أسوان باعتبارها العاصمة الثقافية الأفريقية القادمة، وقال السيسي إن إنتاج البالونات لابد أن يكون مصريا بدلا من استيراده، ولم يكن الأمر دعابة حيث تستورد مصر بالونات وألعاب نارية بما يقرب من 4 مليون دولار سنويا، والغريب أن الألعاب النارية ممنوعة قانونا من الاستخدام في الشوارع والاحتفالات إلا بمواصفات وفي أماكن معينة تصلح لاستخدام هذا الغرض.
ويمثل "الكستناء المقشور" بندا اساسيا في المنتجات الغذائية التي يتم استيرادها من الخارج ومعظم الشعب المصري لا يعرف ما هو ولا فيما يستخدم أو كيف يتم تناوله وميزانية استيراده تخطت 3 مليون دولار سنويا، وايضا مستلزمات تزيين الشعر وخاصة مشابك الشعر التي يستخدمها محلات تصفيف الشعر الشعبية من بين هذه السلع التي لا تنتج في مصر وهي تستهلك 3 ونصف مليون دولار.
أما السجاد الذي يستخدم للصلاة فلا يوجد منه منتجا مصريا ولا يدويا إلا في مناطق محدودة ولا يقبل عليها السائحين ويتم استيرادها بما قيمته 6 ملآيين دولار سنويا وتزيد كل عام، بينما تدهش حين تعلم أن الفانوس أحد مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم مستورد بكل أشكاله وتصميماته ويتم استيراد الفانوس الصيني على التحدي بما قيمته 8 ملايين ونصف سنويا تزيد باستمرار مع الإشارة لتراجع الأمر عام 2016 بسبب وقف استيراده لأسباب تجارية.
وينضم الياميش لقائمة السلع المستوردة من الخارج بكل أشكاله وأبسط المنتجات منه مستوردة من الدول التي تعاني اقتصاديا مثل سوريا وميزانية استيراده تتخطى 7 ملايين دولار سنويا، وتضم القائمة مستحضرات من شأنها الاستخدام في غسيل الملابس ومنها المعطرات والمنعم وكلها يتم استيرادها برغم وجود منتج مصري منها بما قيمته أكثر من 11 مليون دولار سنويا، أما لعب الأطفال فهي تتصدر قائمة المنتجات المستوردة بدءا من الالعاب الرخيصة التي تباع في محلات فئة ثلاث جنيهات وحتى الالعاب التي يتخطى سعرها 7 الاف جنيه مثل الاسكوتر المتحرك بالشحن وغيره ويتم استيراد هذه الالعاب بما قيمته 23 مليون دولار سنويا، وهي ألعاب يقبل عليها المستهلك المصري ولا بديل لها يصلح للمنافسة.
وينضم الكبريت لقائمة السلع الاستفزازية التي تضم أيضًا الألعاب الورقية والدومينو وسترات النجاة وماكينات الحلاقة بميزانية استيرادية تخطت حاجز 20 مليون دولار سنويا، أي أن الألعاب الورقية أيضا مستوردة برغم وجود منتج مصري منها، بينما نجد الأقلام الرصاصية والحبر المستوردة لها الكلمة العليا في الأسواق المصرية حيث تكلف 12 مليون دولار سنويا، في حين يكون الاقبال كبيرا على لمبات الإنارة المستوردة من المواطن المصري ويتم استيراد لمبات بما قيمته 18 مليون دولار سنويًا زادت في السنوات الثلاث الأخيرة بشكل ملحوظ.