بعد تصدير "محاربة الإرهاب".. خبراء: لهذه الأسباب أغلقت شركات السياحة أبوابها

السياحة فى مصر

لم يتوقعوا يومًا ما ان يصل بهم الوضع الى هذة الحالة التي تكاد تكون معدومة من الحياة، فبعد ثورة يناير المجيدة لم يدر في الاذهان سوى ان مصر تستعيد كيانها في القطاع السياحي بشكل اقوي مما سبق لها، ولكن حدث عكس المتوقع فتحولت إلى نكسة أليمة سيطرت على معظم شركات السياحة، خاصًة بعد تعرضها لحالة ركود تام لم تشهدها منذ سنوات ماضية. 

وفي محاولات لاستعادة نشاطها السياحي، انتقل دور المندوب الخارجي "الخيرتي" من الإهرامات الى مقرات الشركات بشكل ملحوظ كنوع من التسويق ولكن باسلوب التحايل لجذب الزبائن واجبارهم على شراء التذاكر الخاصة بالشركة التابع لها، في مشهد قد يزعج البعض منهم، لا يعنيهم الجنسية ولكن كل ما يهتموا به هو خطف الزبون سواء محلي او اجنبي لاخذ ما لديه من اموال، في عمل لا يفرق كثيرًا عما يقوم به الباعه الجائلين.

"غياب الرقابة وسوء التعامل مع السائح"، تأتي من أبرز شكاوي الشركات، ويرون ان اختفاء الطبقة الراقية من السياح لا علاقه لها بالقرارات الاقتصادية الجديدة، وانما يرجع الى سوء التعامل والاستغلال له من الباعة، مطالبين بضرورة التنسيق بين الوزارات لاجل الارتقاء والنهوض بالقطاع السياحي، ورفع كفاءة رجال الشرطة في تأمين المناطق الأثرية وحماية الزائرين، ونشر الوعي الثقافي عن طريق وسائل الإعلام.

قال علي أمين، مدير إحدى الشركات السياحية، إن ارتفاع سعر الدولار، قد أثر بشكل ملحوظ على زيارة السائح الأجنبي إلى مصر، لافتًا أن الزبون المحلي لا يستيطع النهوض بالقطاع السياحي: "السياحة الداخلية عمرها ما تقّوم بلد".

وأوضح أمين، أن غياب الرقابة على العاملين، وإنعدام ثقافة العمل لدى موظفي الشركات بشأن صرف التذاكر، أبرز عيوب السوق السياحي، مضيفًا أنه لا بد من التعاون بين وزارات "النقل والمواصلات، الداخلية، السياحة، الطيران المدني" للارتقاء بالقطاع السياحي.

وأضاف مدير الشركة، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن غرفة السياحة لم تقدم الخدمات المطلوبة بل تعمل على سحب الأموال منهم، واصفًا اياها بـ"الافتكاسة" التي دشنتها وزارة السياحة، في سبيل إخراج مصالح ذاتية لها، مشيرًا ايضًا إلى أن هيئة تنشيط السياحة تحمل عبء علي الدولة والمال العام، فضلًا عن إنها لم تخدم السوق السياحي بالخارج.

وأشار أمين، إلى أن سياح الطبقة الفقيرة من أول المستهدفين لمصر في الوقت الحالي، وأبرزها دول "أمريكا اللاتينية، اسبانيا، فرنسا، رومانيا، جورجيا المجر"، ويرجع غياب الطبقة الراقية لإهمال الحكومة بأكملها، متمنيًا عودة الجنسيات "الروس، الايطاليان، الانجليز" خلال الفترة المقبلة، باعتبارهم اقوي الدول تأثيرا في الدخل السياحي.

ويرى مدير الشركة، أن زيارة الرئيس السيسي خلال الفترة الماضية للدول الأوروبية ما هي إلا زيارات في الإطار السياسي فقط وليس العمل العام، مطالبًا السيسي ان يتصف بصفة رجل "البيزنس" ويبرم الصفقات مع رجال الأعمال للنهوض بالقطاع السياحي.

وتابع مصطفى احمد، موظف بإحدى شركات السياحة، إن ارتفاع سعر الدولار أثر بشكل سلبي على الحركة السياحية داخل مصر، معترضًا على دور غرفة السياحة باعتبارها لا تقدم شئ لهم بقوله: "بيضحكوا علينا علشان يسحبوا فلوس من الشركات"، مضيفًا أن حملات تنشيط السياحة الداخلية التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة لم تقدم شئ سوى انعدام وقتل مدينتي شرم الشيخ والغردقة، قائلًا: "الزبون الأجنبي بينفر من المصري وزادت نسبة البطالة في الفنادق".

واستطرد أحمد، أن الإعلام لم يقدم دوره الفعال وليس لديه الوعي الكافي بأهمية السياحة، لأنه يصدر للخارج أن مصر تحارب الإرهاب واصفا اياه بـ"المضلل".

وفي السياق ذاته، يرى باسم حلقة، رئيس المجلس التأسيسي لنقابة السياحيين المهنية، أن السياحة الخارجية تمر بحالة من الركود التام نتيجة غياب أهم عناصر الدخل السياحي في مصر وهم "السياحة الروسية، والايطالية، والبريطانية"، موضحًا أن غرفة السياحة المسئولة عن دعم الشركات السياحية في حالة شلل ملحوظ لعدم قدرتها على اتخاذ القرارات فضلًا عن المشاكل الخاصة التي تمر بها إضافة إلى الجمعية العمومية التي تتعرض لمشكلات أيضًا، معلقًا على لجنة السياحة بالبرلمان بأنها شبه متوقفة لعدم وجود قوانين متعلقة بالسياحة للمناقشة.

وأضاف "حلقة"، أن البنك المركزي خصص 5 مليارات جنيه لتحديث فنادق شرم الشيخ، بهدف تحسين الخدمات واستقبال السياح بشكل حضاري، مشيرًا إلى أن السياحة الداخلية ما هي إلا تنشيط مؤقت يأتي حفاظًا على العمالة بالفنادق وعدم إحداث ظاهرة بطالة، مشيرًا إلى أن الشركات التركية هي المحتكرة للسوق السياحي داخل مصر.

وطالب نقيب السياحيين، بضرورة تكاتف وزارة السياحة مع كافة القطاعات المتفرعة من الوزارة والاتحاد المصري للغرف السياحية، باعتبارهم العمود الفقري للنهوض بالقطاع وانتعاش الاقتصاد القومي، لافتًا ايضًا بأن يكون هناك تحرك سياسي بشأن عودة السياحة كما كانت من قبل من خلال تنظم المؤتمرات مثل المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ والسياحة الرياضية كتنظيم البطولات وغيره، موضحًا ان الجنسيات الالمانية والسعودية الأكثر زيارة إلى مصر خلال الفترة الأخيرة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً