في دراما 2017 تعود الدراما الجاسوسية مرة أخرى تطل على المشاهدين من خلال مسلسل" الزيبق" للفنان كريم عبد العزيز، الذي يروي من خلالها إحدي عمليات المخابرات المصرية الناجحة، وتتميز الدراما الجاسوسية بأنها من أكثر المسلسلات مشاهدة نظرًا لشدة الإثارة التي تحتويها أحداث المسلسل، بالإضافة تميزها بالتشويق التركيز، كما أنها تجذب إليها عدد كبير من المشاهدين أيضًا نظرًا لأنها تبرز تفوق المخابرات العربية المتمثلة في المخابرات المصرية في تفوقها علي مخابرات العدو الصهيوني وهو مايدفع نوع من الحماس لدي المشاهدين وإبراز بطولات مواطنين مثلهم في خدمة وطنهم، والشخصية الأسرائيلية أحد أبطال مسلسلات الجاسوسية وهي من الشخصيات التي استخدمها كتاب السيناريو سواءً في السينما أو في التليفزيون بكثافة شديدة في بعض الفترات الزمنية، والأعمال الفنية التي تكلمت عن الشخصية الأسرائيلية لاقت جماهيرية كبيرة أمثال مسلسل رأفت الهجان، ودموع في عيون وقحة، الصفعة وفي السينما مثل الصعود الي الهاوية، وبئر الخيانة.
."أهل مصر" تحدثت مع عدد من الكتاب والمخرجين والنقاد عن الشخصية الاسرائيلية في الفن المصري..
في البداية يقول الدكتور نبيل فاروق كاتب الجاسوسية الشهير: الشخصية الأسرائيلية شخصية عادية جدا ؛ فإسرائيل مجتمع عادي جدًا يوجد فيه بشر عاديين لايهمهم شيء سوي لقمة العيش وفئات أخري متزمتة، والتناول الفئوي في الأعمال الفنية خطأ كبير جدًا، فشعب إسرائيل شعب مختلط أتي من كل دول العالم، حضر إلي فلسطين مدفوعا بفكرة الدولة القومية، وللأسف الشديد أستطيع أن أقول أن كل الأعمال التي تم كتابتها عن الشخصية الأسرائيلية أعمال سطحية جدًا وساذجة.
الشخصية الأسرائيلية في الفن المصري يرآها الناقد نادر عدلي برؤية مختلفة تمامًا عن رؤية الدكتور نبيل فاروق فيقول: جميع الأعمال الفنية التي تكلمت عن الأسرائيليين كان في معظمه يتكلم عنها بشكل عاطفي أكثر منه منطقي وعقلي، فالأعمال السينمائية أو الدرامية التي نري فيها الشخصية الأسرائيلية محدودة جدًا لا تكاد تزيد عن عدد اليدين، ونصف هذه الأعمال كان يدور في إطار الجاسوسية تم كتابتها لتثبت تفوق العرب علي الاسرئيليين، أما العمل الوحيد الذي أرآه تعامل مع الشخصية الأسرائيلية بطريقة مباشرة من جميع النواحي فهو فيلم أولاد العم لكريم عبد العزيز، والفيلم حاول أن يتعامل مع الأسرائيليين علي إنهم أشخاص يفكرون وأذكياء.
ويضيف الناقد نادر عدلي: المجتمع الأسرائيلي مجتمع غريب جدًا فيتحكم فيه متطرفين أكثر منه علمانيين بالرغم من أن دولة إسرائيل دولة علمانية، والمجتمع الأسرائيلي يحاول أن يكون له جذور تاريخية وتاريخ وثقافة.
وفي النهاية يقول نادر عدلي: الإسرائيليون أنفسهم لم يقوموا بقراءة مجتمعهم، ولم يحدث من جانبنا قراءة جيدة للمجتمع وللشخصية الاسرائيلية.
المخرج أحمد النحاس الذي عمل كمساعد مخرج للمخرج الكبير كمال الشيخ في فيلم الصعود إلي الهاوية الذي يعد من أشهر الأعمال السينمائية التي تكلمت عن الشخصية الأسرائيلية يقول: في بداية حياتي الفنية عملت كمساعد مخرج للمخرج الكبير كمال الشيخ في فيلم الصعود إلي الهاوية الذي قامت ببطولته مديحة كامل، والفيلم يروي كيفية تجنيد إسرائيل للجواسيس فالشخصية الأسرئيلية شخصية قاتلة وعنيفة ودموية أيضًا.
وأضاف النحاس أن التاريخ يروي لنا كيف قتل الموساد العالم المصري عزت المشد، وعملية الاغتيال الأخيرة التي حدثت في دبي للمبحوح، وهم دائمًا يستخدمون النساء والمال لتنفيذ مخططاتهم، ومن الأعمال القوية التي تعاملت مع الشخصية الأسرائيلية مسلسل رأفت الهجان،ودموع في عيون وقحة، وطبعا فيلم الصعود إلى الهاوية، والمجتمع الاسرئيلي مجتمع ذكي جدًا، لأنهم من جنسيات مختلفة أمريكان، هولنديين، علي جنسيات مختلفة ونتج عن هذا الإختلاف الذكاء الشديد، وهم يتميزون بأنهم إقتصاديون من الدرجة الأولى وهم بالفعل بخلاء، لكني أستطيع أن أقول في النهاية أن الأعمال الفنية المصرية لم تستطع حتي الآن رسم صورة حقيقية للشخصية الأسرائيلية.
السيناريست وليد يوسف تعامل مع الشخصية الإسرائيلية في الجزء الثاني من مسلسل الدالي وجسده علي الشاشة الفنان عزت أبو عوف.وليد يوسف يؤكد أن الفنان عزت أبو عوف هو الذي أضاف أبعاد أخري للشخصية الإسرائيلية في المسلسل حيث أن الشباب الإسرائيلي في تلك الفترة كان متأثر بالفنان العالمي تشارلز برونسون من حيث الشارب وتسريحة الشعر اللذان ظهر بهما أبو عوف في أحداث المسلسل، ويشير وليد يوسف أن الأعمال الفنية المصرية تعاملت مع التراث اليهودي المتوارث عنهم في مصر من حيث شخصية اليهودي الأخنف واليهودي البخيل وهذه السمات الشخصية متواجدة بالفعل في الشخصية اليهودية الحقيقية فهم بالفعل أبخل خلق الله في الأرض.
ويري وليد يوسف أن الأعمال الفنية المصري والعربية حتي الآن لم تتعامل مع الشخصية الإسرائيلية بطريقة مكثفة وجدية غير في أعمال قليلة مثل رأفت الهجان ودموع في عيون وقحة