الأفراح الشعبية في مصر.. ترابط ومجاملات وكثير من "الفرفشة"

الافراح الشعبية

منذ عشرات السنوات وحتى الوقت الحالي، لا تختف ظاهرة الأفراح الشعبية لدى المصريين، خاصة في الأوساط الفقيرة والمتوسطة، يتجمع الأهل والأقارب والمجاملين والمدعوين لمشاركة الفرحة وللاحتفال بزفاف عروسين، مظاهر عديدة كانت تشهدها الأفراح تدل على ترابط المصريين بدءًا من ليلة نقل العفش مرورًا بليلة الحنة حتى ليلة العمر ليلة الزفاف وانتهاءًا بليلة الصباحية.

في الأوساط الشعبية والقرى وحتى في المدن الحضرية بين متوسطي الدخل والفقراء، يتشارك الأهل والجيران فرحة فرش بيت العروسة وتخرج سيارات نصف نقل ونقل كبيرة محملة بعفش العروسة وسيارة أخرى تحمل سيدات العائلة والجيران والمهنئين يغنون مزيجًا من الأغاني الشعبية الجميلة ممتزجة بتصقيفهم وصيحاتهم في آن واحد دلالة على البهجة والسرور.

ليلة الحنة هو الحدث الذي يشارك فيه المقربون جدًا من العروسين والأهل والجيران والأقارب، فهي الليلة البروفة ليلة الزفاف والليلة الأخيرة التي تجمع العروسة، في بيت الأهل ويتم الاحتفال بغمس أصابع القدم واليد للعروسة بالحنة وتعطيرها بالبخور وتقديم الحلوى للضيوف والمهنئين، أما عن العريس فيستقبل أقاربه وأصدقاءه المهنئين، ويكرم ضيافتهم، كانت ليلتهم لا تخلو من مطرب أو حتى فرقة موسيقية صغيرة وأحيانًا راقصة.

وفي بعض الأحياء والقرى كانت ليلة الحناء ينصب فيها السرادقات في الشوارع المقربة من منزل العروس أو العريس أو الأهل أو في ساحة عامة كبيرة تسمح بإقامة الفرح أو في سطح المنزل لأي منهما والذي يستقبل قلة من المهنئين المقربين ويصحب الحفل وجود فرقة غنائية صغيرة أو أغاني الجدات القديمة الشعبية وبعض الطبول والرقص ويكون لكل من العروس والعريس احتفال في منزل كل منهما.

أما عن ليلة الزفاف فكانت في أغلب الأوقات تقام السرادقات في الشوارع الضيقة ليحضرها الجيران ومن تسمح مجاورتهم للمجاملة والحضور ويقام سرادق كبير وخشبة مسرح مرتفعة عن الأرض تضم العروسين وفرقة موسيقية بمطرب شعبي يغني أبرز أغاني الأفراح الشعبية المعروفة أو أجدد الأغاني للمطربين المحبوبين والتي لابد أن تكون من النوع القابل للرقص عليها.

يتصدر مشهد الفرح الشربات الذي يوزع على المدعوين والطعام مجاملة لهم ولم تكن تكلفة الأفراح الشعبية كبيرة وكانت تشمل فقرة "النقوط" وهي النقود التي يدفعها الأقارب والمهنئين تحية منهم للعرسان وللمساهمة في بدء حياة زوجية جديدة للعروسين وكانت تشهد أغلب الأفراح وجود راقصة أو أكثر.

أما الآن فتكلفة الفرح الشعبي تفوق تكاليف أفراح النوادي، كما أن أغلب الطبقات الاجتماعية لن تناسبها حضور الأفراح بالنوادي وبالملابس الرسمية والبدل، وغالبًا لا تتسع النوادي لاستيعاب الآلاف من المجاملين لرد الدين "النقطة" وأن هذه الأعداد الكبيرة لن تستوعبها أكبر القاعات فضلا عن أن الذوق.

الأفراح الشعبية بمحافظات الوجه البحري بالساحات الشعبية بالقري والأراضي الفارغة مثل الأجران والكل يتنافس لإقامة ليلة العمر للعرائس والعرسان وتحيي تلك الليالي فرق مختلفة منها الشبابية ومنها العوالم وكذلك الزفاف مع فرق المزمار البلدي وأيضًا رقص الخيول.

شهدت أفراح البحيرة علي مر السنين ظهور العديد من نجوم الغناء الشعبي والذين وصلوا إلى عالم النجومية مثل المطرب الشعبي كارم محمود الذي بدأ من بلدته دمنهور وكذلك المطرب الكبير محمد نوح من نفس المدينة..وبدأ المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم ابن القليوبية غالبية أفراحه في مدينة إيتاي البارود لدرجة أن ابنه خميس تزوج من نفس المدينة. واشتهرت أغنية كداب يا خيشة من إيتاي.

تكون الأفراح فرصة مناسبة للقاء الأهل وتجمع الأقارب والتواصل وكذلك التقارب فضلا عن الابقاء على آخر الأخبار والتفاصيل الخاصة بالحياة اليومية لكل منهم، وبعد الزفاف وذهاب العروسين لمنزلهما، تأتي ليلة الصباحية بذهاب أهل العروسة أو العريس المقربين جدا حاملين هدايا عينية ورمزية وأغلب المأكولات والحلوى الخاصة بالمنزل والمهنئين والمهنئات من الأصدقاء.

وفي أغلب مدن الصعيد تأتي هذه العادة بعد ليال من إقامة ليلة الزفاف التي تكون قد تمت أيضا إما في منزل العائلة الكبير وبعد فصل النساء عن الرجال وبصحبة فرقة لكل منهما وإتاحة الرقص للجميع وتداول الحلوى والشربات. وبعض العائلات تقيم أفراح دينية بأغاني وإنشادات دينية فقط.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وفاة والدة مي عز الدين بعد تدهور حالتها الصحية