التقدم الحضاري والتكنولوجي لم تتأثر به كل بقاع الأرض، بل هناك قرى صغيرة ترفض التقدم بالمرة وتفضل التمسك بعادات وتقاليد رسخها التاريخ في ذاكرة أجيالهم ويعيشون عليها برغم هذا الانفتاح العلمي الذي نعيشه يوما بعد يوم.
ومن ضمن هذه القرى قبائل ما زالت تتمسك بالقديم ثم القديم ولا شئ غيره، ويعتبرون أن البركة من نصيبهم والسعادة طالما استمروا على هذه الأمور.
قبيلة الإسكيمو أو الإنويتكلمة إنويت تعني الناس، أما الإسكيمو فتعني الناس الذين يأكلون اللحم نيئا، وهذه التسمية أطلقها عليهم الهنود الحمر دليل الكره لهم، وتعيش قبائل الإنويت في المناطق القطبية الشمالية بينما يمتد موطن الإسكيمو من الطرف الشمالي الشرقي عبرألاسكا وشمال كندا إلى جرينلاند، وايضا يعيش بعض شعب الإسكيمو في المناطق القطبية التي لا يستطيع أن يقطنها أي شعب آخر.
يجد معظم العلماء أن الإسكيمو شعب يعود تاريخه إلى ما يقرب من 10 الاف عام تقريبا، وهم قوم منعزلون رفضوا أي محاولات للاتصال بهم، لكنهم يتصلون ببعض التجار بغرض الحفاظ على إزدهار تجارتهم في صيد الفراء، ويحصلون مقابل ذلك على الأسلحة والطعام.
ويملك قوم الإسكيمو معتقدات غريبة أقرب للدين، فمن خلال كتبهم الدينية ومأثوراتهم الشعبية وأساطيرهم القديمة يؤمن الإسكيمو بأنهم جاءوا من تحت سطح الأرض، حيث يقع عالم كبير وضخم في جوف الأرض، ومن أقوال أجدادهم أنهم أتوا من باطن الأرض، وأرض الاجداد خضراء بها بحيرات لا تتجمد ابدا، يعيش فيها كل أنواع الحيوان والطيور، وبها شمسا لا تحرق ولا تلقي إلا بالدفء.
قبائل التبورجح العلماء أن تكون أصولهم نابعة من العرق السامي خارج القارة الإفريقية، وبالتحديد الهندوأوروبي منذ سبعة آلاف سنة، وهي مجموعة عرقية تقطن شمال وغرب تشاد وحول جبال تيبستي، وفي جنوب ليبيا في واحاتها الجنوبية الشرقية والغربية، وأقصى غرب السودان وأقصى شمال النيجر، وهم مسلمون يتحدثون الأمازيجية، ويقال إنهم نفس الشعب الذي كان يطلق عليه المؤلفون القدماء اسم الجرمنت.
وعادات التبو في الزواج غريبة لأن العريس يجب أن يضرب بالسوط قبل دخوله منزل الزوجية طردا للأرواح الشريرة، ولا تتزوج الفتاة إلا بعد أن تبلغ 15 عاما أو أكثر على عكس عادات باقي القبائل وبعد موافقة الأهل جميعا الأب والأم والإخوة والأعمام والأخوال، ولهؤلاء جميعا الحق في رفض العريس المتقدم للزواج، ولا تجبر الفتاة في هذه القبيلة على الزواج ولها حق طلب الطلاق في حالات محددة ومعينة. كما أن المرأة لا تضرب أبدا، كما أنهملا يتزوجون من الأقارب حتى الدرجة السابعة من جهتي الأب أو الأم، ويعتبرون أن زواج الأقارب عيبا لا يحبذ، ويعتقدون أن الأقارب حتى الجد السابع مثل الإخوة، ولا يجوز أن يتزوج الإخوة فيما بينهم، والمرأة لديهم لا تكشف شعر رأسها أمام الرجال حتى أمام أبيها ولا تأكل ولا تشرب أمامهم.
قبائل الطوارققبيلة ليبية تستوطن الصحراء الكبرى في جنوب الجزائر وأزواد شمال مالي وشمال النيجر وجنوب غرب ليبيا وشمال بوركينا فاسو، والطوارق مسلمون سنيون يتحدثون اللغة الطارقية بلهجاتها الثلاث، والاسم هنا يعني الرجال أصحاب اللون الأزرق، وهي تسمية تعود إلى ملابسهم التي يغلب عليها اللون الأزرق الأقرب إلى لون السماء، دليل على الحرية لأن الرجل الطرقي يعشق الحرية، وأيضا يلون الرجال في هذه القبائل بشرتهم باللون الأزرق لإبعاد الحشرات، ويلتزم الرجال بتغطية وجههم بلثام يبلغ طوله 12 متر من القماش الأبيض الرقيق في حين تكشف المرأة عن وجهها دون لثام.
ويحمي اللثام الرجل الطرقي من الزوابع الرملية ويغطي العينين لوقاية عينيه من رمل الزوابع وليمنع نفسه من النظر إلى ما لا يصح له، وأخيرا يستخدم اللثام بدلا من الكفن إذا حدث وتوفي صاحبه في الصحراء، ويتمتع نساء الطوارق بمكانة مرموقة حيث يعود لهن الرأي الأول والأخير في تقرير شئون العائلة، كما لا ترغم على الزواج بل تأتي موافقتها على الزوج قبل أية موافقة أخرى من العائلة.
قبائل الماساييعيش قبائل الماساي في العراء في الأخدود العظيم لإفريقيا الشرقية، وبالتحديد في دولتَي كينيا وتنزانيا. قبيلة فطرية تعيش على رعي الأغنام، يعيشون بالطريقة نفسها التي عاشها أسلافهم قبل قرون، ويعتمدون في حياتهم على شروق الشمس وغروبها، والتغيُّر الدائم للفصول.
يعتقد الماساي أن كل الأبقار على الأرض هي ملك لهم بسبب موروثاتهم الدينية، فالإله إنكاري يعيش على فوهة جبل كلمنجارو البركانية، وتقول الأسطورة إنه يملك ثلاثة أبناء أعطى كلا منهم هدية، فنال الابن الأول سهما من أجل الصيد، أما الثاني فحصل على مِجرفة من أجل الزراعة، والثالث عصا من أجل رعي الأبقار، وبعد الأب صار الابن الأخير كبير الماساي لهذا تعتبر كل الأبقار ملكا لهم.تتميز قبائل الماساي بالحسن ويوصف رجالها بالقامة الممشوقة وفتياتها بالملامح الدقيقة والملابس الملونة والملفتة للنظر، وهم يحبون الأحمر والأزرق الصارخين في أوشحة كبيرة تلف بشكل فضفاض حول أجسامهم الرشيقة، وتتزين النساء عموما بسلاسل عريضة مستديرة كبيرة من الخرز الملون شبيهة بالإسطوانات لتطويل الرقبة وغيرها على الأذرع والكواحل، ويطيل الرجال والنساء شحمات أذنهم بواسطة الأقراط الثقيلة بالإضافة إلى دهن أجسامهم بالمغرة، وهو معدن أحمر يسخن ويطحن ثم يمزجونه بدهن الأبقار، ويضعونه على أجسامهم بأشكال فنية.
قبائل الأنتيمورقبائل تسكن جنوب شرق مدغشقر في مدينة ماناكارا، يؤمنون بالإسلام على طريقتهم الخاصة، فهم يعتقدون أن جدهم الأكبر جاء من بلدة في الشمال اسمها جدة، وأن بقربها قرية اسمها مكة فيها رجل صالح يحبه أجدادهم اسمه محمد، يسمون جدهم الأكبر زاعليو مكرار أي صاحب الفخامة، ومن أجدادهم رابكاري أي صاحب الفخامة أبو بكر، وراماري أي صاحب الفخامة عمر، ورا اوسماني أي صاحب الفخامة عثمان، وأمهم رامينا أي صاحبة الفخامة أمينة، وكتابهم المقدس يسمونه السورابي أي الكتاب الكبير، ويكتبونه بالحرف العربي القرآني، وفيه شيء من القرآن ولكن فيه أخطاء كثيرة كما فيه من تاريخهم مع بعض الشعوذة والسحر، ويقع الكتاب في أكثر من عشرين جزء، ويكتبونه على ورق يصنعونه بأيديهم من أوراق أشجار معينة يطبخونها حتى تصبح عجينة ثم يفرشونها ويتركونها تنشف، ولا يرضون كتابة كتابهم المقدس على ورق عادي مستورد.
قبائل الأجوريطائفة غريبة الأطوار من آكلي لحوم البشر في الهند، يعيشون في مدينة فاراناسيتسمى ويثيرون رعب الجيران، وتحمل هذه الطائفة معتقدات تتحفظ عليها بسرية كبيرة ويعيش معتنقوها قرب المقابر، حيث يغطون أجسادهم برماد المحارق البشرية، ويستعملون العظام البشرية في طقوسهم وعباداتهم، كما يستخدم أفراد هذه القبيلة الجماجم البشرية لشرب الماء ولا يجدون غضاضة في أكل لحوم البشر لاعتقادهم بأن اللحم البشري يمنح خصائص روحية وجسمية عالية ويطيل العمر.
تعتقد قبائل الأجوري أن اللحم والدم شيئان عابران، وأن الجسم غير منطقي لذا يحيطون أنفسهم بالموت دائما، كما يتجنبون اقتناء أي ماديات ويتجولون عراة لتنقية الجسم حسب معتقداتهم، ويستخدمون مزيجا من المواد المخدرة مثل الماريجوانا مع الكحول؛ لمساعدتهم على الوصول إلى حالة من فقدان الوعي ليقدموا أنفسهم قربانا لإله الهندوس.
قبائل البوشمنقبائل إفريقية تعيش في صحراء كالهاري التي تتوزع بين بتسوانا ونامبيا وجنوب أنجولا، ويبلغ عددهم حوالي 82 ألف نسمة، عاشوا في مناطق جنوب إفريقيا منذ حوالي 22 ألف عام، مما يجعلهم من أقدم القبائل العرقية في إفريقيا، وهو مختلفون عن الزنوج ببشرتهم البنية المصفرة وقاماتهم القصيرة، وجباههم البارزة وعيونهم الضيقة، ويسمون أيضا باسم الساي أي رجل الأحراش.
تقتصر مصادر معيشتهم على صيد الحيوانات مثل الغزلان والأسود، ويتمتعون بقوة جسدية فريدة من نوعها من حيث البنية وقوة ويستطيعون البحث عن فرائسهم لساعات متواصلة دون أى تعب، ويغطى الصياد نفسه بالرمال ثم ينتظر حتى تقترب الفريسة، وهو يستخدم قوس غريب الشكل بسهم قصير مسموم يقضي على الفريسة، غذائهم الأساسى هو اللحوم واوقات تعذر الصيد يتغذون على الثعابين والسحالي والحرباء والديدان والفئران، كما يملكون طريقة غريبة لشرب المياه، وهي الإمساك بضفدع منتفخ البطن ونزع عنقه كالسدادة وشرب ما فيه.
يلف فرد البوشمن وسطه بقشرتين من بيض النعام حول منطقة الوسط، يستخدمونهما لجمع الماء بعد شفطه من باطن الأرض بالشفاطات التي تحتوي على ريشة نعامة تعمل كالمصفاة.