يعتبر فرانسوا فيون، أحد أبرز المرشحين لرئاسة فرنسا في 2017، وهو سياسي يميني فرنسي، عرف بعدائه الشديد وهجومه المستمر على الإسلام، وفام بتأليف مجموعة من الكتب قبل دخوله مجال العمل السياسي، وكان من إبرز إصداراته كتاب "هزيمة الشمولية الإسلامية"، وشغل عدة مناصب سيادية داخل فرنسا، وأخيرًا، دخل عام 2016 سباق الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي لتحديد مرشح هذا التيار للانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017.
مولده ونشأته
ولد فرانسوا شارب أماند فيون يوم 4 مارس 1954، في مدينة لومن الفرنسية، وهو متزوج من بينولوب المولودة في ويلز، ولهما خمسة أولاد، حصل على شهادة الباكالوريا عام 1972، وكان حينها يتمنى أن يصبح صحفيًّا، فاستفاد من تدريبات عدة في وكالة الأنباء الفرنسية في كل من إسبانيا وبلجيكا.
درس في جامعة "مان"، وحصل عام 1976 على شهادة الماستر في القانون العام، ثم على دبلوم الدراسات المتعمقة من جامعة باريس ديكارت، انتخب عضوًا في الجمعية الوطنية الفرنسية مرات عديدة، كما كان عضوًا بمجلس الشيوخ، تولى وزارة التعليم العالي والبحث (1993-1995) ووزارة الاتصالات والبريد (1995-1997)، أدار دفة وزارة الشؤون الاجتماعية والشغل والتضامن (2002-2004)، ثم أعيد تعيينه لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث (2004-2005).
بدايته السياسية
بدأ "فيون" حياته السياسية كمساعد برلماني للنائب جوال لو تول، قبل أن يصبح نائب عن إقليم سارت، المعقل الانتخابي للنائب جوال سابقا، وبين 1981 و2007 عمل كنائب وعمدة مدينة سابليه سور سارت ورئيس المجلس الإقليمي ثم أخيرًا عضو في مجلس الشيوخ، كذلك بين 1998 و2002 كان رئيس مجلس بايي دو لا لوار الجهوي، وبين نهاية الثمانينات ونهاية التسعينات كان قريبًا من السياسي فيليب سيغان وتيار الديغولية الاجتماعية "نسبة للجنرال شارل ديغول".
أسلوبه السياسي
ينظر إلى "فيون" إجمالًا على أنه رجل سياسة فاعل ولكن شديد الحذر أحيانًا، إلا إنه قادر أحيانًا على إحداث مفاجئات، فقد تعرض لانتقادات حتى من أعضاء حزبه عندما اقترح المضي في إصلاح التقاعد ليشمل الأنظمة الخاصة التي يفيد منها 6.1 ملايين من الموظفين العامين القدامى، الأمر الذي وصفه اليسار بالاستفزاز.
واضطر في ربيع 2005 عندما كان وزيرًا للتعليم إلى التراجع وإعادة النظر في مشروع له بشأن التعليم في مواجهة إقدام التلاميذ على تنظيم تظاهرات وإغلاق عدد من المدارس، وقد استبعده رئيس الوزراء آنذاك دومينيك دو فيلبان في يونيو 2005 من الحكومة، ما دفعه إلى الانضمام إلى فريق المؤيدين لنيكولا ساركوزي.
مناصبه السيادية
وشغل "فيون" عدة مناصب وزارية كوزير للتعليم العالي والبحث في حكومة إدوار بالأدور "1993-1995"، ثم وزير تكنولوجيات المعلومات والبريد "1995"، ووزير منتدب مكلف بالبريد والاتصالات والفضاء "1995-1997" في حكومتي ألان جوبيه.
وبعد إعادة انتخاب جاك شيراك رئيسًا للجمهورية الفرنسية، عين فيون كوزير للشؤون الاجتماعية والعمل والتضامن "2002-2004"، وقام بإصلاحات هيكلية لوقت العمل ونظام التقاعد، وأصبح بعدها وزيرًا للتربية والرقم 2 في الحكومة بعد الوزير الأول "2004-2005"، وقام بإقناع البرلمان للموافقة على قانون التوجيه وبرنامج المستقبل للمدرسة "أو قانون فيون".
رئيس وزراء "ساركوزي"
وفي 17 مايو 2007، وبعد فوز نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية 2007، عين "فيون" في منصب رئيس الوزراء وقاد ثلاثة حكومات "فيون الأولى، الثانية، الثالثة"، مصبحًا بذلك رئيس الوزراء الوحيد لفترة رئاسة ساركوزي ولأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة، وغادر منصبه في 10 مايو 2012، بعد خسارة ساركوزي في الانتخابات الرئاسية، وأصبح يمتلك ثاني أطول مدة حكم في رئاسة الوزراء بعد جورج بومبيدو.
"تاتشر الفرنسي"
لقب "فيون" بـ "تاتشر الفرنسي"، نظرًا لإعجابه الشديد برئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارجريت تاتشر، حيث أكد "فيون" في تصريحات له أنه يعتبرها رمزًا للإرادة السياسية المرنة اللازمة لوقف حالة التدهور، وعلق على وصفه بـ "التاتشري"، في أعقاب الفوز بالانتخابات التمهيدية، قائلًا: "على الأقل تركت علامة كشخص تمكن من تحقيق الاستقامة في بلاده".
كما أشار إلى أنها تمكنت من تحقيق ما لم يتمكن أي رئيس فرنسي من تحقيقه، وهو الترشح للمنصب لثلاث مرات، وأن هذا يدل على تمكنها من كسب ثقة البريطانيين.
دفاعه عن الاستعمار
وعرف فيون بدافعه عن الاستعمار الفرنسي في الخارج، حيث قال في تصريحات صحفية، إنه يطالب بحذف البرامج التربوية التي تجعل الفرنسيين يشعرون بالذنب لاستعمارهم دولا عديدة، وفي تعليقه على الموضوع، وقال: "فرنسا غير مذنبة عندما حاولت تقاسم وترويج ثقافتها وقيمها لدى الشعوب الإفريقية والآسيوية وشعوب أمريكا الشمالية.. فرنسا ليست هي التي اخترعت نظام العبودية والاستعباد"، في إشارة إلى الحقبة التي استعمرت فيها فرنسا عددًا من الدول.
عدو الإسلام
ويعتبر "فيون" من المناهضين للدين الإسلامي، والذي وصفه بأنه في الفترة الراهنة أكثر شمولية، وقال في سبتمبر الماضي: "لا توجد هناك مشكلة دينية في فرنسا، ولكن هناك مشكلة ترتبط بالإسلام"، وتابع: "الشمولية الإسلامية هي العدو"، في إشارة لكتابه الصادر بعد اعتداء نيس الذي هز فرنسا في يوليو الماضي، بعنوان "هزيمة الشمولية الإسلامية".
واعتبر "فيون" في كتابه أن الاجتياح الإسلامي لحياتنا ينذر بحرب عالمية ثالثة، ولمواجهة ذلك وفقًا له يعتزم إعادة النظر جذريًا في مبدأ سيادة الدولة من خلال عدد من الإجراءات بينها بناء جهاز استخباراتي فعال، وإنشاء محكمتي جنايات أو ثلاث متخصصة”، ورفع قدرة استيعاب السجون الفرنسية إلى 80 ألف مكان؛ منها آلاف في مؤسسات ذات حراسة مشددة.
ترشحه لانتخابات اليمين
وترشح فيون للانتخابات التمهيدية لليمين التي حددت مرشح هذا التيار للانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017، وتمكن في الدور الأول من هذه الانتخابات التمهيدية من تحقيق تقدم كبير وحصل على 44% من الأصوات، وفي الدور الثاني، حصل فيون على 67،4% مقابل 32،6% لجوبيه.
برنامجه الانتخابي
وأعلن "فيون" أنه يملك مشروعًا لبيراليًا على الصعيد الاقتصادي يشمل إلغاء حوالي نصف مليون وظيفة وخفضًا في المساعدات الاجتماعية وتقليص النفقات الحكومية، كما تعهد برفع القيود عن الاقتصاد الفرنسي الذي يشهد استمرار ارتفاع معدلات البطالة مع تعزيز القيم الفرنسية.
وعلى المستوى الأمني الداخلي، دعا "فيون" إلى ضخ 12 مليار يورو لتعزيز إمكانيات الشرطة الفرنسية والدفاع والعدل، وكشف عن رغبته في منع عودة من وصفهم بالجهاديين إلى الديار الفرنسية وإبعاد الأجانب الذين "ينتمون للمنظمات الإرهابية" في الوقت نفسه الذي رفض فيه دعوات تطالب بمنع ارتداء الرموز الدينية في الشوارع الفرنسية، أما على المستوى الخارجي فقد دعا في برنامجه الانتخابي إلى إعطاء سلطة أكبر للدول في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي.