مارين لوبان، سياسية فرنسية، وبرلمانية أوروبية عن فرنسا، وابنة الزعيم اليميني المتطرف جون ماري لوبان، والتي اكتسبت شهر واسعة ليست بسبب شهرة والدها وإنما لمخالفتها الدائمة لسياسته، بدأت عملها السياسي في سن مبكر، واستطاعت خلال مدة قصيرة أن تصبح زعيمة لحزب الجبهة الوطنية بفرنسا، وحققت نجاحات انتخابية متميزة، مما دفعها إلى الترشح لرئاسة فرنسا.
مولدها ونشأتها
ولدت مارين لوبان، في 5 أغسطس 1968، بمدينة نويي سوغ، وهي واحدة من ثلاث بنات لزعيم الحزب اليميني المتطرف جون ماري لوبان، مؤسس حزب الجبهة الوطنية ورئيسه السابق، وعمة ماريون مارشال لوبان، ومارست عملها في مهنة المحاماة منذ عام 1992 وحتى عام 1998.
عملها السياسي
بدأت "لوبان" علها السياسي وهي في سن الـ18، كعضوة داخل حزب الجبهة الوطنية، وفي 16 يناير 2011، انتخبت "لوبان" رئيسة للحزب، وانتخبت عضوًا في البرلمان الأوروبي عام 2004، وأعيد انتخابها به عام 2009، وساهمت "مارين" بقوة في إعادة تأهيل الحزب الذي استطاع تحقيق نتيجة تاريخية في انتخابات بلدية فرعية نظمت عام 2009.
إنجازاتها
تصدرت الجبهة الوطنية في عهد "مارين" الجولة الأولى من الانتخابات المحلية الفرنسية التي جرت الأحد 7 ديسمبر2015، وحصلت على نسبة 29.5% من إجمالي الأصوات، متقدمة على "الجمهوريين" برئاسة نيكولا ساركوزي الذي حصل على 27% من الأصوات، تلاهم الحزب الاشتراكي الحاكم بنسبة 23%، بينما حل حزب أوروبا البيئة (الخضر) رابعًا بحصوله على 6.5% من الأصوات.
وجاء حزب الجبهة الوطنية بالمركز الأول في ست مناطق من أصل 13 منطقة على مستوى البلاد.
ترشحها للرئاسة 2012
ولم تكن انتخابات 2017، هي المرأة الأولى التي تترشح فيها لوبن لانتخابات الرئاسة الفرنسية، حيث سبق ترشحها في انتخابات 2012، فمنذ أن حصدت مارين أكثر من 18% من أصوات الناخبين في الدور الأول لرئاسيات 2012، لم يعد الحديث عن الجبهة الفرنسية من ترف النقاش الأيديولوجي، فهذا الحزب بات قادرًا على أن يحدد من سيدخل الإليزيه، كما قد يستطيع دخول البرلمان لأول مرة منذ عشرين عامًا.
قطع العلاقات مع قطر
وكانت "لوبان" قالت في تصريحات سابقة، إنها مع "قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، معتبرةً أن لدى قطر "سلوكًا أكثر غموضًا حيال الأصولية الإسلامية".
وأملت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان بـ"توضيح" تحالفات فرنسا مع دول الخليج، مع "المطالبة بقطع تام لتمويل الأصوليين الإسلاميين"، وهذا برأيها شرط للعلاقات الدبلوماسية مع السعودية.
وفي ما يتعلق بقطر، قالت لوبان إنها "مع قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة أقل ما يقال فيها إن لديها سلوكًا أكثر غموضًا حيال الأصولية الإسلامية".
وردًا على سؤال حول القضايا الدولية، قالت "لوبان" إنه في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في العام 2017 في بلادها، "يمكن لفرنسا أن تعترف بشبه جزيرة القرم" كجزء من روسيا".
خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي
وأكدت "لوبان"، أنها ستنظم استفتاءًا حول خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي خلال نصف عام من بدء ولايتها، حال فوزها بالانتخابات الرئاسية لفرنسا عام 2017.
وأضافت لوبان، للوكالة الروسية، "فيما يخص الاتحاد الأوروبي قلت للفرنسيين، إنهم إذا انتخبوني سأتوجه إلى بروكسل مباشرة، لبدء محادثات حول إعادة سيادتنا، وبعد نصف عام من انتخابي سأنظم استفتاء للخروج من الاتحاد الأوروبى".
وأكدت المرشحة للرئاسة الفرنسية، "أنه حال نجاح المفاوضات في بروكسل حول إعادة سيادتنا وتقديم الاتحاد الأوروبي تنازلات لأزمة لجمهوريتنا، "سأطالب بالبقاء في الاتحاد الأوروبي إن لم تؤثر علينا"، أما إذا كانت نتيجة المحادثات غير كافية، سأطالب بالخروج من الاتحاد الأوروبى على الفور".
وقالت لوبان: "لا بدّ أن تكون فرنسا حرة ومستقلة، ولا أحبذ أن تكون تحت سيادة الاتحاد الأوروبي، والخضوع لما يمليه علينا، فرنسا بها كل المقومات التي تدفعها للأمام، وعلينا جميعًا التفاوض مع الاتحاد الأوروبي من أجل عودة السيادة الأساسية لفرنسا، لنتمكن من إقامة كل ما يحتاجه شعبنا بحرية ودون قيد أو شرط، خاصة فيما يتعلق بالملفات الأمنية".
أخطر من "ترامب"
ويرى الكاتب فيليب كولينز، أن "لوبان" أخطر من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وأن تحت هذا المظهر البراق يخطط هذا الحزب اليميني المتطرف لتغيير فرنسا بطرق يمكن أن تخيف حتى ترامب.
وأبرز الكاتب مقولة الفيلسوف الفرنسي ألبير كامو في كتابه "المتمرد" إن أهمية الديمقراطية فيما تمنعه أكثر مما تسمح به، وقال إن هذه البصيرة من الكاتب ستكون محل اختبار الآن بعد انتخاب ترامب الذي يبدو أنه لا يحترم منصبه، وقد تكون اختبارًا أيضا لفرنسا حيث هناك فرصة أن تكون الرئاسة من نصيب شخصية عنصرية وحينها ستكون الديمقراطية بحق تحت المجهر.
وأشار الكاتب إلى أن التصويت للوبان يعني التصويت للعنصرية، وأن شعبية الجبهة الوطنية أكثر من مجرد تعبير فطري عن ظاهرة عالمية، بل هي فرنسية أكثر من ذلك، لأن والدها يعتقد أن المجد الوطني أفضل من الديمقراطية.
وأضاف أن لوبان مصممة هذه الأيام على إعطاء الجبهة الوطنية بريقًا جديدًا بمغازلتها للناخبين الشواذ، كما جذبت 13 % من الناخبين اليهود في سباق الانتخابات الرئاسية عام 2012، وتغني بانتظام على وتر التنديد بأهوال التعددية الثقافية، حيث تقول "لن نرحب بالمزيد من الناس.. انتهى، لقد اكتفينا"، ولا تخفي اعتقادها بأن الجمهورية الفرنسية تتعرض لتهديد خطير من الإسلام، وتعتقد أيضا أن الولايات المتحدة خطر على العالم، وأن بوتين هو بالضبط الحاكم المستبد الذي تحتاجه روسيا.
وعقب الكاتب بأن مقولة كامو من المرجح أن تصمد، وأن الديمقراطية ستمنع الهمجية من اقتحام البوابات، لكن حزب الجبهة الوطنية الفرنسية يحرز تقدمًا كما تبين في الانتخابات الإقليمية عام 2015 وقد تفوز لوبان في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة.
وختمت الصحيفة بأن مارين لوبان تقدم في كل مناسبة عكس ما تحتاجه فرنسا، وأنها ستفعل ما يكفي من الضرر إذا أغرت معارضيها بلفتات الحمائية الشعبوية، وانتصار جبهتها الوطنية سينال جزءًا من تغطية رئاسة ترامب لكنه سيكون انتكاسة أكبر للديمقراطية الليبرالية.
برنامجها الانتخابي
تهدف "لوبان" إلى تقديم حزبها بديلًا لطبقة سياسية "فاسدة" بجناحيها اليميني واليساري نجح نسبيًا، مثلما نجحت هي في طرح نفسها رقمًا لا مفر منه.
وتؤكد "مارين" أنها لا ترفض الهجرة كظاهرة، وأن المهاجرين مرحب بهم بشرط الاندماج في الثقافة الفرنسية، إلا أنها تحذر من "خطر" الإسلام الذي "يهدد" الثقافة الفرنسية.