يدرس باحثون، ما إذا كان يمكن استخدام طائرات بدون طيار في البحث عن الشراك القاتلة. وأطلقت جامعة أولم في ألمانيا وجامعة نورث وسترن سويسرا للعلوم والفنون التطبيقية مشروعا مشتركا يطلق عليه "أعثر على لغم".
ويأمل الباحثون في تطوير طائرة بدون طيار سوف تحلق فوق المناطق المزروعة بالألغام، وتمسح الأرض بحثا عن عبوات ناسفة باستخدام أجهزة استشعار راداريه. ومن الممكن أن ما تتمتع به الطائرة بدون طيار من رؤية مرتفعة سوف يجعلها اقتصادية من حيث التكاليف وأكثر أمانا.
وتسمح الطائرات بدون طيار بمسح مناطق أكبر بكثير، بحسب البروفيسور كريستيان فالدشميدت ، رئيس معهد هندسة الموجات الصغرى في جامعة أولم.
وعدد الأشخاص الذين سقطوا ضحايا الألغام الأرضية في جميع أنحاء العالم ارتفع بشكل كبير من عام 2014وحتى عام 2015.
ووفقا لتقرير مرصد الألغام الأرضية عام 2016، قتل أو اصيب 6461 شخصا على الأقل بسبب الألغام الأرضية في عام 2015، بزيادة بنحو 75 في المئة عن عام .2014 ووفقا للبيانات، كان 78 في المئة من الضحايا مدنيين، من بينهم 38 في المئة من الأطفال.
وخلال مشروع (FindMine)، ومدته ثلاث سنوات، سوف يعمل الطاقم السويسري على تطوير الطائرات بدون طيار، في حين سوف يركز الطاقم في ألمانيا على تطوير جهاز الاستشعار الراداري لاكتشاف الألغام الأرضية.
وهذه مهمة ليست سهلة - إذ لا يمكن أن تكون أجهزة الاستشعار ثقيلة جدا، كما أن الطائرات بدون طيار تميل خلال طيرانها.
ومن المفترض أن تحلق الطائرات بدون طيار على ارتفاع 5ر1 متر وتطلق موجات كهرومغناطيسية طولها 20 سنتيمترا إلى باطن الأرض على طول مسار طيرانها.
وتنعكس الإشارة في الأرض، ومن ثم يتم استخدام سلسلة من التسجيلات لتكوين صورة عالية الوضوح. وكل لغم له شكل معين، وملئ بمادة تي ان تي المتفجرة، لذلك يجب أن يظهر ساطعا جدا في الصورة.
وبعد مغادرة الطائرة بدون طيار للمنطقة التي قامت بمسحها، يستخدم خبراء إزالة الألغام الخريطة لتحديد مكان الشراك المتفجرة واستخراجها. وهناك مشكلة واحدة كبيرة يواجهها الباحثون ،وهى أن الطائرات بدون طيار ليست دقيقة جدا في تحركاتها.
وأضاف البروفيسور فالدشميدت " هذا تحدي هائل "،وتابع "لم يفعل أحد هذا حتى الأن".
ويختبر الباحثون أجهزة الاستشعار في غرفة خاصة كاتمة لصدى الصوت.وهذه الغرفة معزولة بمادة رغوية هرمية الشكل تحتوي على الكربون الذي يمتص كل أشعة غير مرغوب فيها.
ودفعت الضرورة الباحثين في ألمانيا إلى الإبداع والابتكار. وفي حالة عدم وجود ألغام حقيقية، فانهم يقومون بإعادة تصنيع العبوات الناسفة باستخدام علب المستحضرات الطبية المليئة بمادة السيليكون.
وقال ماركوس شارتيل، الذي يقوم بإعداد رسالة الدكتوراه "نريد إعادة تفعيل الخصائص الكهربائية للغم"، مضيفا: "الطائرات بدون طيار،،التي تبحث عن الألغام ، تكون مناسبة بصفة خاصة للاستخدام في المناطق القاحلة".
وقال البروفيسور فالدشميدت " في العراق وإيران وسورية ويوغوسلافيا السابقة ، لا يزال هناك عدد لا يصدق من المناطق المزروعة بالألغام".
ومع ذلك، تناور الطائرة بدون طيار لاختراق الأرض الرطبة، وهو الأمر الذي يمكن أن يثبت انه عقبة كبيرة.
وتم الانتهاء من الاختبارات الأولية، ولذا يتعين الآن تحقيق التناغم بين الطائرة بدون طيار وتكنولوجيا الرادار.
وقرب الانتهاء من مشروع (FindMine)،الذي مدته ثلاث سنوات، يخطط الباحثون لاختبار الطائرة بدون طيار في المناطق المزروعة بألغام حقيقية ، مثل سراييفو وكمبوديا.
وذكر البروفيسور فالدشميدت إنهم لا يهدفون إلى احداث ثورة "لكننا نريد ان نسرع بشكل كبير وتيرة اكتشاف الألغام".