فضل المصور الصحفي "يوري كوزيريف"، البقاء في العراق لأكثر من 14 عامًا، اختبر فيها كل ما مر على الشعب العراقي، من متباينات ساهمت في تشكيل أوضاعه اليوم، بالإضافة إلى واقعه السياسي والاجتماعي والأمني أيضا، وفقاً لمجلة تايم الأمريكية.
"كوزيريف" الذي بدأ مسيرته الصحفية في العراق كمصور محترف عام 2002، مع بداية بوادر الحرب بين الولايات المتحدة والنظام العراقي السابق، ظهرت أعماله للمرة الأولى، مع بداية القصف الأمريكي للعراق في شهر إبريل عام 2003، من الخطوط الأمامية للمواجهة الجوية التي وقعت، فيما ازداد الرفض الشعبي للوجود الأمريكي في العراق، أصر كوزيريف على الاستمرار في مهمته والبقاء في العراق لأطول فترة ممكنة.
قبل أن ينتهي نظام صدام بكيانه، الرفض الشعبي للوجود الأمريكي حينها، تُرجم إلى عمل مسلح، كوزيريف كان هناك واستمر بتغطية الاحداث التي يشهدها العراق بعدسته، فالصور التي كانت تصدر عن تلك العدسة، مثلت إحدى أهم العيون التي نقلت الصورة للعالم، في الحرب التي دارت بين القوات الأمريكية والمسلحين في مدينة الفلوجة والنجف، وما تبع ذلك.
وقالت مجلة التايم أن كوزيريف وصف تجربته في العراق بـأنها "مثيرة مع تبعات شنيعة"، حيث أنهى تلك التجربة، بمعرض الصور الذي اقامه في وقت سابق، ومثل مصدرًا ثريًا موثقًا بالصور، للأحداث التي ستبقى مكتوبة في التاريخ عن العراق، والمرحلة التي يعيشها الآن، علها تترجم في النهاية الى سياق زمني مفهوم، يشرح ما مر به العراق للاجيال القادمة، كي تتعظ منها.
آخر أعمال كوزيريف تم نشرها قبل فترة، وتحتوي على ما التقطته عدسته من المعارك، الدائرة بين القوات الامنية وحلفائها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى.
أغرب التجارب:
تحدث كوزيريف وفقًا لما صدر في تقرير مجلة التايم الأمريكية عن تجربة خاصة، و صفها بأنها الأكثر غرابة مما مر به في العراق، حيث سرد ما عاشه حين كان يصور مع مجموعة من الجنود الأمريكيين قرب مطار بغداد، حين تم استهدافهم بقصف بقنابل الهاون، متسببة بسقوط ضحايا قتلى وجرحى، كوزيريف، بعد يومين فقط، كان ومراسله مع المسلحين يصور عنهم تقريرا، حين أخذوه الى ذات الموقع الذي تم استهداف القوات الامريكية التي كان معها، وصف الامر بالاكثر غرابة، أن تكون حاضرا لدى جانبي المعركة، وتعيش على الجبهتين.
من تلك التجارب أيضًا، ما عايشه الصحفي حين قامت الحكومة المدنية المؤقتة في العراق، بحل الجيش العراقي عام 2003، موضحًا أن تجربته أكدت له أن عناصر الجيش العراقي السابق، كانوا صبورين جدا، رغم أنهم فقدوا مستقبلهم ووظائفهم وكل ما عملوا لأجله طوال حياتهم، إلا أن بعض هؤلاء، قد اتجه نحو الانضمام إلى الميليشيات، أو الفصائل، ومنهم من وجد مكانه بين صفوف القاعدة، وفي النهاية أمسوا أعضاء في تنظيم داعش.