راما ياد أو رحمة الله ياد، سياسية فرنسية مسلمة الديانة من أصل سنغالي، تولت منصب وزيرة الدولة للشؤون الخارجية وحقوق الإنسان في عهد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، وترشحت كأول أفريقية ومسلمة للانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2017.
مولدها ونشأتها
ولدت راما ياد التي تشير مصادر إلى أن اسمها الحقيقي هو "رحمة الله ياد" يوم 13 ديسمبر، في العاصمة السنغالية دكار، لأسرة غنية، كانت والدتها معلمة أميناتا كاندجي، والدها جبريل ياد كان أستاذًا والسكرتير الشخصي للرئيس السنغالي السابق ليوبولد سيدار سنغور ودبلوماسي، وانتقلت إلى فرنسا مع أسرتها في سن الثامنة عام 1984، بعد أن هجر والدها البلاد عندما كانت في الرابعة عشر، وانتقلت إلى مجمع شقق في كولومب مع والدتها وثلاث شقيقات، وتلقت تعليمها في المدارس الكاثوليكية، ثم درست في معهد الدراسات السياسية بباريس، حيث تخرجت في عام 2000، بعد هذا عملت بمخترية مدينة باريس وبالبرلمان الفرنسي، وحصلت "راما" عام 1997 على الجنسية الفرنسية، وتزوجت عام 2005 من اليهودي جوزيف زيميت الذي كان وقتها مناضلًا في الحزب الاشتراكي ورزقا بطفلة.
مسيرتها المهنية
بدأت "راما" مسيرتها المهنية مديرة في مجلس الشيوخ الفرنسي عام 2002، وعينت في لجنة الشؤون الاجتماعية مكلفة بملف التشغيل والتكوين المهني، كما تقلدت لاحقًا مناصب عدة، منها سفيرة فرنسا في منظمة اليونيسكو من 22 ديسمبر 2010 إلى 30 يونيو 2011.
وتولت يوم 19 يونيو 2007 منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية وحقوق الإنسان، واستمرت في هذا المنصب حتى عام 2009، لتعين يوم 23 يونيو 2009 وزيرة دولة مكلفة بالرياضة إلى غاية 13 نوفمبر 2010.
الأكثر شغبًا في الحكومة
وتعتبر "راما ياد" البالغة من العمر 32 عامًا ضمن الشخصيات الأكثر شغبًا في الحكومة الفرنسية، حيث بدأت أولى خطواتها السياسية باحتكاك مباشر بمسؤولين يساريين اتهمتهم بالعنصرية تجاهها بسبب لون بشرتها، وذلك لكسب أصوات في الانتخابات البلدية التي شاركت فيها في كولومب بضواحي باريس على لائحة "الاتحاد من أجل حركة شعبية" وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من قبل اليساريين ضدها.
أكثر السياسيين شعبية
وتصدرت "ياد" في 2009، ترتيب أكثر الشخصيات السياسية شعبية في فرنسا وفقًا لاستطلاع مجلة لوبوان، وحصلت "راما ياد" على تقييم إيجابى من 60% من الفرنسيين مقابل 32% من الآراء السلبية متقدمة بذلك على وزير الخارجية برنار كوشنير، الذي يشرف على عملها حيث حصد 59 % فقط من الأصوات المؤيدة له خلال الاستطلاع، وجاءت نتيجة الاستطلاع لتؤكد ارتفاع شعبية السمراء الجميلة، التي لم تبتعد عن دائرة الاهتمام الإعلامي في فرنسا منذ توليها منصبها كوزيرة الدولة لحقوق الإنسان عام 2007.
دعمها لـ "ساركوزي"
وكانت "راما ياد" داعمة للرئيس السابق نيكولا ساركوزي خلال ترشحه في الانتخابات، حتى إنها هاجمت في خطاب لها الاشتراكيين واليسار، وقالت إن سياستهم وضعت أبناء الهجرة موضع الشفقة بدل الاحترام والتقدير، لكنها لم تبق على وفاق مع حزب ساركوزي، واتهمته باتخاذ مواقف لا تتوافق مع سياسة الحزب، إضافةً إلى معارضتها لزيارة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في ديسمبر 2010 إلى فرنسا.
ترشحها للرئاسة الفرنسية
وأعلنت "راما" في نوفمبر 2016، ترشحها لانتخابات 2017 لتكون بذلك أول مرشحة من أصول إفريقية لهذا المنصب في فرنسا، وباشرت الاستعداد لهذا التحدي بحملة اختارت لها نفس عنوان الحركة "فرنسا الجريئة".