لم يفقد الجنيه المصري الكثير والكثير من قيمته فقط أمام الدولار، ولكن فقد أيضًا جُل قيمته أمام حاجة المواطن، ففي زخم القرارات الجريئة من جانب الحكومة المصرية في إطار تنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي، قررت الحكومة القضاء على السوق السوداء وعجز الموازنة في آن واحد.
تعويم الجنيهواتخذت الحكومة قرارها بتعويم الجنيه للقضاء على السوق السوداء للعملة الصعبة مع اتجاه تدريجي لخفض فاتورة الدعم في الموازنة العامة للدولة للقضاء على عجز الموازنة الذي بلغ نحو 270 مليار جنيه بالعام المالي 20152106.
معدلات التضخملم تنتبه الحكومة لآثار القرارات الاقتصادية الجريئة على المواطن الذي فوجئ بزيادة غير مسبوقة في معدلات التضخم وتشوهات في الأسعار تمثلت في زيادة الأسعار بنسب تخطت الـ 100% ووصلت لـ 150% على أقل تقدير.
قيمة الدعمفي الوقت نفسه، أعلنت الحكومة عن برنامجًا للحماية الاجتماعية، تمثل في زيادة نصيب الفرد من دعم السلع من 18 جنيها إلى 21 جنيها، الأمر الذي لاحقه زيادة في سعر السكر التمويني من 4.5 جنيه إلى 7 جنيهات وزيادة سعر زجاجة الزيت التمويني من 5 جنيهات إلى 8.25 جنيه في نوفمبر 2016.
الزيادة الأوليورغم أن المواطن المصري لم يهنأ بالـ 3 جنيهات الإضافية، بعد زيادة أسعار السلع التموينية، فوجئ المواطن بزيادة جديدة في أسعار السلع الحرة بالمجمعات الاستهلاكية حيث ارتفع سعر السكر الحر خارج البطاقة بالمجمعات الاستهلاكية من 7 جنيهات إلى 10.5 جنيه، كما ارتع سعر زجاجة الزيت الحر خارج البطاقة التموينية من 10 جنيهات إلى 16 جنيها في اخر ديسمبر 2016.
المواطن المصري لم يعد يواجه زيادة أسعار السلع في السلاسل التجارية والحلات فقط، بل بات يلاحقه تضخم الأسعار داخل منظومة الدعم ولدى بقالي التموين، حيث أعلن وزارة التموين والتجارة الداخلية، اليوم الثلاثاء، الزيادة الثالثة على التوالي لأسعار السلع داخل منظومة الدعم ليسجل سعر السكر التمويني نحو 8 جنيهات، ويرتفع سعر زجاجة الزيت التمويني لـ 12 جنيها مقابل 8.25 جنيه سابقًا.
مسئول بالتموينإبراهيم عامر، المتحدث الرسمي لدى باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، أرجع الارتفاعات الجديدة في أسعار السكر التمويني ليصل إلى 8 جنيهات وزجاجة الزيت التمويني لـ 12 جنيها إلى ارتفاع تكلفة الانتاج مع زيادة الأسعار العالمية، مشيرًا إلى أن وزارته تستورد منتج الزيت بالكامل من الخارج.
وأوضح عامر، أن الدولة لازالت تدعم كيلو السكر التمويني بـ 3 جنيهات وزجاجة الزيت داخل منظومة الدعم السلعي بـ 6 جنيهات، لافتًا إلى ارتفاع أسعار الزيت والسكر بشكل أكبر لدى القطاع الخاص.
وأكد عامر، أنه جاري زيادة حصص المنافذ التابعة من السلع الأساسية لإتاحتها أمام المواطنين، مشيرا إلى زيادة الطلب عليها بعد الارتفاعات الحادة في أسعار السلع الأساسية في منافذ القطاع الخاص، ونوه إلى توجيهات الوزير للأجهزة الرقابية بتشديد الرقابة على المنافذ التباعة لضمان وصول السلع المدعومة للمواطنين.
مراقبونواستنكر مراقبون، سياسات الحكومة في الضغط على الطبقة المتوسطة التي تنزلق نحو الفقر بسبب ارتفاع معدلات التضخم وعدم جدوى تطبيق برنامج الحماية الاجتماعية التي أعلنت عنه الحكومة مقابل القرارات الاقتصادية واسعة الأثر على طبقات المجتمع وخصوصا الطبقة الوسطى والتي كانت تأخذ بيد الطبقات الأدنى منها، لافتين إلى أن الطبقة الوسطى الأن باتت تعاني والطبقات الأدنى تشتد معاناتها بعد تخلي الطبقة الوسطى عنها.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
