يتكون من 132 مكتبة أمام مسرح العرائس.. تعرف على تاريخ سور الأزبكية

سور الأزبكية

سور الأزبكية مكان شهير في القاهرة يضم الآن 132 مكتبة أمام مسرح العرائس بالعتبة في القاهرة، وما يجمع بين هذه المكتبات هو بيع وشراء الكتب المستعملة فقط.

تعود بدايات هذا السوق المتميز إلى أوائل القرن العشرين، عندما كان باعة الكتب الجائلين يمرون على المقاهي المنتشرة في ذلك الوقت لبيعها للرواد، ثم يحصلون على وقت للراحة في فترة الظهيرة عند سور حديقة الأزبكية بوسط القاهرة، وقتها كان نصف السور الأسفل من الطوب الأحمر، والأعلى من الحديد المتشابك، وحديقة الأزبكية التي أنشأها الخديوي إسماعيل باشا في سبعينيات القرن التاسع عشر قرب دار الأوبرا الملكية بحي العتبة، جلب لها أشجارا ونباتات زينة نادرة من عدة دول أوروبية، غرضا في أن تصبح مزارا سياحيا يتوافق مع رغبته في أن تكون مصر قطعة من أوروبا.

وبدأ زوار الحديقة وعشاق الكتب يتوافدون على هؤلاء الباعة الذين يأتون وقت الظهيرة حتى عرف المكان بأنه سوق الكتب زهيدة الثمن، وفي فترة الأربعينيات وافقت حكومة الوفد برئاسة النحاس باشا على منح هؤلاء الباعة تراخيص رسمية تحميهم من مطاردة شرطة البلدية، وعقب حريق دار الأوبرا المصرية عام 1981 قررت محافظة القاهرة بناء جراج متعدد الطوابق لانتظار السيارات مكان دار الأوبرا القديمة، وزاد الأمر سوءا بالحفر أسفل سور الأزبكية لإنشاء خط سير لمترو الأنفاق في التسعينيات، وهو ما أدى إلى إزالة السور بالكامل وإغلاق المكتبات لفترة.

تبنى المثقفون والصحفيون حملة لإعادة اهتمام الدولة بمكتبات سور الأزبكية كأحد معالم القاهرة الثقافية، مما أدى إلى تخصيص الهيئة المصرية العامة للكتاب أحد الأجنحة المفتوحة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب لعرض كتب سور الأزبكية منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن، كما شيدت محافظة القاهرة 132 محلا صغيرا لبيع الكتب في مكان السور القديم، لكنها فتحت المجال أمام بيع منتجات أخرى غير الكتب مثل الملابس الجاهزة والخردوات ومحلات الأطعمة وغيرها، أي لم يعد السور حاليا مخصصا للكتب فقط كما كان.

تغييرات كثيرة طرأت على طبيعة مكتبات سور الأزبكية كما تغيرت نوعية القراء وأتيح بيع الكتب الحديثة أيضا، وتراجعت أهمية السور نوعا ما بعد ثورة يناير نظرا لحاجة القراء إلى فهم ما يجري من أحداث سياسية بشكل أكبر إضافة إلى الانفلات الأمني وقتها، وهو ما أدى إلى انصراف بعض المكتبات إلى أماكن أخرى داخل القاهرة منها ميدان الإسعاف وجامعة القاهرة والجامع الأزهر.

وكان من رواد هذا السور بالإضافة للطلبة والباحثين وعشاق البحث والقراءة بعض مشاهير الأدباء والشعراء والسياسيين ومنهم الروائي العالمي نجيب محفوظ، والأديب إبراهيم المازني والأديب والشاعر عباس محمود العقاد، ومن رجال السياسة الرئيس الراحل أنور السادات كما يشير في مذكراته، وغيرهم من مشاهير المجتمع المصري والعربي ايضا، بل اعتبر المكان لفترة مزارا سياحيا يأتي السائحون لزيارته للتسوق والتصوير.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً