5 كتب تكسر غموض تاريخ إيران الحديث

تاريخ إيران الحديث

يعد تاريخ إيران حديثًا حقبة تاريخية فيها كثير من الألغاز والتساؤلات التي يلهث وراء حقائقها الباحثون والمؤرخون على حد سواء، ولهذا نجد مجموعة من الكتب رصدت أهم النقاط التي شكلت غموضًا في تاريخ إيران الحديث ونعرضها في التقرير التالي.

يعتبر كتاب تاريخ إيران الحديثة للمؤرخ الأمريكي أروند إبراهيمان المولود في إيران والمهتم بشئون الشرق الأوسط من أفضل المراجع في هذه الحقبة، حيث يعرض في شكل سرد تاريخي أبرز المحطات السياسية والاجتماعية في إيران، ويبدأ السرد المنمق بعهد الملكية القاجارية لينتهي بتولي الرئيس السابق لإيران محمود أحمدي نجاد، ويمتاز الكتاب بإضافة الكثير من الإحصاءات، التي تساعد القارئ على تخيل طروف الدولة الإيرانية في ذلك الوقت.

والمترجم للكتاب مجدي صبري، تعمد في المقدمة أن ينقل عن إبراهيميان وجهة النظر المحايدة في النقل لإيصال صورة عادلة غير منحازة للقارئ، إلا أنه بدا متحمسًا للثورة في بدايتها وهو التوجه العام الذي ساد إيران في ذلك الوقت، ولكن وجه الكاتب الأمريكي في كتابه على القرن الـعشرين الذي شهد ثورتين، ثانيهما شهدها جيل لا يزال بيننا وهي الثورة الإسلامية 1979، والأولى كانت الثورة الدستورية عام (1905-1911)، الثورة التي صنعت الحراك الذي ظل ملتهبًا لعقود، وترتب عليه حل الأسرة القاجارية وتولي رضا شاه الرئاسة الإيرانية 1925. وبحسب إبراهيميان، فالثورة الدستورية كانت أولى حلقات الصراع الإيراني الذي توج نهاية القرن بالثورة الإسلامية.

وأيضا نجد كتاب إيران الثورة الخفية وكأنه حلقة مكملة للكتاب السابق، لمؤلفه الفرنسي تييري كوفيل، وهو باحث في الشئون الإيرانية نشر عديد من الأبحاث والكتب في هذا المجال مثل اقتصاد إيران الإسلامية بين الدولة والسوق واقتصاد إيران الإسلامية بين النظام والفوضى.

الكتاب تمت ترجمته إلى اللغة العربية، بمعرفة الأكاديمي اللبناني اليساري خليل أحمد خليل، وتتبلور الفكرة العامة للكتاب في عرض جانبًا هامًا من الحياة الاجتماعية الإيرانية، مع التركيز على الدور الذي لعبته المظالم الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة كوقود للثورة الدستورية ثم الإسلامية.

ويفترض كوفيل من خلال قراءته للمشهد الاجتماعي والاقتصادي أن إيران تطفو على بحر من المظالم الاجتماعية، مما يجعل المجتمع الإيراني في حالة ثورة كامنة، وركز الكاتب في أحد الفصول على ضرورة التنوع الاقتصادي والخلل البنيوي الذي عانت منه إيران بعد الثورة، لاعتمادها على النفط كمصدر رئيسي للدخل القومي، وتنبأ الكتاب بأن الدخل الإيراني لن يستقر طالما بقيت المظالم الاجتماعية.

تم نشر الكتاب للمرة الأولى بالفرنسية في العام 2007، وترجم للعربية في العام التالي في دار الفارابي، ومقرها بيروت.

ونجد كتاب إيران من الداخل للكاتب المصري والمفكر الإسلامي فهمي هويدي الذي صدر عن مركز الأهرام للدراسات والنشر، يرصد الحالة الثورية التي كانت عليها الجمهورية الإسلامية نهاية العقد الثامن ومطلع التاسع من القرن الماضي. 

وهنا لم يخف الكاتب تعاطفه مع الثورة الإيرانية بسبب نشأته الإسلامية، لكنه للظرف الإقليمي حال صدور طبعته الأولى اعتمد بعض العبارات غير المعبرة وهو ما ذكره بنفسه في مقدمة الطبعة الرابعة متعللًا بالظرف السياسي العربي الرافض لإيران في ذلك الوقت، والمحارب لكل من يتناولها بالبحث أو الدراسة أو الإعجاب، لكن ما يميز هويدي، أنه لم يبدل الحقيقة، وفضل إخفاء بعضها وإبراز الآخر وفق ما هو مسموح به وساعده على ذلك الخبرة الصحفية.

إيران: جمهورية إسلامية أم سلطنة خمينية هو إسم الكتاب الذي عكف على إنجازه خمسة من الباحثين، هم الدكتور مصطفى اللباد والدكتور وحيد عبد المجيد والدكتور محمد السعيد عبد المؤمن والدكتور مدحت حمادو والأستاذ محمد عباس ناجي، وتكمن أهمية الكتاب في تركيزه على الجمهورية الناشئة من بدايتها وحتى انتخابات الرئاسة 2009، وهي الحقبة التي شهدت النصيب الأكبر من صراعات الداخل الإيراني بعد الثورة، لتثبيت الدعائم التي عليها بناء الجمهورية الإسلامية اليوم.

ويناقش الكتاب الصادر عن مركز الأهرام للدراسات والنشر الانقسام الحاد الذي شهدته الجمهورية عام 2009، كصراع بين جناحينِ هما الجمهوريين والسلطانيين، ويركز الدكتور وحيد عبدالمجيد في بحثه، على نقطتين رئيسيتين الأولى أن النظام الإيراني الآن شبه جمهوري أو نصف جمهوري، والصراع هو بين من يتطلعون إلى جمهورية كاملة ومن يريدون نظاما سلطانيا يتمدد في الخارج، والثانية تكمن في الصراع الداخلي على حدود ولاية الفقيه ويرتبط بالصراع على المستقبل، فأنصار الولاية المطلقة هم السلطانيون والداعون إلى تقويض هذه الولاية هم الجمهوريون.

وركز الدكتور مصطفى اللباد على الحركات الفكرية والسياسية، ويرى إيران في حالتها الآنية تخرج عن كونها طائرا له جناحان، أحدهما إصلاحي والآخر محافظ إلى طائر خرافي بثلاثة أجنحة، ويشدد خلال رصده على أن الأجنحة الثلاثة باتت جميعها يمينية في ظل ضمور جناح اليسار.

التيارات السياسية في إيران يمكن وصف هذا الكتاب برصد السهل الممتنع حيث يبدو للوهلة الأولى للقارئ في التاريخ الايراني الحديث أن التصنيف السياسي في إيران سهلا، حيث يوجد تيار إصلاحي وآخر محافظ وبينهما معركة حول بنية النظام ومساراته، لكن يبدو الأمر أعقد من هذا بكثير، إذ تتدخل عوامل عديدة في تكوين التيارات السياسية والحركات الاجتماعية في إيران، ويأتي في مقدمتها، التحول الذي شهده المجتمع الإيراني من التقليد إلى الحداثة، فضلا عن معدل التحديث المتزايد وتوزيعاته الجغرافية، مما يسمح بوجود فجوات تاريخية بين أبناء البلد الواحد، وهو ما يلقي بظلاله على الحركات المنبثقة عن هذه المجتمعات المتفاوتة.

والكاتبة الدكتورة فاطمة الصمادي الباحثة في مركز الجزيرة للدراسات، تتبع في هذا الكتاب بذور النشأة وآليات العمل والأهداف لكل فصيل وحركة، في محاولة لرسم خريطة تفصيلية للتيارات السياسية الإيرانية، وفي الفصل الأول من الكتاب يعرض العقد الأول من عمر الثورة الإسلامية، وموجات الصراع بين القوى الإسلامية الملتفة حول آية الله الخميني والقوى اليسارية والليبرالية، في محاولة للإجابة عن التساؤل المنطقي حول كيفية نشوء اليمين واليسار في إيران، والتركيز على إفرازات هذه المرحلة، والتي لا تزال مؤثرة في المشهد السياسي والاجتماعي الإيراني اليوم، بينما تعرض أيضًا مختلف التيارات والحركات حتى ظهور التيار النجادي نسبة للرئيس الإيراني السابق محمود أحمد نجاد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
انطلاق قمة مجموعة العشرين بمشاركة الرئيس السيسي.. بث مباشر