تراجع إيرادات السياحة وتفاقم الأزمة الاقتصادية.. تركيا تدفع ثمن دعمها للإرهاب

صورة ارشيفية

الأمر كان أولًا توقعات فلكية في العام الجديد، لكن يبدو أن بوادر 2017 بدأت تحمل معها مؤشرات "انهيار" الاقتصاد التركي، فبعيدًا عن تراجع سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، فربما تدفع تركيا مؤخرًا ثمن مساندتها للإرهاب، ودعمها لجماعة الإخوان الإرهابية.

عبير فؤاد، الخبيرة الفلكية، توقعت أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا ستستمر في عام 2017، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيدفع ثمن دعمه للإرهاب، وستعاني بلده اقتصاديًا بشدة.

وسجلت إيرادات قطاع السياحة في تركيا عام 2016، انخفاضًا بنسبة 29.7 بالمئة، مقارنة بالعام السابق، لتبلغ قيمتها 22 مليار و107 مليون و440 ألف دولار أميركي.

وقالت بيانات مؤسسة الإحصاء التركية، التي تم إعلانها اليوم الثلاثاء، أن الزوار الأجانب ساهموا بنسبة 72.8 بالمئة من إيرادات القطاع السياحي للعام 2016، في حين ساهم المواطنون الأتراك المقيمون في الخارج بنسبة 27.2 في المئة، فيما أشارت بيانات مؤسسة الإحصاء إلى انخفاض عدد الزوار القادمين إلى تركيا عام 2016 بنسبة 24.6 في المئة، مقارنة بالعام السابق، ليبلغ عددهم 31 مليون و365 ألف و330 زائرًا، يشكل الأجانب ما نسبته 80.6 في المئة منهم، فيما يشكل الأتراك المقيمون في الخارج 19.4%.

ويرى مراقبون، أن حالة التوتر التي شهدتها العلاقات التركية الروسية عقب إسقاط تركيا طائرة حربية روسية اخترقت مجالها الجوي في 24 نوفمبر 2015، وما ترتب عليها من انخفاض عدد السياح الروس في تركيا، إضافة إلى الهجمات الإرهابية التي شنها تنظيما “داعش” و”ب ي د/ بي كا كا” ضد تركيا تعتبر من أبرز العوامل التي أثرت سلبيًا على قطاع السياحة التركي.

"بي بي سي" نقلت في تقرير لها نهاية 2016، تكرار مشهد الفنادق الخاوية في تركيا، إذ تشهد أزمة سياحية، حيث استقبلت البلاد 37 مليون سائح عام 2014، وكانت سادس أهم وجهة سياحية في العالم، لكن يتوقع أن تشهد انخفاضا في أعداد السياح بنسبة 40 في المئة هذا العام.

وأرجعت بي بي سي، في تقيريها أسباب التراجع في السياحة بتركيا، إلى التراجع الأكبر في أعداد السياح الروس، وعددهم أربعة ونصف مليون سائح، وانخفضت أعدادهم بنسبة 95 في المئة، وذلك بسبب إسقاط الجيش التركي لطائرة حربية روسية تقول تركيا إنها اخترقت مجالها الجوي في نوفمبر الماضي، الأمر الذي تسبب في أزمة دبلوماسية بين البلدين، حيث قررت روسيا منع شركات السياحة الروسية من إتمام صفقات سياحية في تركيا. وطالب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مواطنيه بأن يقضوا إجازاتهم في أماكن أخرى.

أما الأسوأ، فهو وقوع سلسلة من التفجيرات عبر تركيا خلال العام الماضي، الأمر الذي سبب ذعرا للكثير من السياح، وزاد التدهور مع استمرار أعمال العنف مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني خلال الصيف الماضي، وكذلك التفجيرات التي نفذوها، ونفذها تنظيم الدولة الإسلامية، في أنحاء البلاد، واستهدف بعضها المناطق السياحية في اسطنبول، هذا بالإضافة إلى غياب الاستقرار السياسي، وتصريحات أردوغان المعادية للغرب، ومحاكمة المعارضين والاتهامات بالخيانة.

الاقتصاد التركي لم يتأثر فقط بتراجع قطاع السياحة، حيث تراجع سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، وأهمها، زيادة مخاوف المستثمرين بعد تصنيف وكالات التصنيف الائتماني العالمي، لتركيا الشهر الفائت إلى أقل من الدرجة الاستثمارية، لتنتقل من "بي أي أي3" إلى "بي أي1"، مبررة ذلك بمخاوف بشأن سيادة القانون في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة.

الأمر الذي زاد من تخوف المستثمرين، وساهم بشكل كبير بزيادة التوجس من الاقتصاد التركي، ما يدفع أصحاب رؤوس الأموال إلى تبديل مدخراتهم لعملات رئيسية، ليزداد الطلب على الدولار واليورو بالسوق التركية، كما ساهم تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر بتركيا هذا العام إلى ارتفاع الدولار أمام الليرة، إلى جانب تراجع السياحة وفي مقدمتها الروسية التي كانت تضخ سنوياً نحو 6 مليار دولار بالسوق التركية. 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بايدن يُعلن تغيير موعد سريان وقف إطلاق النار في لبنان لفجر الأربعاء