"انتي طالق" حروف بسيطة ولكنها كلمة لها اصداء تصل الى دمار أسرة وتشريد أطفال لا ذنب لهم، وتفكك مجتمعي وارتفاع في معدل الجريمة، ودخول الأسرة المصرية في نفق مظلم لا نهاية له.
الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء أعد إحصائية "مرعبة" عن الطلاق فى مصر، كشف خلالها أن الطلاق وقع فى 40% من حالات الزواج التى تمت فى الخمس سنوات الماضية، وأظهرت الإحصائية أن 900 ألف حالة زواج تتم سنويًا، لكن نسبة كبيرة من هذه الحالات ينفصل فيها الزوجان، وتبين أن 89459 دعوى طلاق و90 ألف دعوى خلع تلقتها محاكم الأسرة خلال عام 2016، واستحوذت محافظة القاهرة على النسبة الأكبر من دعاوى الطلاق فيما كانت النسبة الاعلى لدعاوى الخلع من نصيب محافظة الجيزة.
واحتلت نسبة الطلاق بالحضر 55٪ بينما كانت نسبة الريف والقرى بـ٤٥٪، كما كانت نسبة الطلاق والخلع فى محافظات الوجة البحرى بنسبة تفوق 10٪عن محافظات الوجة القبلى وكان ترتيب المحافظات "القاهرة، الأسكندرية، الجيز، المنيا، المنوفية، بورسعيد، أسيوط، القليوبية، الفيوم، سوهاج، كفر الشيخ، الاسماعليه، قنا، اسوان، السويس، الغربيه، الاقصر، دمياط، الشرقية، بنى سويف، الغردقه، الدقهليه، مرسى مطروح، جنوب وشمال سيناء".
تظهر دعاوى الطلاق والخلع المرفوعة أمام محاكم الأسرة أن أبرز أسباب الطلاق ترجع، إلى الخلافات الزوجية على النفقات المعيشية وشكلت نسبة 15% بحسب الدعاوى، أما عن الخلاف بشأن العنف الجسدى فقدت نسبتها بنحو 13%، أما العنف الجنسى فكانت النسبة 10%، فيما كان السبب للخلاف حول عمل المرأة ونفقتها الشخصية وما تتقاضاه بنسبة 25%، والخيانة الزوجية وصلت النسبة 8%، أما عن العنف ضد الأبناء من قبل الزوج أو الزوجة فكانت النسبة 16%، وعن رصد مكاتب التسوية بالنسبة لأسباب تراوحت ما بين دور التكنولوجيا فى الصراع داخل الأسرة وصلت النسبة إلى 14%.
وقال النقيب إسلام عامر إن وقائع الطلاق التى تمت على يد مأذون شكلت نسبة 16% من إجمالي الحالات، لافتًا إلى أن كل 100 عقد زواج يقابله 16 حالة طلاق.
وذكر عامر، أن أعلى نسبة للطلاق كانت من نصيب محافظة بنى سويف بنسبة 22%، تلتها محافظة القاهرة وشكلت نسبة الطلاق فيها21%، ومحافظة الجيزة 19%، ومحافظة الأسكندرية 19%، والقليوبية 14%، والشرقية 17%، والغربية 16%، السويس 15%، وبورسعيد 17%، والاسماعليه 20% والمنيا 19%، والأقصر 5%، وسوهاج 20%، وأسيوط 18%، والمنوفية 18%، والفيوم 18%، وقنا والبحر الاحمر والغردقة وشمال وجنوب سيناء كانت نسبة الطلاق فيها 5%.
واكد الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى، إن انتشار ظاهرة الطلاق وارتفاع نسبتها فى المجتمع المصرى إلى حالة كل 6 دقائق والأغلب منها شباب بما يقرب عن 44% من حالات الزواج، سببها الأساسى ضعف ثقافة الزواج والتى تعنى "العلاقة الأبدية شديدة القرب والخصوصية"، مشيرًا إلى أن الإحصائيات ذكرت وجود " 9ملايين عانس وأعزب فى مصر مقسمة إلى 5 ملايين شاب و4 ملايين أنثى".