شهدت العلاقات المصرية السعودية توترًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، أوقفت خلالها السعودية توريدات النفط إلى القاهرة في أكتوبر الماضي، إلا أن الأيام القادمة يبدو أنها ستشهد، انفراجة في الأزمة المصرية السعودية، وذلك حسبما تشير التصريحات الأخيرة لمسؤولي الجانبين في الآونة الأخيرة، والتي كان آخرها تصريح العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز أثناء حضوره فعاليات مهرجان "الجنادرية" بأن مصر قامت مرة أخرى.
وفي هذا السياق يرصد "أهل مصر"، أبرز المؤشرات التي تبشر بانفراجة في العلاقات المصرية السعودية.
زيارة "سلمان" للجناح المصريحضر الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء أمس الأربعاء، فعاليات الدورة الحادية والثلاثين لمهرجان "الجنادرية" بحضور وزير الثقافة المصري حلمي النمنم.
وأثنى العاهل السعودي، على المشاركة المصرية المتميزة في مهرجان الثقافة والتراث السعودي "الجنادرية"، مؤكدًا أن "مصر قامت مرة أخرى"، مبديًا إعجابه بمحتويات الجناح المصري قائلا: "مصر عادت من جديد".
وبدوره أشار التلفزيون السعودي إلى أن الجناح المصري "الأصالة والمعاصرة" يقدم لزواره محاضرات وندوات وعروضًا للفنون الشعبية ومعرضا للمقتنيات والعديد من الصور التاريخية وكذلك معرضًا للفنون التشكيلية والحرف اليدوية.
ولفتت بعض التقارير الإعلامية إلى أن زيارة الملك سلمان للجناح المصري تعد إشارة جديدة إلى عودة العلاقات المصرية السعودية إلى سابق عهدها، بعد فترة الفتور.
توافق بين البلدينومن جانبه، أكد سامح شكري، وزير الخارجية، أن التعاون بين مصر والسعودية أمر خاص لما يربط البلدين من علاقة لها طبيعة خاصة بحكم التاريخ المشترك والمصير المشترك.
وأضاف شكري، أن لمصر والمملكة العربية السعودية دور كبير بدعم كل منهما للآخر لضمان الأمن القومي العربي وأمن الخليج.
وأشار وزير الخارجية، إلى أهمية التواصل بين مصر والسعودية وأمريكا في عهد الإدارة الجديدة، موضحًا أن التفاهم المشترك سيكون له الأثر الأكيد في مواجهة التحديات واستعادة الاستقرار ومواجهة الإرهاب.
السفير السعودي يزور البابا تواضروسفيما قال السفير السعودي بالقاهرة أحمد عبد العزيز قطان، إنه زار البابا تواضروس الثاني بمقر الكاتدرائية المرقسية، ونقل له تعازي خادم الحرمين وولي العهد وولي ولي العهد، فى ضحايا حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة.
وشدّد السفير السعودي، على استنكار وإدانة المملكة لهذا العمل الإرهابي الجبان، لافتًا أنه أكد على وقوف السعودية مع مصر وشعبها الشقيق ضد كل من يحاول النيل من أمنها واستقرارها، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وللمصابين سرعة الشفاء والعافية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، حينها تعازي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، تعازيه في ضحايا التفجير الإرهابي بالكنيسة، واستنكاره له.
علاقة البلدين قويةكما أكد سامح شكري وزير الخارجية، أن العلاقات بين مصر والسعودية لا تدعو للقلق وهي قوية ويجب أن تستمر هكذا، كما أن العلاقات العربية خاصة تتعدى العلاقات الطبيعية وفيها من العاطفة والتاريخ المشترك والسمات التي تجعل هذه العلاقة تأخذ منحى له أهميته.
وأوضح شكري، أن توقيع اتفاقية ترسيم الحدود نتيجة لجهود ومسار استمر 15 عامًا ووصل لنقطة توافق بتوقيع الاتفاقية، ومن الضرورى تقبل الجانب الآخر هذه التطورات، مؤكدًا أنه لا علاقة بين قضية الجزيرتين ووقف الإمدادات البترولية، وهناك تعاقد تجاري وربما تكون هذه عوائق تقنية أو الهيكل الاقتصادي، وهذه الأمور يمكن تجاوزها وفقًا لما يراه كل طرف.
مساعي السفير لحل الأزمةومن جانبه؛ أقدم سفير السعودية، أحمد القطان، بمغادرة القاهرة أواخر يناير المنصرم، متجها إلى مدينة الرياض، حيث ذكرت بعض المصادر الخاصة في السفارة، بأن تلك الزيارة التي يسعى السفير السعودي للقيام بها إلى بلاده، هي بمثابة محاولة من جانبه لتحسين الأوضاع بين مصر والسعودية.
وجاءت زيارة السفير من أجل مناقشة تطورات الأوضاع السياسية والحادثة كلها مؤخرًا، ومدى تأثيرها على علاقات البلدين مع بعضهم البعض.
مبادرة للحلوفي ذات السياق؛ قام رئيس اتحاد الصحفيين السعوديين، عبد الله الجحلان، بمبادرة لحل الأزمة بين مصر والسعودية، حيث أكد أن مصر والسعودية عملتان لوجه واحد، وأن البلدان على دراية تامة ووعي كافي، بمدى الخطورة التي يفرضها موقف كل منهما نحو الآخر، وما يمكن أن يتسبب به هذا الانقسام بين أكبر بلدين في المنطقة العربية، وأن أعداء الأمة العربية يتربصون بالمرصاد، ويتمنون حدوث مثل هذا الوضع الراهن، بين مصر والسعودية.