الأغاني في مصر.. عيد وكيد وقليلٌ من الحب

صورة ارشيفية

للحب والهجر، والشوق وللاعتذار، والكره والتوعد بالانتقام وأغراض أخرى، تتنوع بها ولها الأغاني في مصر، مخطئ من يظن أن أحدهم قد يقف أمام مايكروفون فقط من اجل إعلان الوجع من بُعد حبيبته، فالأغاني في مصر لم تترك إحساسا أو هدفا إلا وغنت له.

الحب السبب الأول والأخير لإطلاق فورة أحاسيس الشعراء والأدباء قصائد وأشعار ومسرحيات غنائية ونثرية شعرية، يعبرون بها عن الحب عن تلك العاطفة التي تجتاح المرء فلا يكاد يرى أو يسمع أو يشعر بأحد سوى محبوبه، يتحول كل البشر إلى صورته.

طالما تغزل شعراء وكتاب قصائد وأغاني الحب وأمعنوا في وصف هذا الإحساس وكيف ارتقى بشعورهم وما يشعرون به بالقرب من المحبوب، ولعل أحد أبرز الشعراء الذين غنا العالم العربي بهم ولا يزال هو الملقب بشاعر الحب، نزار قباني، والمغنيين الذين غنوا قصائده أبرزهم عبدالحليم حافظ معشوق الفتيات الأول وكاظم الساهر المعشوق الآخر.

يعتبر المحبون كلمات نزار خير كلمات وصفت بدقة شعور وإحساس الحب والشوق والهجر ولوعة الفراق والبعد والغيرة، ويضفي على الكلمات روعة هو أداء كل من حليم وكاظم، فأطلقوا روحا استثنائية بالأغاني طافت بعقول المحبين ليهيموا مع الكلمات كالدراويش.

الكراهية يستطيع الشاعر المحنك أن يصف بدقة مشاعره ليست فقط المشاعر الإيجابية الخاصة بالحب، بل أيضا السلبية الخاصة بالكره والتوعد بالانتقام والأخذ بالثأر جزاءا للحب، الذي تحول إلى كره، لحظات الخيانة والغدر وغيرها هي السبب أو ربما وليدة لحظات تردد.

ربما من أفضل الأغاني التي وصفت هذه الحالة هي (اكرهك أحبك) للفنانة صباح كلمات الشاعر حسين السيد وألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب، كما استطاع أيضا الفنان عمرو دياب في أغنية (أحبك أكرهك) كلمات الشاعر المميز أيمن بهجت قمر وألحان عمرو مصطفى.

وربما تميز عدد من المطربين والشعراء بغناء هذا اللون من الأغاني، مثل الفنان مصطفى كامل ومحمد محي وحمادة هلال في بداياته الفنية، والتي اتسمت بالحزن والدموع وأغاني صابر الرباعي مثل (عز الحبايب).

كيد العزاللم يترك الفن الشعبي مناسبة إلا وكانت له فيها موال أو أغنية فاستطاعت هذه الأغاني، أن تصف بدقة شعور أحدهم، خاصة إذا كان الشعور الهدف منه إغاظة أحدهم بمعنى "الكيد" كأغنية "كايدة العزال للمطربة الشعبية عايدة الشاعر، والذي حمل الألبوم نفسه اسم الأغنية إضافة إلى عدد من الأغنيات مثل (زغرودة حلوة، شوفتوا العروسة، الطشت قالي، أنا قمر 14).

وللفنان محرم فؤاد ملك الأغنية الشعبية هو أيضا أغنية تتحدث عن الكيد مثل (والنبي لنكيد العزال) وأغنية (حطة يا بطة يا فلفل شطة) التي غنتها الفنانة ماجدة في فيلم بائعة الجرايد.

الهجر والفراقربما لم يشهد التاريخ الغنائي الحديث او القديم والمنولوجات والطقاطيق والموشحات وحتى الأهازيج منها أن شاعرا لم يعلن عذابه من الفراق والهجر والبعد ولعل أبرز من غنى لذلك كوكب الشرق أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ونجاة وعاصي الحلاني ومحمد محي وأنغام ووردة.

أعيادكما عبرت العديد من الاغاني عن مناسبات وأعياد عديدة يظل المصريون يردودنها مهما طال الزمن مثل أغاني أم كلثوم (يا ليلة العيد أنستينا) والفنانة صفاء أبو السعود (العيد فرحة وأجمل فرحة).

أما عن أعياد الحب فلها أغاني خاصة بها مثلما غنا مدحت صالح والراحل طلعت زين (كل ليلة حب عيد) وكما غنا كاظم الساهر (كل عام وأنت حبيبتي) والديتو الرائع بين الفنانة شيرين عبدالوهاب وفضل شاكر (كل عام وإنت حبيبي).

وعن أعياد الميلاد كانت الأغنية الأشهر التي غناها الفنان وليد توفيق مطلع الثمانينات ولا يزال صداها حتى الآونة الحالية وهي (هابي بيرث داي تو يو( بتوزيع جديد ومختلف عن التوزيع الأصلي لها، ولم يترك الفنان مصطفى كامل هذه الفرصة إلا وأخرج توزيعا حزينا للأغنية باسم (كل سنة وإنت خاين زي ما إنت) 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً