بعد هزيمته في العراق.. "دير الزور" ولاية داعش الجديدة

كتب : سها صلاح

اعتقد الغرب أن الموصل والرقة هي الحدود النهائية في معركته ضد تنظيم داعش الإرهابي وفقًا لتقرير الديلي ميل البريطانية التي كشفت ان التنظيم الإرهابي، سحب الموارد والناس من الخطوط الأمامية لتحصين محافظة أقل شهرة من دير الزور، تقع في جنوب شرق سورية بالقرب من الحدود العراقية.

و يوضح التقرير ان دير الزور اصبحت الآن بمثابة مركزًا عسكريًا للتنظيم الإرهابي، حيث ان وضعها الاستراتيجي يجعلها تحيط بها الجبال ومقسوما على نهر الفرات هائلة، بلدة قلعة حصينة الطبيعية، الأمر الذي سيجعل من الصعب على القوات البرية لإطلاق هجوم مفاجئ، والضربات الجوية وحدها قد لا تكون فعالة للغاية.

يحمل دير الزور أيضا أغنى إمدادات النفط في كل من سوريا، والتي يمكن أن تساعد التنظيم الإرهابي لاستعادة هيمنته المالية بعد فقدانه ما يقرب من 30 % من عائدات النفط والضرائب من الأراضي المفقودة نتيجة الهجوم الذي قادته الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة قد حاولت سابقا لوقف إنتاج النفط والتجارة في دير الزور، وتقتصر ضرباتها على الشاحنات النفط منذ تدمير حقول النفط في المنطقة قد تسببت حرائق لا يمكن السيطرة عليها والدمار البيئي الكارثي.

على رأس من المزايا الجغرافية، تتمتع داعش بدعم من عدة قبائل تتخذ من العراق مقرا المحلية، مثل تلك القائمة في منطقة القائم، راوة، أو عنى، وذلك بفضل تلاعب ذكي للعلاقات القبلية المحلية.

وقال التقرير إنه بينما يصبح تنظيم داعش أقل تماسكًا على الصعيد الدولي، يبدو أنه يتماسك أفضل في المناطق الأساسية: وهي العراق وسوريا، بأغلبية ساحقة، تعتمد دعايته على هاتين الدولتين، يشير ذلك إلى أن مناطقه لا تزال تحيا بوجوه، وإذا بقيت الأمور على مسارها الحالي، فقد تتنافس التنظيمات التابعة له يومًا ما على راية الخلافة «الحقيقية».

و يختم التقرير انه سواء عن طريق الحظ أو الحكم، فقد تبنى تنظيم داعش لسنوات نموذجًا مختلفًا عن نموذج تنظيم القاعدة، نموذج من شأنه أن يسمح للتنظيم بالبقاء على قيد الحياة حتى مع انشقاقه. وهكذا، على الأقل على المستوى الأيديولوجي، فإن مركز ثقل الخلافة بإمكانه التحول من دون الكثير من التكاليف.

ورأى التقرير أنه في الوقت الذي يحاول فيه مركز التنظيم الحفاظ على شهرته الأيديولوجية، فإنه يبدو من المعقول أن نستنتج أن تنظيم داعش سيحاول إعادة إرسال المتشددين إلى بلدانهم الأصلية لتنفيذ هجمات، وبذلك سوف يساعد على زيادة معنويات التنظيم وتعزيز قوته الموهنة.

ما هو أكثر من ذلك، إذا بدأت التنظيمات التابعة لداعش في الخارج في التنافس على النفوذ الأيديولوجي، فإن «المخططين الافتراضيين»، الذين يعتقد أنهم ينسقون الهجمات على الإنترنت مع المؤيدين في جميع أنحاء العالم، من المرجح أن يبدؤوا العمل من خارج المناطق الأساسية في العراق وسوريا.

و «على الرغم من أن هذا قد يبدو أمرًا غير متوقع للتنظيم، فإن نشر المزيد من «المخططين الافتراضيين» يساعد فعلًا على تخفيف وقع التدهور على مستوى القيادة والسيطرة، الذي سينجم عن الانهيار الإقليمي في العراق وسوريا».

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الهلال والأهلي (1-1) في قمة الدوري السعودي (لحظة بلحظة) | جووووووول التعادل للهلال