بينها الجودة وطيب اللسان .. أسباب نجاح السوريين في مصر

السوريين في مصر
السوريين في مصر

عشرات الأعوام وتحتضن مصر، العرب من الجنسيات المختلفة للدراسة والعمل بها، فاحتضنت الفلسطينيين منذ عشرات الأعوام، بخاصة عقب الاحتلال الإسرائيلي لها، وشرعت في تقنين أوضاعهم في مصر وإعطائهم مميزات وتسهيلات أخرى انتهت بمنح الجنسية للمصريات المتزوجات من فلسطينيين.

الأمر نفسه فعلته مصر مع الشقيقة سوريا، خاصة بعدما احتضنت أكثر من 100 ألف سوري عقب إندلاع الثورة السورية، في عام 2011، ونتج عنها نزوح مئات الآلاف من الشعب السوري، احتضنتهم مصر والمصريون وعاملوهم كجزء من المجتمع.

ولم يكن اختلاط السوريين بالمصريين بالأمر الصعب حيث عكف السوريون بشطارتهم المميزة في التجارة والمعروفة منذ مئات الأعوام، على الإندماج في السوق المصري وبحث احتياجاته والعمل على تلبيتها كذلك نقل تراثهم وثقافتهم السورية الطباع خاصة في الملبس والمأكل والمشرب والثقافة إلى الشعب المصري الذي سرعان ما امتصها وتجاوب معها بالتأثر كعادة المصريين من التأثر بالثقافات الأخرى.

ونجح السوريون الجدد فيما أخفق فيه العديد من الشباب المصري، حيث نزلوا إلى سوق العمل ذاته الذي يتشارك فيه المصريين، لكن اللافت كان نجاحا ملحوظا لهم شهدت له مدن عديدة في مصر خاصة القاهرة ومدينة 6 أكتوبر وغيرها من تمركزات وتجمعات السوريين.

عمل العشرات منهم في مجال الطعام فأسسوا مطاعم للأطعمة الشامية السورية مثل الشاورما المميزة والتي جذبت الزبون المصري والعربي على حد سواء وحينما حاول التاجر المصري تقيلدها فشل فيها، كما أسسوا مطاعما وسلاسل للحلويات السورية والفلسطينية والأردنية المعروفة مثل الكنافة النابلسية والحلبية وغيرها.

ولعدة أسباب نجح السوريون في ذلك بينما أخفق المصريون:

1- لباقة التاجر السوري: يتميز التاجر السوري بخلاف المصري بلباقته وحديثه الجاذب للزبون، لأن الشغل الشاغل للتجار السوريين هو جذب الزبون المصري حتى لو اضطر إلى الخسارة في بادئ الأمر فالمكسب البعيد أفضل لهم، بينما ما يهم التاجر المصري خاصة هذه الآونة هو البيع وليس كسب الزبون فصار التعامل اللبق مختفيا وحل محله لهجة منفرة في التعامل مع الزبون شكى منها العديد من المستهلكين.

2- أسلوب مميز في الجذب: وللتجار السوريون أسلوبا مميزا في جذب والإعلان عن بضاعتهم والترويج لها، سواء حلوى أو عطور أو مأكولات، فلا يتورعون عن الوقوف بالساعات في الشوارع أمام محلاتهم من أجل نشر عطورهم على المارة لتجربتها بالمجان وتوزيع الحلوى من أجل التذوق للمارة دون حاجة للشراء، الأمر الذي لم يكن يفعله التجار المصريون بل يتشاجرون مع الزبون إذا أراد تجربة بضاعة قبل شرائها وربما للطرد من المحل. وحاولت بعضت المحال المصرية مؤخرا تقليد ما يفعله السوروين إلا أنهم أخفقوا في ذلك، لأن السوري يروج لبضاعته بأسلوب لبق وإبتسامة محببة بينما لم يفعل التجار المصريين ذلك.

3- جودة المنتج: تتميز البضاعة التي يروجها التاجر السوري بالجودة والإتقان بخلاف التي يروج لها التاجر المصري حتى لو باع الإثنين المنتج نفسه ويتجلى ذلك في المأكولات السورية بخاصة الشاورما والفلافل، والتي حاول المصريون تقليدها لكن يبقا للسوريون الذين يبيعونها بنفس السعر تقريبا، التفوق في جودة ونظافة الطعام، الأمر نفسه مع الحلوى والعطور وخامة وتطريز الملابس التراثية والمشغولات اليدوية المتقنة الصنع.

4- التعاطف: يرجح البعض أن السبب في نجاح السوريين هو التعاطف الذي يبديه المصريين معهم، فمهما كانت بضاعتهم سيشغل بالهم جنسية البائع قبل بضاعتهم خاصة تعاطف المصريين مع القضية والأحداث الدائرة في سوريا، كذلك الشغف والفضول لمعرفة الآخر وتفاعل المصريين مع كل ما هو غريب عنهم واحتضانهم له.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وفاة والدة مي عز الدين بعد تدهور حالتها الصحية