"كنا نذهب يوميًا إلى المزرعة ومعانا أكلنا لقضاء يومًا ممتعًا وسط أشجار الزيتون التي ترعرت أمام أعيننا طوال 5 سنوات مضت"، بهذه الكلمات بدأ الحاج حماده محمد، صاحب الستين عامًا، واصفًا ضياع شقى سنوات طويلة بعد أن بات حلمه الوحيد أن يأكل من ثمار زراعته.
الآن وبعد أن تجرفت أشجار الزيتون، يقول الحاج حماده اصحاب مزارع الزيتون بمنطقة الطريق الدائرى بجنوب مدينة العريش، إنه لا يستطيع الذهاب إلى مزرعته خوفا من الإصابات في ظل اشتباكات مسلحة بشكل مستمر وخوفا من اختباء عناصر مسلحة بها، ما يجعل الذهاب إلى المزرعة بمثابة الانتحار المحقق، إذا استطاعت الوصل إليها من الاساس.
يقول الحاج صاحب الستين عاما، إنه لا يعلم مدى تضرر مزرعته، ولكنه سمع من أحد الأشخاص المترددين على تلك المنطقة، أنها جُرفت بالكامل نظرًا لوقوعها على الطريق الدائرى مباشرة، وهو ما همت به قوات الأمن بإزالة كافة الأشجار التى يختبىء بها العناصر الإرهابية، ويقومون بإطلاق النار على القوات، من خلالها.
وعن موسم جمع الزيتون يؤكد الحاج أنه فى مثل: "هذه الأيام كنا نهم أنا وزوجتى بالذهاب يوميًا فى الصباح الباكر ومعى بعض من الشباب الذين يعملون فى جمع الزيتون ونقوم بجمع ثمار الزيتون ونجمعه فى أكياس كبيرة الحجم،، ثم نذهب بها إلى إحدى معاصر الزيتون.. لنستخرج منه الزيت النقى.. أما الآن لا أستطيع الذهاب إلى المزرعة بسبب الإجراءات الأمنيه المشددة هناك".
ويقول الحاج صالح حمادة، أحد أصحاب مزارع الزيتون بمنطقة جنوب العريش، إنه لا يستطيع الذهاب إلى مزرعته لكى يقوم بجمع ثمار الزيتون الذى نضجت في جميع المزارع تقريبا، بل بدأت تتساقط على الأرض ولا يستطيع أي أحد الاقتراب من مزرعته لجنى الثمار، متابعا أنه لا يعلم من أين سيوفر مدخراته ونفقاته طوال العام، لاعتماده على المحصول في تدبير احتياجاته واحتياجات أسرته.
الدكتور فؤاد حلمى مدير المبيعات والتسويق بمعصرة الفيروز بمنطقة جنوب العريش أكد أن أسعار زيت الزيتون سجلت ارتفاعًا خلال هذا العام مقارنة بالعام الماضى، حيث بلغ كيلو زيت الزيتون ( الاكسترا ) 50 جنيهًا بارتفاع 20 جنيهًا عن العام الماضى نظرًا لقلة المعروض من الإنتاج بالإضافه إلى تجريف مساحات من بعض الأراضى المزروعة بالزيتون.
وأضاف أحمد ربيع المدير المالى، أن موسم جمع ثمار الزيتون يبدأ من شهر أكتوبر إلى شهر ديسمبر، لافتًا إلى أنه يختلف من عام إلى عام، مشيرًا إلى أن فى العام قبل الماضى تم عصر ما يقرب من 2 مليون كيلو زيت حينها وصل سعر الزيت الى 18 جنيه، بينما وصل سعر الكيلو هذا العام الى 45 جنيها نظرا لكثرة الطلب فى حين أن الكميات قلت بكثير بسبب تجريف بعض الاراضى وعدم تمكن المزارعين من تحصيل المحصول.