جهل، فقر، عنف، خوف من مستقبل غامض، كل هذه العوامل وأكثر دفعت، شباب في مقتبل العمر، إلي التحول لذئاب بشرية، قاموا بالشروع في قتل طفل، لسرقة التوك توك، الذي يعمل عليه، فكل ذنبه أنه أراد الاعتماد على نفسه، ليشتري ما يحتاج من متطلبات وأعراض شخصية دون أن يلجأ لأحد من أشقائه، لشرائها، فلم يعد أمام الطفل الذي لم يبلغ سوي 15 عاماً، حيلة غير أنه يعمل كسائق توك توك، تاركا دراسته، بعد وفاة والدته منذ عدة أشهر.
فبدلا من أن يعيش حياة، طبيعية، مثله كمثل باقي الأطفال في عمرة، يعود من مدرسته لعمل الواجبات المدرسية، واللهو قليلاً، إلا أنه كان يفعل عكس ذلك تماماً، حيث كان يتجول، الشوارع بحثاً عن زبون، يركب معه التوك توك، ليحصد في نهاية اليوم، مايساعده في توفير متطلباته الشخصية، لمواجهة أعباء الحياة، إلا أن اصدقاء الشيطان تحالفوا معه، على الشروع في قتل الطفل، وسرقة التوك توك الذي يعمل عليه وبيعه.
فخططوا ودبروا الحيل والالاعيب لقتله، وأوهموه بالذهاب لمنطقة البراجيل، وأغروا عينه بالمال الكثير، مقابل تأجير التوك توك طوال اليوم، فوافق على الفور، والابتسامة تملأ وجهه، ولم يكن يعرف مايخبأه له هؤلاء الذئاب البشرية، من غدر وذهب معهم دون أن يعرف ماتخبأه له أنفسهم المليئة بالغدر، حيث إستدرجوه لأحد الأماكن الخالية من المارة وقاموا بإصابته بجرح ذبح في الرقبة، وسرقوا التوك توك، وتركوه يصارع الموت ودمائه غارقة على الأرض.
ليكن من حسن حظ ذلك الطفل الذي اعتمد على نفسه دون أن يلجأ لأحد من أشقائه أو والده المسن، آن يمر سائق توك توك صديق له، ويقوم بنقله إلي المستشفى.
تلقي اللواء هشام العراقي مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إخطار من اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، يفيد بتلقي مأمور مركز شرطة اوسيم، إشارة من مستشفى القصر العيني، بوصول يوسف محمد السيد البالغ من العمر 15 عاما، سائق توك توك، مقيم بالزاوية الحمراء، مصاب بجرح نافذ بالرقبة، وتم نقله إلى العناية المركزة، ولا يمكن إستجوابه.
وبسؤال إسلام محمد السيد البالغ من العمر 42 عاما، عامل شقيق المجني عليه الأكبر، قال إنه أثناء سير شقيقه بالتوك توك قيادته بدائرة مركز شرطة اوسيم، قام شخصان مجهولات بإستقافه وتعديا عليه بالضرب بسلاح ابيض"مطواه" محدثين إصابته بجرح ذبحي بالرقبة، وقاما بسرقة التوك توك وفرا هاربين، وبإجراء تحريات المباحث التي أجراها الرائد ياسر عبدالعال معاون مباحث المركز، تبين أن وراء ارتكاب تلك الواقعة كلا من مصطفي. ك.ج، ويبلغ من العمر 18 عاما عامل، ومقيم البراجيل دائرة المركز، وحسام. ع.ع ويبلغ من العمر 17 عاما، ومقيم بالبراجيل دائرة المركز.
وتم إعداد الاكمنة اللازمة بإستئذان النيابة العامة، والقبض عليهما وبمواجهتهما اعترفا بإرتكابهما الواقعة بغرض سرقة التوك توك، كما اعترفا أنهما تخلصا من السلاح المستخدم في الواقعة"المطواه" بإلقائه في أحد المصارف، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، لتباشر النيابة العامة التحقيقات.
ذهب" اهل مصر" الي مستشفي القصر العيني، ليعرف تفاصيل الواقعة من المجني عليه، فوجده لم يستطع التحدث لشده ألامه، فتقابل مع شقيقه إسلام الذي بدأ يروي تفاصيل الواقعة قائلاً: يوسف، لم يستمر في المدرسة، وكان يريد ان يعتمد على نفسه، وبعد وفاة والدته منذ حوالي عدة أشهر، قرر أن يذهب ليعمل وينفق على نفسه، بعد جلوس والده بالمنزل، لكبر سنه، فكان يعمل كسائق توك توك في عده مناطق، وكنا نتحدث معه أن يترك العمل، ويلهو مثله كمثل الأطفال في عمره، لكنه كان يرفض بشده، ويقول انا يريد الاعتماد على نفسه.
فلم يعد أمامنا حل سوي آن نتركه يعمل، حتي جاء يوم الحادث المشئوم، حيث تلقيت اتصال من على هاتفه، ليتحدث معي شخص آخر، ويقول إن شقيقي تم ذبحه بالرقبة، ونقله لمستشفى القصر العيني، فاسرعنا إلي المستشفى لنجده غارقا في دمه، وبسؤال سائق التوك توك زميله الذي نقله إلى المستشفى، قال إنه خلال مروره، بحثاً عن زبائن بالبراجيل، وجد يوسف ملقي على الأرض وبه جرح ذبحي برقبته، وبتفتيشه عثر بحوزته على هاتفه المحمول فقام بالاتصال بي، وبعد ذلك تبين قيام مجهولان بسرقة التوك توك منه، وعندما حاول التصدي لهما قاما بإصابته يجرح ذبحي بالرقبة، والقوه وسرقا التوك توك وفرا هاربين.