البطولة الجماعية شعار الفترة المقبلة في الفن.. آراء ووجهات نظر

هل أصبح شعار الفترة القادمة في الفن هو عصر البطولات الجماعية، بات واضحًا أن السينما والسينمائيون بدأوا يستشعرون حقيقة أن العمل الفني هو عمل جماعي من الطراز الأول وليس عملًا فردياص ينسب لنجم واحد أو نجمان علي الأكثر، كذلك بدأت هوجة البطولات الجماعية مع صعود تيار الشباب في السينما بأفلام مثل الماجيك الذي كان بطولة جماعية لمجموعة من الوجوه الجديدة، ثم فيلم بنات وموتوسيكلات وغيرها من الأفلام التي عبرت عن الشكل الجديد للسينما في العصر الحديث، وبالرغم من أن السينما المصرية في قمة مجدها اعتمدت في أفلام قليلة علي البطولة الجماعية فكانت أفلام مثل إسماعيل ياسين يجتمع فيها عدد كبير من النجوم الكبار أمثال استيفان روستي ومحمود المليجي وزهرة العلا أمثال أفلام اسماعيل ياسين في الأسطول اسماعيل ياسين في الجيش وغيرها، ومن الأفلام التي شارك فيها عدد كبير من النجوم أفلام مثل الناصر صلاح الدين وقلبي دليلي وغزل البنات والأرض والمذنبون الذي اجتمع أكبر عدد من النجوم في ذلك الوقت، لكن الملاحظ أن هذه الأفلام كانت قليلة بالمقارنة بالأفلام التي كانت متواجدة وتعتمد علي البطل المطلق.

في العصر الحالي اعتمدت الكثير من الأعمال السينمائية علي البطولة الجماعية وظهر ذلك جليًا في العديد من الأفلام منهافيلم "الماء والخضرة والجه الحسن"، والذى يعتمد على البطولة الجماعية ايضا حيث يقوم ببطولته ليلى علوى وباسم سمرة ومنة شلبى وصابرين ومحمد فراج واحمد داود وتاليف احمد عبدالله واخراج يسرى نصر الله وتدور احداثه فى اطار اجتماعى حول حياة الطباخين فى الريف.

أما فيلم الكنز فيعتمد بشكل كبير على نجوم الشباك حيث يقوم ببطولته محمد رمضان ومحمد سعد واحمد رزق وهند صبرى وروبى وهو من إخراج شريف عرفة وتأليف عبد الرحيم كمال وكان فى البداية يقوم ببطوله الفيلم احمد السقا إلا أنه اعتذر عن العمل يأتى محمد سعد بديلا له.

بينما يعتمد فيلم "هبوط اضطرارى" على البطولة الجماعية لنجوم الشباك منهم أحمد السقا غادة عادل أمير كرارة.

أما فيلم القرد بيتكلم فانه يقوم على البطولة الشبابية أيضا حيث يجمع عدد من الفنانين منهم احمد الفيشاوى وعمرو واكد وريهام حجاج وإخراج بيتر ميمى ويقوم كل من الفيشاوى وواكد بدورى ساحرين شقيقين يحضران لخدعة سحرية قادرة على اطلاق سراح والدهما البرئ من السجن.

الفنان خالد الصاوي يقول: العمل الفني من الأساس هو عمل جماعي مثل فريق كرة القدم الكل يعمل حتى يحرز الهدف، والعمل الفني جماعي وكل فنان يبدع ويظهر قدراته الفنية في الدور الذي يجسده، حتى وإن كان قصيرًا، ففيلم مثل عمارة يعقوبيان من علامات السينما المصرية اشترك فيه عدد كبير من النجوم وكان دور كل نجم في الفيلم من الممكن أن لا يتعدى عشرة مشاهد، ومشكلة البطل الأوحد أو المطلق صنعها رأس المال والإعلام، لكن أساس العمل الفني هو العمل الجماعي، وليس عمل نجم واحد.

يضيف الصاوي: ربما تصنع الرواية بطلًا محوريًا تدور حوله أحداث العمل ككل لكن كل من شارك في العمل أو أدى حتى مشهد واحد فقط هو بطل في مشهده، والسينمائيون أدركوا قيمة البطولة الجماعية، فأصبحت الأعمال الفنية تليفزيونية أو سينمائية تجد فيها أكثر من نجم، فهو اتجاه عند السينمائيين الآن لكسر التقيد بنجم واحد، حتى النجوم أدركوا قيمة البطولة الجماعية والفائدة التي تعود علي أعمالهم الفنية.

أفلام الكشن والإثارة والقضايا المجتمعية تجد فيها أشكال البطولة الجماعية لكن الأفلام الكوميديه نادرًا ما تجد فيها مثل هذه البطولة الجماعية هكذا بدأ الناقد عصام زكريا كلامه وتابع قائلًا: أفلام محمد سعد وهنيدي وحلمي تعتمد بشكل واضح علي البطل المطلق ويشارك معه إما وجوه جديدة أو نجمة من الصف الثاني حتى لا ينسحب البساط من تحت أقدامهم، بالمقارنة بالأفلام الأخري التي تعتمد علي قصص بعيدة عن الكوميديا أو الأفيهات ستجد فيها أكثر من نجم، ومن المتوقع أن تشهد السينما بصفة عامة تطور حتى في التيمة الكوميديه في التحول بشكل كامل للعمل الجماعي وانسحاب بساط البطل المطلق من أمام الشاشة السينمائية، ويعتمد ذلك بشكل كبير علي كاتب السيناريو الذي يرسم الأحداث في السيناريو.

ويضيف زكريا: موجة الأفلام الشبابية وموجة الوجوه الجديدة سواء في التمثيل أو الإخراج أثبتت نجاح كبير لفتت أنظار صناع السينما ومنتجيها، وتأكدوا بشكل كبير أن البطل المطلق أصبح تأثيره ضعيف ومحبوه قليلون بسبب التطور السريع في السينما وظهور وجوه جديدة تألقت بسرعة البرق أمام النجوم الكبار، فأصبح اعجاب الفرد بنجم واحد مفتت نظرًا لكثرة الوجوه العاملة في السينما أو التليفزيون فأصبح المنتجون يبحثون عن مجموعة من النجوم للمشاركة في عمل واحد لتجميع هذا التفتيت وتجميع عدد أكبر من المشاهدين أمام الشاشة التي بها أكثر من نجم، وذلك لمعالجة تفتيت اعجاب الناس بأكثر من نجم في وقت واحد.

المخرج أحمد البدري يقول: لا يوجد في مصر نجم يتمتع بكاريزما أمثال النجوم القدامي، فالكاريزما تصنع البطل المطلق، والفن عمل جماعي وبالرغم من الفيلم ينسب للمخرج وذلك علي مستوي العالم كله إلا أن في مصر الفيلم ينسب لنجمه المطلق، ففي مصر الهرم مقلوب، لكن الاتجاه حاليًا هو بالفعل لصالح البطولات الجماعية، بالرغم من أن القليل يتشبث بالبطولة المطلقة إلا أن هذه الظاهرة ستنقرض تمامًا نظرًا لتنوع الانتاج السينمائي، وأصبح النجم السينمائي انتاجه قليل فيلم واحد في السنة ونجاحه في ظل الظروف الحالية أصبح ضعيف، فأصبحت المراهنة من شركات افنتاج إما علي وجوه جديدة أو صناعة نجوم آخرين يكسرون به حاجز النجوم المغالون في أجورهم أو صناعة أفلام بأكثر من نجم سينمائي ليواجهوا به ظاهرة نجوم الصف الثاني أو الوجوه الجديدة التي فرضت نفسها بقوة علي الساحة السينمائية.

الفنانة نيللي كريم تقول: أنا لا أبحث في أدواري عن البطولة المطلقة فالسينما أو العمل الفني عمل جماعي ولا يهمني عدد مشاهدي في العمل بقدر جودته فانا لا أقيس الدور بالمسطرة وإنما الدور عندي بمدي أثره في العمل ومدي فعاليته في الأحداث، فالبطولة المطلقة لم أبحث عنها ولا أطلبها وإنما أبحث عن العمل الجيد الذي يضيف لمسيرتي الفنية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً