بينما يتصاعد التوتر بين أمريكا وإيران، بسبب إطلاق إيران لاختبار صاروخ بالستي، تتزايد التكهنات بشأن أساليب المواجهة المسقبلية بين البلدين بعيدًا عن الحروب التقليدية المفتوحة.
وجدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تهديداته لإيران، بسبب الأزمة الأخيرة فيما يخص النشاط النووي، قائلا إنها "تلعب بالنار" حسب زعمه، في حين رد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني على ترامب معتبرًا أن بلاده لا تعبأ بالتهديدات الأمريكية.وغرد ظريف على "تويتر": "إيران لا تعبأ بالتهديدات لأننا نستمد الأمن من شعبنا ولن نبادر بالحرب لكن يمكننا دوما الاعتماد على وسائلنا في الدفاع".
وفي وقت سابق، قال ترامب إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، فيما يتعلق بالرد على إيران، بعد أن أجرت مؤخرا اختبارا على صاروخ بالستي، إلا أن طهران رفضت التحذير الذي وجهته لها الإدارة الامريكية بعد التجربة، مؤكدة أنه استفزازي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إن الملاحظات التي أدلى بها مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا أساس لها ومكررة واستفزازية.كما أكد علي أكبر ولايتي، رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام ومستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية إن إيران لا تريد إذنًا من أي بلد للدفاع عن نفسها، متعهدًا بمواصلة الأنشطة الدفاعية بقوة، وذلك للرد على التحذير الذي وجهه مايكل فلين، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن القومي إلى إيران إثر قيامها بتجربة إطلاق صاروخ باليستي.وقال ولايتي: "هذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها شخص عديم الخبرة في أمريكا إيران".وأضاف: "ترامب سيفهم بمرور الزمن أن إطلاق التصريحات الخاوية ضد إيران ستؤدي فقط إلى خفض مصداقيته أمام الرأي العام".واعتبر ولايتي أن أداء الحكومة الأمريكية الجديدة سيعود بنتائج ضارة على الولايات المتحدة وشعبها.وقال ولايتي، إن أمريكا هي التي ستتضرر في نهاية المطاف والأمريكيون أنفسهم ليسوا راضين من تطرف ترامب وممن يحيطون به.
وأضاف ولايتي، الشخص الذي يهدد إيران أو الدول المسلمة يجب أن يسأل أسلافه كيف انهزم الأمريكيون في أفغانستان والعراق وسوريا.وقال ولايتي، إن إيران باعتبارها القوة الأولى في المنطقة تمتلك طاقات دفاعية جادة جدا ولن ترضخ لأي إملاءات ونحن لا نأخذ إذنا من أي دولة أو أحد للدفاع عن أنفسنا.وأضاف: "سندافع عن بلدنا على أساس الظروف وحسب ما تتطلبه"، متابعًا: "الصواريخ التي تم اختبارها لم تكن إلا دفاعية وإيران ستواصل نشاطاتها في المجال الدفاعي بقوة".
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن حكومة الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب، تؤكد أن مرحلة ربط الأحزمة قد بدأت في منطقة "الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن المواجهة بين ترامب وإيران قادمة لا محالة.وأضاف روحاني، أن اختيار ترامب، لمايك بومبيو في منصب مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، ومايك فلين كمستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، يظهر اختيار ترامب، لمن يعادون إيران ويرفضون صفقة الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية".وتابع الروحاني، "هناك توجها سلبيا لدى إدارة ترامب تجاه إيران"، موضحا أن "من بين طاقم ترامب من يطالبون بقصف المنشآت النووية الإيرانية بدلا من التفاوض مع إيران، كما أن من بينهم من يعتقد وبقوة وجوب إسقاط النظام الإيراني"، واصفا "إسقاط النظام الإيراني" بـ"إستراتيجية في إدارة ترامب".
وحول استمرار التعاون المشترك بين إيران وأمريكا بصورة سرية كما كان في عهد أوباما، فهذا مستبعد في عهد ترامب، ما بين طهران وواشنطن، عكس ما تقول بعض التحليلات حول التعاون بين الإدارتين بعد مجيء ترامب"، معتبرة أن واشنطن في عهد ترامب "ربطت الأحزمة بقوة لمواجهة إيران بمنطقة الشرق الأوسط".واستشهد مجلة فوربس بالمثل الفارسي "شال وكلاه كردن" في وصف ترامب لمواجهته المتوقعة مع إيران، حيث يستخدم هذا المثل للشخص الذي يجهز حاله للقيام بعملٍ شاق، قائلا إن "تشكيلة إدارة ترامب تمثل السياسة الخارجية التي ستتخذها واشنطن في عهد ترامب، معتبرة أن ترامب منشغل في السياسة الخارجية بـ"شال وكلاه كردن" لمواجهة إيران ليظهر نفسه بأنه يريد أن يواجه إيران بالمنطقة".
ويزعم الإصلاحيون في إيران أن هناك من يحرض ترامب من الداخل الإيراني للقيام بتعليق الاتفاق النووي مع إيران، في إشارة للحرس الثوري والمحافظين في إيران.وقال الإصلاحيون إن هناك خطة وضعت من قبل الحرس الثوري الإيراني، وأيدها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية حسن خامنئي، لاستفزاز ترامب، وهي القيام بتجربة إطلاق صواريخ بالستية بعيدة المدى في الأسابيع الأولى من دخول ترامب إلى البيت الأبيض.يشار إلى أن إيران واحدة من 7 دول أمر ترامب مؤخرًا بمنع دخول مواطنيها بشكل مؤقت إلى الولايات المتحدة.