كان مصنع الكراسي من أشهر المصانع التي أنشأها الزعيم جمال عبدالناصر في الخمسينات بين منطقتي الوراق وإمبابة وذاع صيته في الستينات بمكاسب خرافية، تم بناؤه على مساحة 50 فدانا، إلا أن الإدارة السيئة للمصنع حالت دون استمراره، بعد وفاة ناصر، حتى دخل عصر الانفتاح أيام السادات وتم بيع المصنع وقتها.
إلا أن المصنع أغلق وبقيت الأرض كما هي دون وجود رقيب أو حسيب أو متابعة دورية من الحكومة وتحول المصنع إلى مكان مهجور وسئ السمعة ويرتكب فيه كل ما يخالف القانون من تجارة مخدرات ودعارة بكل أنواعها، ولم يعد أحد يفكر فى الاقتراب للعيش أو العمل بالقرب منه، فى الوقت الذى يحدث فيه ذلك قرر عدد من المستثمرين شراء جزء من أراضى المصنع وبناء عمارات عليه، ووصل سعر المتر إلى 8 آلاف جنيه، لتنهى هذه الوحدات مصنع الكراسى إلى الأبد.
وفي عام 2009 أغلق المصنع تماما وأوقف عن العمل وتم تسريح العاملين به وصدر قرار من الدولة في عام 2013 بهدمه، خاصة بعد انتشار قصص عن المراهقين وقتها، حتى أن رجال الأمن لم يكونوا ليقتربوا منه بل يدشنون الكمائن على مقربة منه دون الوصول والدخول إليه، بسبب استحواذ المسجلين خطر وتجار المخدرات والسلاح والدعارة عليه.
وتغير الأمر في أواخر عام 2014 وتم إنشاء العديد من الأكشاك على الجهة المقابلة للمصنع وتم بيع وهدم جزء من المصنع وإنشاء عمارة سكنية به إلا أن أحدا لم يسكن به حتى الآن لأن السمعة ظلت ملتصقة به رغم التجديدات الحادثة في المنطقة.
من الشعبية إلى المحلية، انطلق المصطلح الشهير "ورا مصنع الكراسي" حينما قاله الفنان أحمد مكي في فيلم "لا تراجع ولا استسلام" وذلك بعدما كان المصطلح معروفا لسكان منطقة إمبابة والوراق كمصطلح دارج وجملة عفوية لأي فعل غير قانوني، إلا أن إنطلاقه من فيلم أحمد مكي إلى الجمهور المصري جعل الجمله تشتهر في غضون أعوام قليلة.
من المحلية إلى العالمية، حيث حققت الجملة خلال السنوات الماضية شهرة فاقت الحدود الجغرافية لتجد صدى في أوروبا وأمريكا، بعد أن أصبحت على كل لسان، ومتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لافت، حيث نشر نادي بايرن ميونخ، فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه أشهر لاعبيه بعد فوزهم على غريمه الألماني "بروسيا دورتموند" وهم يرددون جملة "ورا مصنع الكراسي"، مصحوبًا بتعليق: "ربما علينا أن نذكركم بين الحين والآخر أين تجدوا منافسي البايرن؟".
أدى الفيديو إلى حملة هيستيرية على مواقع التواصل الاجتماعي، تساءل فيها الجمهور العربي، والمصري خصوصًا، عن سر إعجاب النادي بتلك العبارة الشائعة في مصر.
كان أحد مشجعي الأهلي توعد الفريق البافاري قبل كأس العالم للأندية عام 2013 بالمغرب بالهزيمة، وعلق أحد مشجعي نادي القرن ويدعى عبدالحميد فودة، بتعليق باللغة الإنجليزية أسفل صورة على موقع النادي الألماني "Al Ahly will take you behind the factory of chairs" أي أن "الأهلي سيأخذكم وراء مصنع الكراسي"، ولاقى تعليقه إعجاب مئات الآلاف، مما دفع القائمين على الصفحة ليسألوا المعلق عن مقصده، وبحثوا عن دلالة الجملة، ثم بدأوا استخدامها رسميًا عبر صفحة النادي البافاري.
وانتقل التعليق أيضا إلى الجماهير الإنجليزية والدورى الإنجليزى لتسأل الصفحة الرسمية لفريق مانشستر سيتى فى الجولة الـ19 بين شوطى مباراة مان سيتى وكريستال بالاس: "هل تعتقدون أن مانشستر سيتى سيأخذ كريستال بالاس ورا مصنع الكراسى؟".