هل تتفق الدول العربية مع إيران لمواجهة "جنون ترامب"؟

ترامب

تتأرجح كفتي الميزان بين الدولتين، صراع "شفهي" دائم، وتصريحات متبادلة بعضها هجوم وبعضها للتهدئة، وفي الطريق تسير كل قوة في مشاريعها، فرغم فرض إيران مشروعها النووي، مازالت الولايات المتحدة الأمريكية تلوح بفرض مزيد من العقوبات على طهران، خاصة بعد تولي دونالد ترامب إدارة البيت الأبيض.

أعلن قائد بالحرس الثوري الإيراني، السبت، أن بلاده ستستخدم صواريخها ضد أعدائها إن هم هددوا أمنها، وذلك على خلفية عودة التوتر مع الولايات المتحدة، ونقلت وكالة رويترز عن وكالة تسنيم للأنباء، أن قائد القوة الجوية الفضائية بالحرس الثوري، البريجادير جنرال أمير علي حاجيزادة، قال "نعمل ليل نهار لحماية أمن إيران، إذا رأينا هفوة من الأعداء ستسقط صواريخنا بأصواتها المدوية على رؤوسهم".

وأورد موقع الحرس الثوري "سباه نيوز"، في وقت سابق السبت، نبأ بدء مناورات عسكرية تشمل إطلاق صواريخ، تهدف إلى إظهار "الاستعداد التام لمواجهة التهديدات" بما فيها "العقوبات المهينة" ضد إيران، التي أعلنتها واشنطن الجمعة، وانطلقت المرحلة الأولى من مناورات "المدافعون عن سماء الولاية" للدفاع الجوي بالحرس الثوري في محافظة سمنان شرق العاصمة طهران.

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، توعد إيران بعد أنشطتها العسكرية الأخيرة، معتبرا أنها "تلعب بالنار"، وقال ترامب في تغريدة نشرها حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، إن طهران "لا تقدر كم كان أوباما لطيفا معها، وأنا لست كذلك"، فيما رد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تغريدة ترامب بتغريدة أخرى، قائلا إن إيران "لا تعبأ بالتهديدات الأميركية".

"وابل الاتهامات والردود والتهديدات" تعطي صورة بالنزاع الأمريكي الإيراني المستمر، إلا ان هذا الصراع قد يبدو أنه صراع ظاهري، فماذا بعد هذا الصراع اللفظي؟

بحسب تقرير نشرته "بي بي سي" فإن العقوبات تبعث برسالة واضحة إلى طهران، مفادها أن هناك حرس جديد في واشنطن، وأن إدارة أوباما تنظر إلى علاقتها بطهران بنسبة كبيرة من منظور الحاجة للتفاوض، بهدف التوصل لاتفاق يكبح البرنامج النووي الإيراني، ولذلك تم التقليل من أهمية أنشطة إيران الإقليمية، مثل دعمها لحركة حماس وحزب الله ودعمها العسكري لنظام بشار الأسد ودعمها للحوثيين في اليمن ونفوذها المتنامي في العراق، من أجل ضمان استمرار المفاوضات بهدف التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي.

أوباما كان يريد كبح الأنشطة النووية لإيران، واعتُبر هذا الأمر هدفا في حد ذاته، لأنه ربما يؤدي لتجنب التحرك العسكري، لكنه أيضا خطوة قد تؤدي مع مرور الوقت إلى إخراج إيران من عزلتها الاقتصادية النسبية، باتجاه علاقات أفضل الغرب، ورأت واشنطن وحلفاؤها الغربيون وروسيا ميزة في الاتفاق النووي، وهي "ترحيل المشكلة"، وتأجيل أي مواجهة عسكرية محتملة مع إيران، بسبب برنامجها النووي.

حلفاء واشنطن الإقليميين، مثل إسرائيل والسعودية ودول الخليج الأخرى التي تراقب صعود النفوذ الإيران بقلق، لم يكونوا سعداء بالاتفاق، وربما يأمل الكثير من بينهم أن يسعى فريق ترامب، الذي يضم العديد من الأشخاص ذوي المواقف المتشددة إزاء إيران، إلى التراجع عن الاتفاق.

ومع صعود ترامب إلى سدة الحكم، بات العلاقات مع إيران "على كف عفريت" فهل ينقلب الوضع إذا تراجع "ترامب" عن اتفاق النووي، وبعد تصريحات ترامب بشأن حظر دخول المسلمين إلى أمريكا، بالإضافة إلى إيران، فهل يمكن أن تشهد الفترة المقبلة، سوء العلاقات بين إيران وأمريكا في ظل حكم ترامب، بما يسمح لعودة العلاقات بين الدول العربية وايران، لمواجهة تهديدات ترامب في الشرق الأوسط؟.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً