تشهد رئاسة المكتب السياسي بحركة "حماس" حربًا مشتعله بين كلًا من خالد مشعل رئيس المكتب الرسياسي الحالي، واسماعيل هنية، رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية العاشرة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية.
ومع اللحظات الأولى أطلقت الحركة في جميع المناطق الخاضغة لها، انتخابات عامة تشمل هيئاتها القيادية الوطنية والمحلية، والتى تستمر على مدار أسبوعًا كاملًا، حيث أوضحت تقارير صحفية نشرت خلال شهر أبريل الماضي، أن هناك توجه داخل الحركة لإنتخاب "هنية" على مقعد رئيس المكتب السياسي للحركة.
وقالت مصادر إن ثمة توجهًا قويًا داخل أطر حماس القيادية لتسليم هنية قيادة الحركة، بعد إجراء مشاورات معمقة.
وأضاف مسئول رفيع في الحركة في قطاع غزة: الانتخابات تجرى في أربع دوائر، هي الضفة الغربية وقطاع غزة، الشتات والسجون، وستتوج بتشكيل مجلس شورى مركزي يضم 45 عضوًا من هذه الدوائر، يقوم بانتخاب رئيس المكتب السياسي وأعضائه البالغ عددهم 19، في أول فرصة يتاح له فيها الالتئام.
وتابع: انتخابات غزة ستستغرق أسبوعًا يجري في نهايته انتخاب مجلس الشورى والمكتب السياسي الخاص للقطاع.
ويتوزع أعضاء المكتب السياسي المركزي على النحو التالي: ستة ممثلين لقطاع غزة، وستة ممثلين للضفة، وستة للشتات". أما رئيس المكتب السياسي، فيختاره المجلس في انتخابات مفتوحة.
ويستند داعمو هنية في "حماس " إلى أنه يتمتع "بشعبية وجماهيرية كبيرة داخل الحركة، ويُعد من القيادات المعتدلة في نظر كثير من السياسيين والكتاب والمحللين، وكذلك لدى كثير من الشخصيات العربية والإسلامية".
ويعد هنية من التيار الذي يحاول في "حماس" كسب جميع الأطراف، بما في ذلك فتح علاقات جيدة مع النظام المصري، ودول عربية وإسلامية أخرى.
وتسلم هنية بعد فوز "حماس" رئاسة الحكومة الفلسطينية، وظل على رأسها حتى انتخب نائبًا لمشعل قبل سنوات، فترك الحكومة وتفرغ إلى العمل داخل الحركة.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الاسم الثاني المطروح بقوة هو موسى أبو مرزوق، النائب الثاني لمشعل، الذي يعيش في قطر.
ويعتقد أن فوز اسماعيل هنية برئاسة المكتب السياسي لحركة حماس قد يساعد أكثر على التقارب مع إيران، بالنظر إلى العلاقات السيئة لمنافسه موسى أبو مرزوق مع النظام الإيراني بعدما اتهمه بالكذب في وقت سابق. وستكون سياسة "حماس" تجاه إيران على طاولة النقاش.
وعادة ما تضيف "حماس" إلى مجلس الشورى 12 عضوا مراقبا من الكفاءات ومن "الإخوان المسلمين" الأخرى في المنطقة، ليصبح عدد أعضاء المجلس 57 عضوًا. لكن هؤلاء الأعضاء المراقبين لا يمتلكون حق التصويت.
وأكدت مصادر في الحركة أن رئيس المكتب السياسي الحالي للحركة خالد مشعل خارج المنافسة لأنه شغل منصبه لولايتين.
وقال مشعل في وقت سابق إنه سيفخر إذا كان رئيسًا سابقًا لمكتب سياسي، حيث ينسج علاقات جيدة في معظم الدول العربية والإسلامية، لكنه قاد "حماس" بعيدًا عن سوريا وإيران، فيما يدعم تيار داخل "حماس " الآن، يتزعمه القيادي محمود الزهار، المقرب جدا من قيادة كتائب القسام، إعادة إحياء العلاقات على نحو كامل مع دمشق وطهران.
واستطرد مقربون من مشعل، إنه سيواصل العمل السياسي من مقره في الدوحة حتى بعد خروجه من رئاسة المكتب السياسي.