غيث حمور: فك الارتباط حيلة إخوانية على غرار حيلة جبهة النصرة والقاعدة
أكرم الأحمد: إخوان سوريا جماعة وهمية غير موجودة على الساحة من الأساس
كشفت مصادر موثوقة من داخل جماعة الإخوان الإرهابية بسوريا اتخاذ المراقب العام للجماعة محمد حكمت وليد قرارا سريا داخليا بفك الارتباط بالتنظيم الدولي للإخوان على غرار القرار الذي اتخذه اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا بعد الاجتماع الذي عقده من أيام باستانبول بتركيا.وأكدت المصادر التي فضلت عدم نشر اسمها، أن قرار مراقب إخوان سوريا جاء بسبب علمه استعداد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب اتخاذ قرارا بحظر جماعة الإخوان في العالم ووضعها على قوائم الإرهاب مما يؤثر على الجماعة بشكل كبير في سوريا.
أسباب القرار
وتقدم مرشد الإخوان في سوريا بطلبه الذي يهدف لإعادة صياغة الروابط بين إخوان سوريا والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، لرغبته في تقليلها خوفًا من ملاقاة نفس مصير فرع الجماعة الإرهابية في مصر، وتعرضها لضربة مماثلة للتي تلقاها إخوان مصر في ثوره 30 يونيو.
كما يعتبر تولى الرئيس الأمريكي ترامب المناهض للجماعة وكذلك بداية انفصال بعض الكيانات الثابتة للإخوان عن التنظيم الدولي، أبرزها انفصال اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا والذي أطلق على نفسه اسم "اتحاد مسلمي أوروبا"، سببًا واضحًا لتقديم "إخوان سوريا" بهذا الطلب.وفي سياق متصل وتحت وطأة الانتصارات التي حققها الجيش الوطني السوري على الأرض في سوريا تلك الانتصارات التي كانت مدعومة من روسيا التي معروف عنها العداء لتيار الجماعة، أصبح طلب إعادة صياغة العلاقات أمرًا ملحًا على الجماعة الإرهابية.
دلالة عمالة إخوان سوريا للأمريكانوعلى الرغم من صدمة البعض بهذا القرار المزمع البدء في تنفيذ خطواته تدريجيا حرصا على وحدة الصف الإخواني في سوريا قبل إعلانه بشكل رسمي، إلا أنه ووفقا لمواقف إخوان سوريا الرسمية لا يبدو غريبا، حيث أن هذه المواقف تعكس بشكل واضح وصريح انتماء إخوان سوريا إلى القرار الأمريكي في سوريا أيًا كان، وفي المقابل عداء الجماعة بشكل كامل للموقف الروسي والإيرني هناك.بيان شورى إخوان سوريا سبتمبر الماضيوما يؤكد هذا الكلام البيان الذي أصدره مجلس شورى الإخوان بسوريا في سبتمبر 2016 والذي حمل تأييدا واضحا ولكنه غير مباشر للسياسات الأمريكية في سوريا، حيث وصف البيان روسيا بالدولة المحتلة التي تسعى إلى تحويل العملية السياسية لغطاء ومبرر للقتل والتدمير والإبادة في سوريا، مما جعل الجماعة ترفض الخوض في أي مناقشات مع روسيا، مطالبة العالم بضرورة معاقبة روسيا دوليا بسبب جرائمها غير الإنسانية ومساعيها لتفكيك سوريا.كما أكدت الجماعة في البيان ذاته دعمها للمبادرة الأمريكية التي صدرت وقتها بهدف توحيد الفصائل الإسلامية الثورية في كيان واحد يكون مدعوم من أمريكا وتركيا، متناسية خلافاتها السابقة مع كل الفصائل، وقالت نصا في هذا البيان: "نؤكّد دعمنا للموقف التركي المؤيّد للثورة السورية، كما ندعم جهوده الرامية لتأسيس المنطقة الآمنة، ونعمل مع بقية الشركاء على رفده بالبرامج والأفكار والدعم اللوجستي والكوادر ليكون مؤهّلًا للإدارة المدنية، كما نؤكّد تمسّكنا بأهداف الثورة، وانحيازنا الكامل إلى إرادة الشعب السوري، وذلك في إطار وثيقة المبادئ الخمسة، التي أقرّتها القوى الإسلامية والوطنية والثورية، كما سنعمل على استمرار العلاقة الوثيقة مع الفصائل الثورية، ونعمل على تطويرها لتتحوّل إلى شراكة استراتيجية سياسية وميدانية تساهم في تحقيق أهداف الثورة".الموقف من مؤتمر الأستانةوما أكد العلاقة الوطيدة أيضا بين إخوان سوريا وأمريكا، هو إصدار الجماعة في سوريا بيان رسمي حول الموقف من مؤتمر الاستانة الشهير لوضع حل للحرب في سوريا، وفي هذا البيان دعمت الجماعة القرار الأمريكي بشكل واضح وصريح، حيث شددت على رفضها مبادرة الجانب الإيراني للتهدأة في سوريا، وطالبت بما طالب به المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيري وهو ضرورة إشراف الأمم المتحدة عن أي مبادرة من بشار الأسد بحيث تكون تلك المنظمة العالمية هي المسئولة عن تنفيذ أي وعود يطلقها الرئيس السوري.أراء حول القرار المرتقب
وفي ضوء هذه القضية، عرض "أهل مصر" القصة كاملة على كبار المحللين السياسيين في سوريا كي يعلموا مآلات ودلالات هذا القرار الإخواني المنتظر والذي سيعد مفاجأة من العيار الثقيل في حال إقراره بشكل رسمي.وعن هذا الأمر يقول الإعلامي السوري البارز غيث حمور، رئيس المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية: لابد أن اتجاه الرئيسي الأمريكي لاعتبار جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، له دور كبير فيما يتردد عن فك ارتباط بعض الجماعات المحلية عن المنظمة الأم، كجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، ولكني أعتقد أن فك الارتباط من عدمه لن يغير في الصورة شيء، خاصة أن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أو في مصر ارتكبت ومازالت ترتكب أخطاء على الصعيد الداخلي في كلا البلدين.حيلة إخوانيةوأضاف في تصريحاته الخاصة لـ "أهل مصر": فيما يخص الإخوان المسلمين في سوريا، فإن الجماعة حاولت سرقة الثورة السورية العظيمة، ولكن الشعب السوري رفضها كما رفض أي تنظيمات أخرى، وعبّر عن ذلك في مظاهراته التي عمّت وتعم البلاد منذ ٦ سنوات، وإن جاء قرار فك الارتباط فهو قرار يتعلق بالسياسة الأمريكية بشكل وثيق، ومحاولة منهم لتبيض صورة أصبحت سوداء لدى القيادات السياسية العالمية، ولدى الشعوب.وتابع قائلا: لا أعتقد أن هذا قرار فك الارتباط بين إخوان سوريا والتنظيم الدولي للإخوان إن صحّ سيُحدث أي تغيير حقيقي على الأرض، لأنه مشابه إلى حد كبير قرار فك ارتباط جبهة النصرة عن القاعدة، والقراران شكليان، لأنهما قراران بالاسم فقط، أما من حيث الأفكار والممارسات فالارتباط موجود ومستمر.الجماعة وهميةأما أكرم الأحمد،
الناشط السياسي السوري البارز ورئيس المركز الصحفي السوري فقد لخص تصريحاته عن هذا
الموضوع في كلمات قليلة تعبر عن مدى نفعية جماعة الإخوان بكل فروعها في العالم، خاصة
في سوريا حيث قال في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر": لا يوجد إخوان في سوريا
أصلا، الجماعة هناك مجرد كيان إعلامي يصدر التصريحات والبيانات فحسب أما كل قيادات
الجماعة فهم يعيشون خارج سوريا ينتظرون الفرصة المناسبة.