◄ التربية الدينية الإسلامية تحض على التسامح ونبذ الغل والحقد
◄كتاب التربية الدينية المسيحية يدفع الطلاب لتقبل الآخر ومحبته
◄ "الهلالي": نحن أحرص الناس على الوحدة الوطنية في مصر
تتعالى الأصوات بضرورة تعديل المناهج التعليمية، خاصةً مناهج التربية الدينية الإسلامية والمسيحية، كلما وقعت حادثة فتنة طائفية هنا أو هناك، ولكن! تظل الأمور كما هي، وينتهي الأمر كما بدأ، بلا شيء، "أهل مصر"، تفتح هذا الملف وتعرض ما قامت به وزارة التربية والتعليم، من تطوير هذه المناهج، وكيف تم تطويرها، ومن أشرف على هذه التعديلات؟
كشف محمود فؤاد مستشار مادة التربية الدينية بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، كواليس وضع منهج التربية الدينية سواء كان إسلاميًا أو مسيحيًا داخل كتب الوزارة؛ في جميع المراحل التعليمية بدايةً من الابتدائية حتى الثانوية، مؤكدًا أن ما يتم تداوله حول وجود معلومات مغلوطة لا أساس له من الصحة.
قال فؤاد لـ"أهل مصر"، إنه يتم استضافة مجموعة من أخوتنا المسيحين، وتم عرض كتاب التربية الدينية الإسلامية عليهم، والعكس، فتم إستضافة مجموعة من المسلمين وتم عرض كتاب التربية الدينية المسيحية عليهم، وتم سؤالهم السؤال التالى:" هل فى كتاب الدين الإسلامى أو المسيحى ما يسئ إليكم كمسلمين أو مسيحين ؟"، مؤكدا أنه يدعو جميع الشعب المصرى كله للاطمئنان، وذلك لأن هذه الكتب تم مراجعتها أكثر من مرة على أيدي أساتذة وعلماء، وكذلك تم عرضها على أولياء الأمور، مشيرًا إلى أن:" مناهج التربية الدينية على وجه الخصوص مادة في غاية الخطورة ومسؤولة عن الوحدة الوطنية، ولذلك نحن حريصون جدا على وضع الكتب، ويوجد لجنة الآن لمراجعة الكتب؛ لأن وزارة التربية والتعليم أحرص الناس على الوحدة الوطنية لمصر".
وناشد "فؤاد" جميع أولياء الأمور والمعلمين والمواطنين، أن من يوجد لديه وجهة نظر حول الكتب عليه أن يطلع عليها على موقع الرسمى لوزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى توجهه الى الوزارة وسيتم استقباله على الفور بكل سعة ورحب؛ ليقدم وجهة نظره.
فيما أكد الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، أن كتب التربية الدينية خالية من كل ما يثير الفتنة أو التعصب، وتمت مراجعة الكتب بلجنة علمية من تربويين، وعلماء الأزهر، والكنيسة، ووزارة الثقافة، ورموز من الصحافة؛ تمثيلًا للرأى العام؛ وذلك بموجب القرار الوزارى (88) بتاريخ 632016، فضلًا عن مراجعة الكتب من لجنة "المهتمين بالتعليم" التى تضم أولياء أمور مسلمين ومسيحيين، وهذا قبل إصدار أوامر طبع الكتب.
فيما أكدت مصادر بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى أن مناهج التربية الدينية الاسلامية والمسيحية تدور معظم مناهجها على الوحدة الوطنية والحب والتسامح وتقبل الآخر.
حصلت "أهل مصر" على بعض الكتب الخاصة بالمراحل التعليمية المختلفة بالدياناتين، والتى تؤكد وتثبت أن منهج التربية الدينية الإسلامي والمسيحي يدعو للحب والتسامح وتقبل الآخر، ففي كتاب التربية الدينية الإسلامية للصف الأول الثانوي تناول درس النظافة من الإيمان فى الوحدة الأولى صفحة 11 مفهوم النظافة قائلا:" النظافة فى الإسلام ليست هى النظافة الحسية من طهارة الجسد والملبس والمكان والبيئة فقط، بل النظافة الروحية والنفسية والتي تتحقق بطهارة القلوب من الشرور والغل والحقد والحسد واليأس والتشاؤم والبغض وطهرة القول من الشرك والجهل والأفكار الهدامة والأقاويل الباطلة وترديد الأخبار المغرضة، والإشاعات الكاذبة وطهارة اللسان من الكذب والسب واللعن والغيبة والنميمة وطهارة وصيانة الجوارح عن كل ما يغضب الله"، فهكذا كان المنهج الذى يحث على الحب وينبذ العنف والكره والشر داعيا الطلاب إلى الحب وصفاء القلوب.
أما في كتاب الأمن فى الإسلام للصف الثاني الثانوي، جاءت عبارة في الصفحة الـ70 كالتالي:" إن مجالس الغضب والانفعال هى مراتع الشيطان وإن مجالس العفو والتسامح والحلم والسكينة هى مقاعد الخير كله ولقد وعى سلفنا خطورة الغضب وأدركوا آثار التسامح والصبر والحلم فكانوا أمثلة طيبة فى كل سلوك خير كريم".
ولم تنس مناهج التربية الدينية المسيحية أيضا أهمية الحب والتسامح، وحصلت "أهل مصر" على كتاب التربية الدينية المسيحية للصف الاول الابتدائى، فكانت عناوين الفصل الدراسى الأول فى الكتاب:" الله يحبنى، الله يرانى، الله يحمينى وينقذنى".
وتطرق درس "كنيستى المصرية" داخل الوحدة الثانية على معنى العطاء والعطا، وأكد الدرس أن العطاء هو من يعطى كل ما لديه لمن يطلب منه وخاصة الفقراء والمحتاجين ويعطى بمحبة وفرح ويوصى بالعطاء أكثر من الأخذ"
بينما تطرق كتاب التربية الدينية المسيحية للصف الرابع الابتدائى لأهمية الصلاة عند الديانة المسيحية، فكانت أبرز الكلمات في الكتاب عن الصلاة كالتالى:" في الصلاة تعلن توبتك إلى الله وتنال الغفران والتطهير.. في الصلاة فرصة للتحدث مع الرب والتمتع بعشرته فروحك نسمة منه "، وفى الدرس الرابع في هذا الكتب تحدث عن العلاقات مع الآخرين دون التمييز لأحد أو التصنيف بين مسلم ومسيحى، فعمم الدرس المعاملة الحسنة لجميع الناس، وتتضمن عبارة:" فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا أنتم أيضا بهم"، ويتضمن الدرس مفاهيم أخلاقية جميلة، فأكد الكتاب أن جميع الناس أعضاء في جسد واحد.