تضارب أسعار الأدوية يربك الصيدليات.. والمواطن "الطرف الأضعف"

بيع الدواء بأسعار متفاوتة.. نعم هكذا أصبح الحال في بيع العقاقير الطبية بمختلف تصنيفاتها الدوائية ولأول مرة فى تاريخ الدواء فى مصر، والمثير للجدل والدهشة فى آن واحد، كذلك فإن البحث عن الدواء الناقص كالبحث عن كنز مفقود، الأمر الذي قد يدخل الصيدلي فى دائرة الشك وعدم المصداقية.

يأتى ذلك فى نفس سياق تطبيق التسعيرة الجديدة للدواء لمرتين على التوالى والتى تحمل قانون رقم 499 لسنة 2012، هذا القانون لم يكن مفعلا وقت إصداره، وإنما تم تأجيله الى أجل غير مسمى، ومن ثم فاجأنا وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين بالبدء فى آليات الممارسة والتطبيق، وبالطبع من واقع ما رصدناه من زيارات ميدانية لصيدليات كبرى ومثيلاتها الصغرى، وجدنا أن تفعيل القرار أحدث ربكة كبيرة فى سوق الدواء المصرى،جاء على إثرها ظهور العديد من نواقص العقاقير والمحاليل الطبية، وأهمها حقن الأنسولين وحقن الRH، وحقن الLiver Albumin، وأدوية علاج مرض السرطان التى أصبح من يحصل عليها وكأنه حصل على كنز ثمين.

وفى هذا الصدد نرصد أهم آراء أصحاب ذوى الشأن فى تلك الأزمة فى السطور القليلة التالية:

شعبة الأدوية: البيع بالسعر القديم "مرحلة انتقالية"

قال الدكتور على عوف رئيس الشعبة العامة للأدوية إن البيع بالسعر القديم ما هو إلا مرحلة انتقالية تخضع لها الصيدليات الكبرى والصغرى، مؤكدًا أن المشكلة هنا تكمن فى أن الصيدليات الكبرى هى التى لديها مخزون بالسعر القديم، وبالتالى يحقق لها ذلك فائضا، بعكس الصيدليات الأخرى الصغيرة التى ستعانى من نقص شديد فى الأدوية بسبب قلة مخزونها من الدواء بسعره القديم، ولكن أؤكد أنها مرحلة انتقالية فقط حتى يتم الإنتهاء من المخزون القديم، وذلك سيتم فى ظل حملات تفتيشية على الصيدليات الكبرى ومثيلاتها الصغرى، وفى النهاية أكد أننا ننظر لمصلحة المريض فى المقام الأول تلك التى تفرض نفسها على أى شئ آخر.

صيدلي: البيع بالسعر القديم مشكلة كبيرة

وأكد الدكتور أيمن عبد العزيز مدير فروع بإحدى الصيدليات الكبرى أن البيع بالسعر القديم أولا حتى الانتهاء منه مشكلة كبيرة، فأنا كصيدلي كيف أقنع المريض أن نوع من الدواء وليكن سعره 20 جنيها بعد شهرين يأخد نفس الدواء 40 جنيها، وهكذا يدخل الصيدلي فى دائرة شك وريبة، والمتضرر فى كلا الحالتين هنا هو الصيدلى المصرى والصيدليات الصغيرة وخصوصا التى ليس لها مخزون، وأرى أن المريض لن يصدق السعر، وستصبح قضيتنا الاساسية هنا هوه الدوا الفالنى ب 20 ولا ب40، وأؤكد التسعيرة المتضاربة دى بجد كارثة.

وفى السياق نفسه، قال الدكتور محمد هلال مدير إحدى الصيدليات بمستشفى خاص إن المشكلة تتمثل في استغلال بعض شركات الأدوية لتلك المشكلة وهي التسعيرة الجديدة، وتبدأ تعرض المخزون عندها بعد تطبيق التسعيرة الجبرية بسعر مختلف، متابعًا: "الصيدلي هيركز ومش هيستلم غير بفاتورة مبين بها أسعار الجمهور وأسعار الصيدلية، ولكن المريض مش هيركز فى تاريخ التشغيلة"، مردفًت "مش كل الدوا غلى هناك أدوية كثيرة تصنعها شركات مصرية سعرها ثابت، وده خلل كبير فى منظومة التسعير وتفعيله، وتعامل شركات الأدوية فاشل، ولا توجد رقابة وسيتم تلاعب كثير بأعصاب المرضى، ولا أدرى حتى الآن هذا التلاعب بالأعصاب لمصلحة من؟

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً