باحثون في الصين يستولدون أبقارا محصنة ضد السل‎

كتب : وكالات

قال باحثون من الصين إنهم استخدموا تقنية المقص الجيني "كريسبر" في استيلاد أبقار تمتلك قدرة كبيرة على مقاومة مرض السل، حيث قام الباحثون خلال تجاربهم بإدخال جين مقاوم للسل في المجموع الجيني للأبقار.

وأوضح الباحثون في دراستهم التي نشرت في مجلة "جينوم بايولوجي" إن دراستهم تبرهن على إمكانية استخدام هذه التقنية في استيلاد ماشية معدلة وراثيا بنجاح.

وتجرى أبحاث مكثفة منذ نحو أربع سنوات في كثير من مختبرات العالم على المقص الجيني "كريسبر" والذي يعني على سبيل الدقة "التكرارات العنقودية المتناوبة منتظمة التباعد".

وبينما كان العلماء يضطرون في السابق لتطوير أدوات متخصصة من أجل إحداث تغير جيني بعينه، فإن تقنية كريسبر تستخدم نفس "المقص" بالإضافة إلى جزيئين بسيطين من أجل العثور على موضع بعينه من الحمض النووي بهدف التدخل لإصلاحه.

ويستطيع الباحثون باستخدام تقنية كريسبر التخلص من جينات واستبدال جينات سليمة محل جينات معطلة في الحمض النووي أو إضافة مقاطع جينية جديدة لهذا الحمض.

وكان فريق الباحثين تحت إشراف يوانبينج جاو من جامعة نورث ويست ايه اند اف في شيانيانج قد أدخل بعض التعديلات على مقص كريسبر ثم أدخل جين NRAMP1 المقاوم للسل في الأرومة الليفية الجنينية للبقرة.

وأوضح فريق الباحثين أنه "من الصعب عند إدخال جين جديد إلى موروثات إحدى الثدييات، العثور على الموضع الأفضل في المجموع الجيني لهذه المهمة" مضيفا: "قمنا باستغلال نهج علمي دقيق جدا للعثور على المنطقة الأفضل في المجموع الوراثي ومن أجل عدم الاصطدام بمواضع غير مرغوب بها في المجموع الجيني للأبقار".

ثم أدخل الباحثون نوى هذه الخلايا المعدلة بما تحمله من المجموع الوراثي المعدل في بويضات منزوعة النواة ثم نقلوا الجنين الناتج عن نمو هذه البويضات على مدى بضعة أيام في المختبر إلى رحم بقرة ولدت عجلها بعد ذلك بعد فترة حمل طبيعة. واستولد الباحثون 11 عجلا بهذه الطريقة.

ثم اختبر الباحثون إلى أي مدى ساعد إدخال هذا الجين المضاد للسل فعلا في تحصين الأبقار من المرض وذلك من خلال تجارب على خلايا هذه الأبقار في البداية ثم من خلال تجارب على الأبقار نفسها، فتبين أن الأبقار المعدلة وراثيا استطاعت مقاومة الفيروس المسبب للسل بشكل أفضل من قريناتها التقليدية حيث كانت مؤشرات الإصابة بالعدوى لدى الأبقار المعدلة أقل بكثير.

وقال الباحثون إن دراستهم أدت إلى الكشف عن موضع مفيد في المجموع الوراثي للأبقار يمكن من خلاله إدخال جينات جديدة بنجاح باستخدام تقنية تحرير الجينات. ويمكن أن تكون هذه الخطوة مفيدة في مجال تربية الماشية".

وهناك بالفعل عدة كائنات حية تم تعديل صفاتها الوراثية باستخدام تقنية المقص الجيني حيث تم تعديل خنازير وراثيا لتصبح ذات بنية عضلية مميزة بشكل واضح وتعديل خنازير أخرى جينيا بحيث يصبح من السهل استقطاع تسلسل فيروسي من مجموعها الوراثي في خطوة هامة باتجاه نقل الأعضاء الحيوانية للإنسان.

وتدور أفكار أخرى في هذا الاتجاه منها تعديل الدجاج وراثيا ليصبح بلا جينات مسببة للحساسية في بياض البيض، واستيلاد سلالات جديدة من الكلاب واستيلاد حيوانات تنتج مواد فعالة جديدة، كما تستخدم نفس الطريقة لدى النباتات والبكتريا. ولكن أثير جدل بشأن هذه الأساليب الجديدة من ناحية جوازها أخلاقيا. ومن بين القضايا الأكثر تعرضا للمناقشة في هذا المجال هو ما إذا كانت الكائنات التي يتم استيلادها بهذه الطريقة ستصنف على أنها معدلة وراثيا أم باعتبار أنه تم تربيتها كسلالات جديدة.

كما أن الخبراء المعنيين يتناقشون فيما بينهم بشأن ما إذا كان استخدام هذه الأساليب الجديدة على البشر كعلاج جيني محتمل قد ينطوي على مخاطر صحية على الإنسان رغم أنه لم يتم تطوير أي من هذه الأساليب حتى الآن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً