بمناسبة عيد ميلادها.. كواليس عالمية الفنانة شادية في اليابان

يصادف اليوم 8 فبراير عيد ميلاد النجمة الكبيرة شادية التي أثرت الحياة الفنية المصرية والعربية والعالمية بالعديد من أعمالها الفنية، وفي السطور التالية نرصد حياة شادية وتفاصيل الفيلم الياباني الذي شاركت في بطولته.

فنانة مصرية، تميزت بحيويتها وخفتها في العديد من الأفلام الهامة بتاريخ السينما المصرية خلال فترة الستينيات والسبعينيات، استطاعت بموهبتها في الغناء والتمثيل أن تصبح أحد أبرز نجمات السينما، كما اعتبرها الكثير من النقاد أهم فنانة شاملة ظهرت في تاريخ الدراما العربية، وأطلق عليها لقب "دلوعة السينما المصرية".

ولدت "فاطمة أحمد كمال الدين شاكر" يوم 8 فبراير لعام 1934م في حي الحلمية الجديدة بمدينة عابدين في القاهرة لأم تركية وأب مصري من محافظة الشرقية، كان والدها يعمل مهندسًا زراعيًا ومشرفًا على أراضي المزارع الملكية في قرية أنشاص الرمل بالشرقية.تزوجت الفنانة “شادية” في بداية حياتها من الفنان “عماد حمدي” الذي كان يكبرها بحوالي 20 عامًا ولكن لم يستمر زواجهما أكثر من 3 سنوات، ثم تزوجت من المهندس “عزيز فتحي” عام 1957م والذي انفصلت عنه أيضًا بعد 3 سنوات.

وفي عام 1965م تزوجت "شادية" من الفنان "صلاح ذو الفقار" بعد قصة حب ملتهبة ولكنهما قررا الطلاق عام 1972م، وعلى الرغم من تعدد زيجاتها إلا أنه لم يكتب لها الإنجاب بينما ظلت الأم الروحية لابن زوجها السابق "نادر عماد حمدي" من زوجته الأولى "فتحية شريف".كانت "فتوش" - اللفظ التركي لاسم فاطمة - تعشق الغناء والتمثيل منذ الصغر، وكانت بارعة في تقليد الفنانة "ليلى مراد" التي حفظت أغانيها عن ظهر قلب، فشجعتها شقيقتها "عفاف" التي فشلت محاولتها في دخول عالم الفن لاعتراض والدها وعملت على تحقيق أحلامها عن طريق شقيقتها.خشيت "شادية" من رد فعل والدها الذي سبق وأن قاطع أختها الكبرى لمدة عام بسبب رغبتها في دخول عالم الفن، فدبرت مؤامرة لإقناعه بموهبتها حيث استغلت وجود المغنى التركي "منير نور الدين" مع العائلة بإحدى المناسبات وطلبت من جدتها أن تدعوها للغناء أمام الجميع.استجابت الجدة على الفور لطلب حفيدتها التي قامت بأداء أغنية ليلى مراد “بتبص لي كده ليه"، وبالفعل نالت إعجاب "نور الدين" الذي قرر أن يساعدها على صقل موهبتها بالدراسة، فأحضر لها من علمها العود والصوفليج ومنذ تلك اللحظة أدرك والدها موهبة ابنته.

شهد عام 1947م أول تعارف بين شادية والجمهور من خلال دور ثانوي في فيلم "أزهار وأشواك" لم يكن له الأثر الأكبر على مسيرتها المبكرة، إلا إنها قفزت إلى ادوار البطولة في نفس العام من خلال فيلم “العقل في أجازة” مع الفنان "محمد فوزي".كان المخرج حلمي رفله أطلق عليها للمرة الأولى اسم "شادية" في ذلك الفيلم حيث أدهشت الجميع بأدائها المتميز للألحان والجمل الحوارية وهى دون الثالثة عشرة من عمرها، فأصبحت اكبر المرشحات لخلافة ليلى مراد في مملكة الغناء والتمثيل معًا.

قدمت الفنانة المصرية في الخمسينيات ثنائي شهير مع الفنان "عماد حمدي" والفنان "كمال الشناوي" من خلال أفلام "أشكي لمين" و"أقوى من الحب" و"إرحم حبي"، ويُعد عام 1952م أكثر أعوامها الفنية ازدهارًا في السينما حيث قدمت حوالي 13 فيلمًا بمعدل فيلم كل شهر.جاءت فرصة العمر لشادية عام 1959م من خلال دورها في فيلم "المرأة المجهولة" لتثبت قدرتها العالية على تجسيد كافة الأدوار حيث قدمت دور الأم العجوز وهي لا تزال في 30 من عمرها، بينما كانت النقلة الأخرى في مشوارها الفني من خلال أفلامها مع "صلاح ذو الفقار" والتي أخرجت بها طاقتها الكوميدية في أفلام "مراتي مدير عام" و"كرامة زوجتي" و"عفريت مراتي".

كما قدمت فيلم "أنا الحب" ليكون بداية انطلاقها بالدراما وهي لم تزل بعمر الورود، ووقفت لأول مرة على خشبة المسرح عام 1985م لتقدم مسرحية "ريا وسكينة" مع سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي وحسين كمال لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية.ظلت الفنانة المصرية نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن، وقدمت خلال فترة ما يقارب أربعين عامًا حوالي 112 فيلمًا و10 مسلسلات إذاعية، بالإضافة إلى مسرحية واحدة وما يتجاوز 1500 من الأغاني الخفيفة والوطنية.في عام 1984م أختمت الفنانة "شادية" مسيرتها الفنية بفيلم "لا تسألني من أنا"، كما قامت بأداء بعض الأغاني الدينية على المسرح عام 1986م في الليلة المحمدية، حيث أعلنت اعتزالها للتمثيل نهائيًا في نفس العام وقررت ارتداء الحجاب، كما ابتعدت تمامًا عن الأضواء والأحاديث التلفزيونية وهى لا تزال في قمة مجدها.عالمية شادية في اليابان:النجاح الفني لصوت مصر الفنانة شادية لم يكن على مستوى مصر والعالم العربي فقط، وإنما تعدى ذلك ليصل إلى أقصى القارة الآسيوية حيث اليابان، وهناك اشتركت في بطولة فيلم «على ضفاف النيل» مع الفنان الياباني اشيهارا والفنان كمال الشناوي.الفيلم إنتاج مصري- ياباني وتم تصوير بعض مشاهده الخارجية في مصر على شاطئ النيل ومنطقة الأهرامات والشوارع المحيطة بكوبري الجامعة، أما المناظر الداخلية فكان لابد من تصويرها في أكبر استوديوهات اليابان، والذي تملكه شركة «نيكاتسو» اليابانية، لذلك سافرت شادية إلى اليابان لهذا الغرض.وفي نوفمبر عام 1962 وصلت الفنانة المصرية إلى العاصمة طوكيو وهي تحمل مجموعة من المناديل «أبو قوية» وثلاث ملايات لف وبدلة رقص لتؤدي بها أحد المشاهد الراقصة، وبمجرد وصولها لفتت إليها أنظار الجميع فنانين ووسائل الإعلام، التي حرصت على إبراز صور من مشاهد الفيلم وخاصة مشهد رقصتها الشرقية، بينما أنتج التليفزيون الياباني الرسمي فيلمًا خاصًا عن مشوارها الفني.وخلال 23 يومًا قضتها شادية هناك زارت جميع المسارح ولبّت عشرات الدعوات لتكريمها، وأعجبت كثيرًا بالشعب «المؤدب» الذي يجعل الضيف يخجل من نفسه، على حد وصفها، وأشادت بالمباني الحديثة الجميلة وبالسينما المتقدمة وبانتشار المسارح بشكل غريب، وكذلك احتلال الفنون التعبيرية المرتبة الأولى بين الفنون اليابانية.طريق العودة من العالمية لم يكن ممهدًا بالورود وترحيب الجماهير كما توقعت شادية إثر عودتها من اليابان، بعد أن مثلت فيلمها العالمي «غريب على شاطئ النيل» عام 1962، بل كان محاطًا بضباط الجوازات ومفتشو وزارة الصحة.شادية وجدت في انتظارها مفاجأة قاسية في مطار القاهرة؛ حيث طلب منها موظف الحجر الصحي شهادة تطعيمها ضد «الحمى الصفراء» وأخذت تبحث في حقيبة يدها دون جدوى، وبدأ القلق يسيطر على معالمها وأخيرًا أخبرت الموظف أنها نسيت إحضارها.مطّ الموظف شفتيه وقال لها: «إذن ستبقين في الحجر الصحي 5 أيام»، وتلفتت شادية حولها تبحث عن مخرج فلم تجد وقالت: «هنا.. 5 أيام.. أين؟!!»، وطمئنها الموظف بقوله: «هنا في العزل الصحي وعلى العموم ستجدين كل وسائل الراحة».وأسلمت الفنانة المصرية أمرها لله وطلبت من شقيقها أن يحضر لها الراديو وتليفزيون ومجموعة من الكتب لتستعين بها على الوحدة القاسية، وبعد انتهاء المدة غادرت إلى المنزل بعد أن أدخلت التليفزيون لأول مرة في «العزل الصحي».

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً