بالفيديو والصور.. أول متحف نوعي في الشرق الأوسط يربط بين مصر ودول حوض النيل.. أنشئ علي مساحة 146 ألف متر مربع.. يضم وثائق نادرة تؤرخ مراحل إنشاء خزان أسوان والسد العالي

يعد متحف النيل بمحافظة أسوان صرح حضاري وثقافي يربط مصر ودول حوض النيل، ويوثق العلاقات بين شعوبها ومظلة للتعاون والتنمية لشعوب الحوض حيث تعدت نسبة زائري المتحف أكثر من220 ألف زائر منذ افتتاحه حتي الآن.

وتم إنشاء المتحف علي مساحة 146 ألف متر بتكلفة 82 مليون جنيه، وتم تخصيصها من محافظة أسوان والـ 46 ألف من أملاك وزارة الري وبدأ التنفيذ في يونيو 2004 بتكلفة الإنشاء 82 مليون جنيه حيث تم تخصيص قاعات داخل المتحف لعرض لوحات وصور تعبر عن حضارات وثقافات وفنون دول حوض النيل وأفريقيا وجمع المتحف كل الوثائق والأفلام القديمة التي تروي قصة كفاح بناء السد مع الشعب المصري، والذي ساهم في استصلاح 3 ملايين فدان وإنتاج 10 مليارات كيلو وات من الطاقة في الساعة، بالإضافة إلي مجموعة كبيرة من المقتنيات التي تصور رحلة جريان نهر النيل بداية من مولده من أسفل هضبة أثيوبيا وحتي نهايته عند المصب في البحر المتوسط.ويضم المتحف وثائق تاريخية نادرة وأفلام تسجيلية تؤرخ لمراحل إنشاء خزان أسوان منذ عام 1898 وإنشاء السد العالي في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بجانب الأدوات التي استخدمها المهندسون في عملية بناء هذين الصرحين الكبيرين، بالإضافة إلي لوحة تذكارية من الرخام تضم أسماء الشهداء من مهندسين وفنيين وعمال من الذين شاركوا في ملحمة بنائهما، وكذا لوحات وصور توضح تطور أعمال الرى وأدواته منذ عصر والى مصر محمد على وحتى الأن علاوة على خرائط وتصميمات لكافة منشآت وزارة الرى بداية من القناطر الخيرية وحتى المحطة العملاقة للري بتوشكى ومرورًا بالسد العالي.

وتم إنشاء المتحف على الطراز النوبي والسوداني وهو مكون من ثلاثة أدوار يطل منها على منظر ساحر لخزان أسوان حيث صممت واجهته وبواباته من جرانيت أسوان الوردي، ونقش عليها باللغة الفرعونية القديمة "مصر هبة النيل "ويضم المتحف قاعتين للعرض وقاعتين للمؤتمرات ومكتب لوزير الري ومكتبة وقاعة لكبار الزوار وقاعة سينما ومكاتب إدارية بالإضافة إلي غرفة تحكم لمراقبة كل ما يدور داخل وخارج المتحف من خلال تزويده بـ 16 كاميرا للمراقبة في أماكن متفرقة فيه،بجانب موقعًا عامّا يشمل منطقة مجرى العيون ومسطحات خضراء.

وفي هذا السياق قال المهندس هشام عبدالعال فرغلي، مدير عام متحف النيل بأن المتحف هو أول متحف نوعي بالشرق الأوسط، وتم استخدام التكنولوجيا فيه للتعريف والتعرف علي تراث النيل من خلال معلومات موثقة بسيطة يسهل معها الاستشعار بعظمة الأباء والأجداد.تم افتتاح المتحف في 1112016 في حضور المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء والعديد من الوزراء الحاليين والسابقين ولفيف من وزراء دول حوض النيل والجالية الأفريقية بمصر، بالإضافة إلي العديد من الإعلاميين والصحفيين.وأضاف أن الهدف من تسمية المتحف بـ«متحف النيل» هو جمع الوثائق والمستندات الخاصة بتراث وادي النيل وخاصة مدرسة الري العريقة وتوطيد العلاقات من الأشقاء شركاء قطرة المياه في حوض النيل وتعريف الزائرين علي عظمة المصري خلال الحقبة الزمنية الماضية ونجاحه في ترويض النهر لتوفير الاحتياجات المائية علي كافة مناحي الحياة من زراعة ومياه شرب وصناعة وسياحة بالرغم من محدودية المياه.

والمتحف شامل للتأكيد علي مسمي المتحف وتنفيذا لحقيقة وليس شعار إلا وهي «نهر واحد وحضارة واحدة»، ومن هذا المنطلق تم التأكيد علي هذا المعني والمضمون بنشر أعلام دول حوض النيل بالحجم والشكل الذي يليق بالأشقاء كما تم التأكيد مرة أخري علي هذا المعني بعمل شعار للمتحف جامع لدول حوض النيل متمثل في مجموعة قطرات مياه تحمل أسم الدولة والعلم الخاص بها.

وتابع بأنه لم نكتفي يهذا القدر فقد تم تشييد بيان عملي للعلاقة الوطيدة بيننا وبين الأشقاء يسمي «نافورة دول حوض النيل» يجسد هذا العمل تساقط الأمطار علي الهضاب الأثيوبية الاستوائية مرورا بكل دول حوض النيل حتي وصول المياه إلي مصر مزودا بالميديا اللازمة من صوت وصورة لاستشعار الزائر بتواجده داخل حوض النيل ولا تخلو قاعة من قاعات المتحف من تواجد تراث الأشقاء متمثلا في لوحة جدارية أو مجسم يخص تراث هذه الدولة ناهيك عن شاشات العرض المنتشرة في أرجاء المتحف تحكي كلا منها مظاهر الجمال والطبيعة الخلابة بدول الأشقاء مما يؤكد دائما علي رغبتنا في توطيد العلاقات لتجميع الأشقاء داخل هذه القلعة لمناقشة قضايانا والعمل علي حلها أولا بأول للنهوض بمستقبل شعوب دول حوض النيل وإمكان تحقيق التنمية المستدامة والسعي نحو مستقبل أفضل بتحقيق خطة الرئيس عبد الفتاح السيسي في استصلاح المليون ونصف فدان، بالإضافة إلي أن المتحف يضم العديد من المجسمات والأفلام الوثائقية التي تؤرخ علي سبيل المثال «خزان أسوان والسد العالي»، ولم ننسي تمثيل الأحياء المائية الموجودة بنهر النيل متمثلة في أسماك البلطي وبعض الأسماك الأخرى وبعض التماسيح الصغيرة وسلحفاة برمائية ولم ننسي تمثيل تمساح النيل.

كما تم تجهيز مكان للأطفال يقصد منه إنشاء جيل جديد لدية المعرفة والثقافة المائية متمثلا في من هم دول حوض النيل وتحكي من خلال شخصيتين كارتون «تيمور» والذي يمثل التمساح و"فيرو" فرس النهر ويحكوا من خلال العديد من أفلام الكارتون قصة المعاناة التي تبذلها قطرة المياه من سقوطها علي الهضاب الاستوائية الاثيوبية حتي وصولها غلي مصر كما يعرف «تيمو وفيرو» الزائرين بمخاطر التلوث وكيفية الحد منها للمعاونة وإنتاج جيل جديد يستطيع أن يصحح ما فعلناه تجله النيل من تلوث ليعود إلي شبابه القديم كما تركه لنا أجدادنا القدماء المصريون.كما نعلمهم من خلال الشرح علي كيفية استغلال قطرة المياه استغلال امثل كي يستفاد من كل قطرة مياه وتستطيع تنفيذ الخطة المستدامة لمصرنا الحبيبة لنصل بها إلي بر الأمان الغذائي والبيئي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً