جرح، هجر، شوق، فقدان، ألم، قلق وأرق وغيرها العديد من الأعراض يعرفها فقط من مر بعلاقة عاطفية، انتهت وانفصل طرفاها، متهما كل واحد الطرف الآخر أنه السبب وأنه يعيش حالة فقد أكبر منه ويعاني من تأثيرات أكبر، إلا أن تأثير الانفصال العاطفي على الرجال غير مُساوي له عند النساء.
ووفق دراسة علمية فإن الأثر العاطفي والجسدي الناتج عن الانفصال يختلف من الذكر للأنثى وكذلك التعافي منه. دراسة أطلقتها جامعة بينجهامتون ولندن على 96 دولة، وجدوا أن متوسط الألم النفسي عند النساء بعد الانفصال مباشرة على مقياس (1 منعدم - 10 كبير ولا يمكن تحمله) يكون 6.84 نفسي والجسدي 4.21، أما الرجال على نفس المقياس يكون 6.58 للنفسي و3.75 للجسدي.
ووفق الدراسة فإن النساء تتأثر أكثر من الرجال عند الانفصال ﻷن النساء تطورت على أنها تستثمر أكثر في العلاقة من الذكر، بمعنى إنه في العلاقة الرومانسية لو تطورت، هي التي تتعرض لتكوين حياة بداخلها 9 شهور وبعدها تتحمل سنوات رضاعة وتربية، في حين إنه الذكر بمجرد انتهاء الممارسة الجنسية نفسها، يمكن أن يختفي تمامًا ولن يكون عليه تحمل أي عبئ أو استثمار بيولوجي واقع عليه.
وقال الباحث توفيق محمود، عضو الباحثون السوريون، عبر تدوينه له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أكد أن استثمار الأنثى يكون الأكبر في العلاقة "مجازفتها"، والتي تجعلها تتمسك أكثر بالذكر ومعاييرها في اختيار شخص أكفأ تكون أعلى، وكلما كان شريكها أفضل، كل ما كان الأثر النفسي للانفصال أكبر عليها.
وتابع: "بس بالرغم من شدة الألم المباشر دا، إلا إنه الباحثين وجدوا إن تعافيهم من الانفصال بيكون أسرع بكتير جدًا من الذكور وكمان التعافي بتاعهم بيكون شبه تام لإنها بمجرد ما هتجد شخص ما أخر تحس نحيته بعاطفه من جديد، هتكون تعافت بالفعل من السابقة وتقدر تبنيها مرة تانية".
وأضاف "في حين إنه بالنسبة للرجال، الخسارة بتكون طويلة الأمد والألم النفسي الناتج عنه على حد قولهم "زي الخميرة، كل ما طال مدته كل ما زاد تأثيره وحجمه"، وبياخد وقت كبير جدًا عشان يقدر يكون علاقة سوية فعلًا من جديد".
وأشار "الذكر يشعر بالألم الناتج عن الخسارة بعد فترة طويلة من الانفصال ويستمر معه، وهو ما شبهه العلماء بالسفينة التي تغرق، بعد الانفصال يتكون فيها ثقب وتكون على سطح المياه وتبدو مستقرة حتى تمتلئ بالماء وبعدها تبدأ تتهاوى وتغرق، مثلها مثل الألم والحالة النفسية للذكر، يستمر في الزيادة ثم بعدها يبدأ الإدراك لخسارته أنها كبيرة وأنه سيحتاج مجهود أكبر ليعيدها أو يعوضها وفي أحيان كثيرة يدرك إنها غير قابلة للتعويض."
ولفت توفيق، "الموضوع كمان تأثيره بيبقى متعلق بمين في الإتنين تقرب من التاني في البداية والعلاقة إللي بينهم شكلها بقى عامل إزاي بعد الإنفصال".
وختاما أكد، أن النساء تجد صعوبة في تقبل فكرة إن موضوع الانفصال يكون مؤذي أكتر ومؤلم للذكر لمجرد عدم ظهوره على المدى القصير وفور ما يبدأ يظهره على المدى الطويل، يكونوا في الغالب تجاوزوا الانفصال وتعافوا، فلا يعيروا الأمر أهمية لمعرفة هل الذكر يعاني أم لا.