يواجه الشعب المصري نوع جديد من عمليات النصب في الآونة الأخيرة، حيث استغل بعض المواطنين غير الشرفاء شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي ومنظمة الرئاسة في النصب على المواطنين، فلم تسلم مؤسسة الرئاسة من عمليات النصب بإسمها، والتي كان آخرها ادعاء أحد المواطنين انتماءه لعائلة الرئيس واستيلاءه على مبلغ 56 مليون جنيه بدعوى التبرع لصالح المشروعات القومية.
وفي هذا السياق يسلط "أهل مصر" الضوء على أشهر وقائع النصب بإسم مؤسسة الرئاسة.
1- تبرعات للمشروعات القومية
في حيلة شيطانية لأحد المجرمين، كشفت هيئة الرقابة الإدارية ادعاء أحد الأشخاص انتماءه لأسرة رئيس الجمهورية واستيلاءه على مبلغ 56 مليون جنيه، من رجل أعمال بدعوى تسليمها كتبرعات لصالح المشروعات القومية.
البداية عندما تلقت هيئة الرقابة الإدارية بلاغًا من أحد رجال الأعمال بتردد أحد الاشخاص عليه، وادعائه أنه من أسرة رئيس الجمهورية، وأنه تمكن من الحصول على مبلغ 56 مليون جنيه منه كتبرعات لصالح مشروعات الدولة، وخاصةً مشروع استصلاح 1.5 مليون فدان.
وبإجراء التحريات تم تحديد المذكور، وتبين اتهامه في 9 قضايا خطف أشخاص وتبديد ورشوة وأموال عامة، كما تبين اعتياده ادعاء انتماءه لعائلة رئيس الجمهورية بالمخالفة للحقيقة، واتخاذه بعض الإجراءات لإيهام ضحاياه بذلك، ومنها التحرك بسيارات فارهة واستخدام بعض الضباط السابقين في حراسته الشخصية.
وأكدت التحريات حصوله على شيكات مصرفية من رجل الأعمال بتلك القيمة وتسليمه فواتير منسوب صدورها لإحدى الجهات الحكومية تفيد شراء مستلزمات زراعية.
2- النصب على وزارة التموين
لم تكن تلك المرة الأولى التي يتم فيها النصب بإسم مؤسسة الرئاسة، فبعد 20 يومًا فقط من تولي الرئيس الحكم، حيث ادعى شخصًا أنه مدير مكتب الرئيس واتصل بمديرة مكتب وزير التموين، مدعيًا أنه مدير مكتب رئيس الجمهورية، للتوصية على أحد رجال الأعمال الذين لديهم تعاملات مع الوزارة.
إلا أن مديرة مكتب وزير التموين، تدبرت الأمر ولم تصدق أن صوت هذا الشخص المدعي، هو نفس صوت مدير مكتب الرئيس، حيث كانت تتابع بعض الأعمال المرتبطة بالتواصل بين الرئاسة والحكومة مع مدير مكتب الرئيس، وعلى الفور اتصلت برئاسة الجمهورية للتأكد من الأمر، وهو الاتصال الذي أكد لها كذب وادعاء ذلك الشخص.
وعندما اتصلت مديرة مكتب الوزير للتأكد من الشخص، أوصتها رئاسة الجمهورية باستقبال رجل الأعمال الذي وصى عليه الشخص المدعي، وأبلغت الأمن الوطني بالواقعة فتم القبض على رجل الأعمال والتوصل إلى الشخص النصاب والقبض عليه والقضية منظورة الآن أمام القضاء عليه.
3- زوجة السيسي
ولم تسلم زوجة الرئيس من محاولات النصب بإسمها، حيث ادعى مدير شركة بلاعيم للبترول، أنه أحد أقارب زوجة الرئيس السيسي، ونصب على مدير شئون العاملين بكلية أصول الدين، بإيهامه بقدرته على تعيين نجليه بوزارة البترول مقابل 120 ألف جنيه.
وعندما تحرى ضباط مباحث الأموال العامة، مع ضباط قطاع الأمن الوطني، عن الواقعة "تبين قيام المتهم بالنصب على المجني عليهم، بالزعم لمسئولي وزارة البترول، أن هناك توصية لتعيين الضحايا صادرة من رئاسة الجمهورية، وأنهم تجمعهم علاقة قرابة بحرم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية".
وبتتبع الواقعة وملابساتها، تبين كذب المتهم، وتم تعقبه وضبطه، واعترف بالنصب على الضحيتين، باسم رئاسة الجمهورية، وتحرر بذلك محضر 2244 أحوال أموال عامة لسنة 2015 م، وجار عرض المتهم على النيابة للتحقيق.
4- البنك الأهلي
في واقعة أخرى، انتحل شخص صفة مدير مكتب الرئيس وطلبه من مدير فرع للبنك الأهلي المصري في وسط البلد، أن يجهز نسخة من كشوف حسابات عدد من الشخصيات المهمة في البنك، إلا أن مدير الفرع شك في الأمر، وطلب على الفور الشرطة له، والتي قبضت عليه.
5- التعيين في شركات البترول
في أغسطس الماضي، اتصل شخص يدعى "س. م. م"، مدير إدارة بشركة بترول بلاعيم ومقيم البر الشرقي، دائرة قسم شبين الكوم بالمنوفية، منتحلا صفة مدير مكتب الرئيس، برئيس إدارة الشركة، وطلب منه تعيين شخصين في شركة "بترول بلاعيم"، موضحة أن رئيس إدارة الشركة، أبلغ وزير البترول الذي استغرب من الطلب، لأنه التقى مدير مكتب الرئيس خلال الفترة الماضية أكثر من مرة، ولم يتحدث معه في هذا الأمر.
وسعى المتهم لإيهام ضحاياه بقدرته على توظيف ذويهم مقابل مبالغ مالية، فضلًا عن إيهام المسؤولين بالشركات العامة برغبة مؤسسة الرئاسة في تعيين بعض الأشخاص، وطلب من أنور عبدالحميد أحمد بدر، (56 عاما - مدير عام بكلية أصول الدين جامعة الأزهر)، 100 ألف جنيه مقابل تعيين نجليه أحمد (30 عاما - مؤهل عالي)، ومصطفى (عامل)، والمقيمين بقرية زوير دائرة مركز شبين الكوم.
واستخدم المتهم عدة شرائح تليفون محمول منها شريحة تابعة لصديقه، للاتصال برئيس مجلس إدارة الشركة، لذلك الواقعة أخذت بعض الوقت حتى استطاع ضباط الأمن الوطني، الوصول إلى المتهم.
وبمواجهة المتهم اعترف بارتكابه الواقعة، وأنه انتحل صفة مدير مكتب رئيس الجمهورية، واتصل برئيس مجلس إدارة شركة (بلاعيم للبترول) طالبا منه تعيين نجلي المبلغ، مدعيا أن ذلك بتوجيه من رئيس الجمهورية، وعليه أبلغ رئيس الشركة وزير البترول بتعليمات الشخص المزعوم، بغرض تعيين المذكورين مستغلا نفوذه وانتحال الصفة للتربح، وضبط معه ورقة مدون عليه بخط يده المحادثة الهاتفية بينه ورئيس شركة (بلاعيم للبترول)، وجهاز لاب توب، و6 هواتف محمولة، و5 شرائح تليفونات، و6 إيصالات أمانة على بياض، منهم 3 خاصين بالمبلغ ونجليه.
وكان المتهم يجمع أسماء المسؤولين في الشركات من الصحف عقب قراءة أسمائهم في بعض الأخبار المنشورة، من أجل انتحال صفتهم واستخدامها في النصب، مشددة على أن جميع مؤسسات الدولة لديها علم أن جميع التعاملات مع مؤسسة الرئاسة تتم عبر المكاتبات الرسمية، وبالتالي فإنه في حالة محاولة أي شخص انتحال صفة أي مسؤول في الرئاسة، سيتم إبلاغ الشرطة على الفور.
6- شركة وهمية
واستغلالًا لدعوة الرئيس السيسي بدعم الشباب، استغل "عاطف. ف" المتهم الرئيسي، موظف حكومي، محكوم عليه، وهارب في 23 قضية تبديد ونصب وشيكات، و"حسن. أ" أمين شرطة مفصول، اسم "صندوق تحيا مصر" وأسسا شركة وهمية للنصب على المواطنين عن طريق بيعهم شاليهات، وقطع أراضي وهمية بالفيوم ومرسى مطروح وتمكنا من جمع 10 ملايين جنيه من المواطنين.
وتمكنت قوات الأمن بمديرية أمن الجيزة، من القبض عليهما، وضبطهما قبل هروبهما إلى الخارج وبحوزتهما 300 عقد تمليك أرض بمساحة 5 أفدنة لكل ضحية بمحافظة الفيوم، و150 عقد تمليك شاليهات وفيلات بمحافظة مطروح، و400 دفتر إيصالات تحصيل نقدية موضح بها المبالغ المالية التي حصلوا عليها من المواطنين.